أزمة بيلوسي وترامب لم تكن الأولى.. صراع آدم وحواء يشعل السياسة الأمريكية على مدار عقود
الأحد، 22 ديسمبر 2019 07:00 م
على مدار السنوات الثلاثين الماضية شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أزمات سياسية عديدة كان بعضها مؤرقًا لمن يجلسون على كرسى الحكم، والبعض الآخر لم يعد أحد يتذكره، لكن من بين هذه الأزمات كان الصراع بين السيدات والرجال مستمر على مسرح السياسة الأمريكية.
وطوال الأشهر الماضية لم تتوقف حالة التلاسن السياسى بين ترامب وبيلوسى، ففى سبتمبر اتهمته بالتورط فى عملية تستر وإعاقة سير العدالة، ليرد بأنه لن يعمل مع الديمقراطيين حتى يوقفوا التحقيقات بشأنه، وانسحب بعد أقل من ثلاث دقائق من اجتماع معها.
ويمتد صراع بيلوسى وترامب بكل تأكيد فى العام الجديد عام الانتخابات، ليجعلها أكثر سخونة عن المعتاد، لاسيما وأن إستراتيجية رئيسة مجلس النواب تستند إلى محاولة إطالة أجل محاكمة مجلس الشيوخ لتحقيق أقدر ممكن من الأذى السياسى لترامب.
ولا تعد بيلوسى المراة الوحيدة التى خاض ترامب ضدها صراعا سياسيا، فسبقتها فى المحاولة هيلارى كلينتون أثناء موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. فكانت المعركة بينهما قوية بقدر صلابة شخصية كل منهما. وزاد الأمر إثارة أيضا أن هيلارى كانت أول امرأة تترشح للرئاسة الأمريكية على الإطلاق، ولكن معركتها كانت مع رجل لا يرحم النساء، ولا يتوانى عن استخدام الألقاب المحقرة ضد خصومه حتى لو كانت امرأة، فأطلق عليها لقب هيلارى المحتالة، ورغم أنها فازت بالأصوات الشعبية فى الانتخابات إلا أن أصوات المجمع الانتخابى هى التى فتحت الطريق أمام ترامب إلى البيت الأبيض.
هيلارى بدورها خاضت معركة قوية أخرى قبل صراعها مع ترامب، وهى معركة رئاسية أيضا ضد باراك أوباما. فتنافس كليهما على سباق الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008.
وكان السباق قويا وحظى باهتمام غير مسبوق ليس فقط لكونه بين رجل وامرأة، ولكن بين أول سيدة أمريكية أولى سابقة تسعى للعودة إلى البيت الأبيض هذه المرة كرئيسة وبين أول أمريكى من أصل أفريقى يترشح ثم يفوز بالرئاسة.
فى أواخر القرن العشرين، خاض الرئيس الأسبق بل كلينتون صراعًا ضد امرأة شابة كادت أن تعصف به بفضيحة جنسية، فعلاقة كلينتون بمتدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكى فى عام 1998 أحدثت ضجة سياسية كبرى، وجعلت كلينتون قريبا من ترك البيت الأبيض بعد تصويت مجلس النواب على عزله.
وبعد مرور أكثر من 29 عاما على الفضيحة، لا تزال لوينسكى النقطة السوداء فى تاريخ كلينتون الذى كان يحقق نجاحا كبيرا على الصعيد الداخلى.