يوسف أيوب يكتب: رسالة السيسي للعالم: اسمعوا لشبابكم

الأحد، 22 ديسمبر 2019 09:00 ص
يوسف أيوب يكتب: رسالة السيسي للعالم: اسمعوا لشبابكم

 
 
«استمعوا إلى شبابكم.. شاركوهم أفكارهم وأحلامهم.. اعطوهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم.. حلقوا فى سمائهم عاليا.. اجعلوهم سباقين لا تابعين.. سلحوهم بخبراتكم وإيمانكم بهم.. لا تتركوهم فريسة لمن يقتات بطموحهم ويستخدمهم أداة لنشر العنف والكراهية.. املأوا قلوبهم بالأمل والحرية والدعم الذى لا نهاية له.. افتحوا لهم أبواب الثقة واعطوهم مفاتيح القيادة فلا حاضر بدونهم ولا مستقبل بغيرهم».. كانت تلك هى الرسالة التى أراد أن يختتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعاليات النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم مساء الثلاثاء الماضى، رسالة وجهها رئيس مصر لكل قادة العالم، وهى رسالة تلخص الهدف بل والرؤية المصرية من هذا المنتدى، ومن قبله المؤتمرات الوطنية للشباب
 
على مدار أربعة أيام دارت عجلة المنتدى، ما بين ورش عمل تحضيرية وجلسات رسمية، شهدت حوارا معمقا ومليئا بالحرية، بين الشباب الأجانب والمسئولين والقادة.. حوار استهدف سد الهوة ما بين الحكومات والشباب، نجحت فيه مصر على مدار السنوات الثلاث الماضية، وها هى تضعه كنموذج أمام الجميع، إذا كانت لديهم رغبة فى الاستفادة من قدرات وإمكانيات شبابهم.
 
أكثر من 7 آلاف مشارك أتوا من 197 دولة، احتضنتهم مدينة السلام «شرم الشيخ»، فى منصة حوارية شبابية حقيقية، أدارها الشباب فكانت روح الشباب هى السائدة، فجاءت التوصيات النهائية والقرارات التى أعلنها الرئيس السيسى فى الختام معبرة عن طبيعة وشكل الحوار الذى ساد المنتدى.
 
نجح المنتدى فى رسالته ومضمونه، لأنه أدير بأيادٍ شبابية وطنية مخلصة آمنت بالفكرة، واستطاعت أن تتحمل المسئولية التى ألقاها على عاتقهم رئيس الدولة، الذى وجّه لهم الشكر من على المنصة الرئيسية للمنتدى بقوله «كان رهانى عليهم رهانا رابحا غير قابل للشك أو التأويل.. ثقتى بكم لا حدود لها ودائما تبهرونى بما تبذلونه من مجهود تنظيمى وما تطرحونه من أفكار لتميز منتدى شباب العالم»، مع التأكيد أيضا على أن إيمانه بالشباب كان راسخا لا يتزعزع، فهم الطاقة الدافعة والمحركة نحو التنمية والبناء والتعمير، فلا سقف لطموحهم ولا حدود لأحلامهم ولعل تجربة منتدى شباب العالم خير دليل على أن الشباب قادر على تحويل الأحلام إلى واقع مؤثر يتخطى كل حدود الممكن.
 
مع مرور الأيام تحول منتدى شباب العالم إلى مشروع دولى، خاصة أن تفريعاته حققت الكثير من المزايا، فمنه انطلق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، وقريبا سنكون أمام مولود جديد وهو ملتقى شباب المتوسط الذى سيكون معنيا بمعالجة التحديات التى تواجه دول المتوسط ودعم أفضل الأفكار والتجارب لشباب المنطقة، مع بحث إمكانية إنشاء منطقة أورومتوسطية للتعليم العالى والعلوم بمدينة العلمين الجديدة، فضلا عن تكليف الرئيس لإدارة المنتدى بالتنسيق مع وزارتى الخارجية والرى بتنفيذ محاكاة عن دبلوماسية الدول المشتركة فى حوض نهرى واحد وتنفيذ ورش عمل عن الأمن الغذائى فى ظل ندرة المياه.
 
هذا هو الفارق بين منتدى شباب العالم وغيره من المنتديات الحوارية الدولية الأخرى، فالفكرة المصرية أن الحوار لا يتوقف وتنتج عنه أفكار يكون تنفيذها هو المسار الطبيعى لها، ومن هنا جاءت ثقة الشباب فى الفكرة، وإيمانهم بها، وهو ما ظهر من حجم المشاركة من الشباب الأجنبى، الذين تخطوا الثلاثة آلاف شاب، ومن قبلهم طلبات الحضور التى تجاوزت الـ300 ألف طلب، وهى الأكبر مقارنة بفعاليات شبابية أخرى.
 
انتهى المنتدى فى نسخته الثالثة، لكن أفكاره وتوصياته وقراراته باقية وستجد خلال الأسابيع المقبلة طريقها للتنفيذ، وحينما يأتى الشباب إلى مصر العام المقبل فى النسخة الرابعة يبدأون من جديد فى مناقشة قضايا جديدة والبحث عن حلول لها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة