اليونان تتجهز «عسكريا» لردع أحلام الخلافة العثمانية
السبت، 28 ديسمبر 2019 02:00 ص
العلاقة بين اليونان وتركيا، هي ملخص لتاريخ من الحروب، منذ استقلال الأولى عن الخلافة العثمانية عام 1832، ليدخل البلدان في 4 حروب ضارية ومواجهات عسكرية بعدها وهي الحرب التركية اليونانية في عام 1897، وحرب البلقان الأولى في عام 1912، والحرب العالمية الأولى 1914-1918، والحرب اليونانية التركية 1919-1922، لينضم البلدين إلى حلف شمال الأطلسي في عام 1952.
تدهورت العلاقة بين أثينا وأنقرة في الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة الخلاف حول جزيرة قبرص وطرد اليونانيين من تركيا في الستينيات والغزو التركي لشمالي قبرص عام 1974 والمواجهة بين البلدين حول بحر إيجة، وظلت العلاقات بين الفاترة والترقب والمناوشات في بحر إيجة، ليظهر مجددا على السطح خلافا يعطي مؤشرات لاحتمالات نشوب حرب مجددا بين الجيران الأعداء، بعد غزو رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، للمياه الإقليمية لجزيرة كيريت اليونانية، بعد اتفاقيته لترسيم الحدود مع حكومة السراج المحسوبة على الإخوان المسلمين في ليبيا، ليحذف بها الجرف القارى للجزيرة.
بدأت اليونان بتحركات دولية وإقليمية كبيرة للرد على أردوغان، وقد صرح مؤخرا نائب وزير الخارجية اليوناني ميلتاديس فارفيتسيوتيس، أن خطط حكومة أنقرة وما تقوم به من عمليات توسع في ليبيا ما هي إلا توسع عثماني جديد، وأن أثينا في حالة تأهب له، مشيرا إلى زيارة رئيس الوزراء اليوناني للبيت الأبيض في 7 يناير المقبل، لها أهمية كبيرة، لأن بلاده تسعى في الوقت الحالي على تدويل "الاستفزازات" التي تصدر من الحكومة التركية، وذلك سعيا من اليونان للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام يونانية.
واليونان بسبب ما يجري في المنطقة هي في حالة تأهب كامل، بحسب وزير الخارجية اليوناني ميلتاديس فارفيتسيوتيس، الذى أكد أن ردود الفعل على التوسع العثماني الجديد تجري بكثافة، وتأتي من الجميع شرقا وغربا، مشيرا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلعب بالنار ويثير ردود أفعال ليس فقط من اليونان بل ومن جميع اللاعبين الدوليين.
بخلاف التحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية لأثينا للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقبرص، والأمم المتحدة وفرنسا وإيطاليا، وغيرهم من الدول، بدأت في الاستعداد عسكريا، وفي عام 2017، بدأت في ترقية الطائرات المقاتلة من طراز F-16 إلى أحدث معيار "v" بقيمة 2.404 مليار دولار، وهو أحدث إصدار من الترقيات لضمان سيطرة الطائرة على الأجواء حتى عام 2030 ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺗﻼﺕ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ++ ﻭﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻼﺕ F-16 ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ.
وتحّدث حاليا اليونان سلاح الطيران الخاص بها بشكل جذرى، وعقب F16، بدأت في ترقية مقاتلاتها من طراز Mirage 2000s ترقية أيضا، وفي 23 ديسمبر الجاري ، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية أنها وقعت عقودا مع شركة داسوا للطيران Dassault Aviation وسافران المتخصصة في صناعة محركات الطائرات العسكرية Safran Military Engines وطاليس Thales لتحديث أسطولها من مقاتلات Mirage 2000-5.
وفى حال نشوب صراع مسلح بين البلدين، فإن كلاهما سيعتمد على الضربات الجوية بخلاف الأساطيل البحرية، وما يستدعى أثنيا لتحديث أسطولها الجوي، المخاطر الراهنة، وما ينبئ لإمكانية حدوث اشتباكات، ما ذكرته تقارير صحفية في 12 ديسمبر الجاري، حيث نشر موقع "باتراتورا" اليوناني، تقريرا، قال فيه إن 38 مقاتلة يونانية نفذت طلعة مفاجئة، لتراقب تحركات مجموعة كبيرة من المقاتلات التركية فوق بحر إيجة.
وقال مصدر عسكري في القوات الجوية اليونانية، لموقع موقع "باتراتورا" إن المقاتلات التركية التي اقتحمت المجال الجوي اليوناني، فوجئت عندما رأت هذا القدر من الطائرات اليونانية، مشيرا إلى أن القوات الجوية اليونانية رصدت تحركات كبيرة لطائرات تركية، تتكون 18 مقاتلة "إف-16" وقاذفتان من طراز "ترمينيتور إف-4إي"، لذا انطلقت مباشرة 38 مقاتلة يونانية من نوع "إف -16" من قواعد "نيا أنخيالو" شرقي اليونان، وقاعدة "سودا" شمال غربي جزيرة كريت، و"ميراج-2000-5" انطلقت من قاعدة "تاناغرا" جنوب شرقي اليونان، لتجبرهم على الابتعاد.