تداعيات مقتل سليماني لم تنته.. السيستاني يدخل على الخط وشبكة جاسوسية وراء الإحداثيات
الجمعة، 10 يناير 2020 04:38 ممحمد الشرقاوي
«ما وقع في الأيام الاخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات أمر غير مقبول، المرجع الشيعي الأعلى في العراق».. علي السيستاني، قال ذلك في خطبته الجمعة، ردا على الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي العراقية، خلال تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
المرجع الشيعي الأعلى للنجف طالب السلطات العراقية بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية في البلاد، مؤكدا على أن المطلوب هو أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته.
قضية مقتل سليماني زادت من حدة الأوضاع السياسية وتوترها في بغداد، فالخارجية العراقية استدعت، أمس الخميس، السفير الإيراني لإبلاغه رفض العراق ضرب قواعد عسكرية على أراضيه وأنه يعتبر الإجراء خرقا لسيادته، قالت إن ذلك يأتي في سياق الضربات الصاروخية الانتقامية التي شنتها طهران، الأربعاء، على قاعدة عين الأسد التي تتواجد داخلها قوات أمريكية.
وشنت طهران، فجر الأربعاء، هجوما صاروخيا باليستيا على قاعدتين تتمركز فيها قوات تابعة للجيش الأميركي، وللتحالف الدولي في العراق، انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني.
مقتل سليماني تورط فيه عراقيون أيضًا، وهو أمر قد «يزيد الطين بله»، فقد أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية أن سلطات العراق تحقق مع شبكة تجسس مزعومة، يشتبه في أنها سربت للولايات المتحدة معلومات ساعدتها في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، وعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين والعراقيين.
الشبكة الأمريكية نقلت عن مصادر في التحقيقات التي تجريها السلطات حول الأحداث التي شهدتها على مدار الأيام الماضية، قولها إن المحققين الذين يترأسهم مستشار الأمن القومي العراقي، فالح الفياض، يتابعون شبكة التجسس المزعومة، ويعتقدون أنها سربت إلى واشنطن تفاصيل عن تحركات القائد الإيراني البارز، مثلت أساسا لعملية اغتياله.
وذكر مصدرا سي إن إن أن التحقيق يركز على استجواب أفراد الأمن في مطار بغداد الدولي، وأوضح أحدهما أن لجنة التحقيق استجوبت أمس العديد من أفراد الأمن هؤلاء، معظمهم من الذين كانوا يراقبون الكاميرات الأمنية في يوم اغتيال سليماني. مشيرة إلى أن السلطات لم تلق القبض على أي مشتبه فيه لحد الآن في قضية شبكة التجسس المزعومة، إلا أن التحقيق مستمر.
يقول مراقبون، إن تلك التطورات قد تزيد الأمور سوءا، فالسلطات العراقية الحليفة لإيران، تكشفت لها أوراق جديدة حول مقتل القيادي الإيراني البارز، ولم تتخذ فيها أي إجراءات قبل وقوع الحادث أو بعده وحتى الرد الإيراني، بل إن إيران ترى أن السلطات الإيرانية كان من المفترض أن تبذل مزيدا من الجهد لحماية قائدها.