لف وارجع تاني ... أردوغان يقع في مصيدة بوتين بسبب ليبيا
الأربعاء، 08 يناير 2020 08:41 م
منذ إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان، عن نيته إرسال قوات تركية لمساندة حكومة فايز السراج، على الأراضي الليبية، إلا واستخدم كافة وسائل إعلام بلاده وسخر مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج إلى حربه المزعومة، واستعراض قوته، خاصة بعد مصادقة البرلمان التركي على مذكرة تجيز للحكومة إرسال عسكريين تركيين إلى ليبيا، دعما لحكومة السراج، في مواجهة قوات المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي.
استمرت التصريحات العنترية لأردوغان، على مدار الأسبوع، ففي 6 يناير الجاري، أعلن عن تحرك وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا، للقتال مع ميليشيات طرابلس، ثم أعلن اليوم الأربعاء، عن إرسال 35 جنديا إلى ليبيا، لدعم حكومة طرابلس، فكان مسار سخرية أمام العالم، خاصة أنه أعلن عن عدم مشاركة هؤلاء الجنود في المعارك أو الأعمال القتالية، بينما سيتولون مهمة التنسيق.
على ما يبدو، فإن الخليفة العثماني، رجب أردوغان، تورط للغاية وتخطى كل حدوده بشأن الأوضاع الليبية، فكان لزاما على المجتمع الدولي وقفه عند حده، وإظهار حجمه الحقيقي أمام العالم، فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلمته الأخيرة، ودعى من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، منتصف ليل الأحد، وشددا على أهمية مشاركة كافة الأطراف والدول المعنية بالملف الليبي في الجهود المبذولة لحل هذه الأزمة.
وأدان وزراء خارجية دول أوروبية كبرى، أمس الثلاثاء، ما وصفوه بالتدخل التركي في ليبيا، بعد إعلان أنقرة إرسال قوات لدعم الحكومة في طرابلس، وذلك عقب اجتماع طارئ لهم في بروكسل، مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
وقال جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الإجراء التركي أدى إلى تعقيد الوضع في ليبيا، وأن التدخل الخارجي المستمر يؤجج الأزمة.
وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في مؤتمر صحفي له عقب اجتماع بروكسل، وقبيل توجهه إلى تركيا للقاء نظيرة التركي، إن هناك حرب بالوكالة تلوح في الأفق، مؤكدًا أنه يجب على جميع من يسعون للتدخل في ليبيا التوقف فورًا، مشيرًا إلى أن هناك دول تتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، ما قد يحولها إلى حرب بالوكالة.