أردوغان يضرب عرض الحائط بالجهود الدولية.. تركيا تدفع بمزيد من المرتزقة تجاه ليبيا
الجمعة، 10 يناير 2020 03:00 صمحمد الشرقاوي
في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إرسال نحو 35 جنديا إلى ليبيا، تتزايد أعداد المرتزقة السوريين في طرابلس، بحسب بيانات وتقارير دولية، ما يؤكد كذب النوايا التركية المعلنة عن نيتها لدعم وقف اتفاق النار، في اجتماع حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال الخميس، إن نحو 260 مسلحا، من بينهم ضابط برتبة نقيب من الفصائل الموالية لتركيا، توجهوا إلى ليبيا للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس ضد قوات الجيش الوطني الليبي، جميعهم أعضاء ميليشيا فيلق الشام، وغالبيتهم من مهجري مدينة حمص السورية.
المرصد، الصادر من لندن، أضاف أن هناك تجهيزات لنقل 300 مقاتل آخرين تابعين لفيلق الشام، بعد أيام عدة إلى ليبيا، في حين وصل ألف مرتزق في وقت سابق إلى ليبيا.
في 5 يناير الجاري، أعلن المرصد مقتل مسلح سوري من الفصائل الموالية لتركيا، خلال الاشتباكات الدائرة في طرابلس، أثناء قتاله إلى جانب ميليشيات حكومة فايز السراج، من فصيل سوري يعرف باسم السلطان مراد، أحد أبرز الفصائل التي أرسلت مسلحين للقتال في ليبيا، مشيرًا إلى أن عدد المسلحين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700.
وفي 30 ديسمبر 2019، إن عدد المسلحين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب وصل إلى ما لا يقل عن 1600، ينتمون لفصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم، جرى نقلهم من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم، في الوقت الذي تتواصل عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع.
يذكر أن تجنيد المرتزقة يعتبر جريمة وفقا للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، التي صدرت عن الأمم المتحدة قبل نحو 30 عاما.
وفي ظل التحركات التركية لنشر العنف في ليبيا، تواصل الدول الفاعلة في الملف الليبي جهودها بشأن الأزمة الليبية، التي تسير كلها في اتجاه الدعوة إلى وقف العمليات القتالية والحد من العنف مقابل دعم الحل السياسي، حيث تشهد عواصم عربية وغربية اجتماعات مكثفة حول هذا الملف، آخرها لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلاله على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، بدءا من منتصف ليل الأحد المقبل.
وتزامن ذلك مع اجتماع ضم وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان في القاهرة، اتفقوا خلاله على دعم مسار برلين للوصول لتسوية سياسية شاملة في ليبيا وحرصهم على تجنب التصعيد، بعد عقد الاتحاد الأوروبي اجتماعا في مدينة بروكسيل البلجيكية مع وزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، أسفر عن بيان مشترك دعا إلى وقف العمليات القتالية والالتزام بالقيام بجهود لإرساء الحوار السياسي، ومع تحركات دبلوماسية تقوم بها دول الجوار لاحتواء الوضع، حيث تبذل كل من الجزائر وتونس مساع لإنهاء التصعيد العسكري.
في الوقت ذاته، تقود ألمانيا حراكا دبلوماسيا لعقد مؤتمر خاص بـ الأزمة الليبية تحت اسم مؤتمر برلين، من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول الفاعلة في المشهد الليبي، والحصول على ضمانات بعدم التدخل ودعم الأطراف الداخلية المتصارعة عسكريا والدفع بالعملية السياسية نحو السلام، وتأمل أن يكون هذا المؤتمر بداية الطريق نحو الحل.
وعلى الصعيد الميداني، يتزايد التصعيد العسكري في ليبيا وحدة المواجهات المواجهات المسلحة بين قوات الجيش الليبي وميليشيات حكومة الوفاق للسيطرة على العاصمة طرابلس، حيث يسعى الجيش إلى التوسع الميداني في مناطق الغرب الليبي، بينما تكافح الوفاق للدفاع على مواقعها ومناطق نفوذها التقليدية.