طلب إحاطة إلى البرلمان.. من معطرات الجو مجهولة المصدر و«مسرطنة»
السبت، 21 ديسمبر 2019 12:00 م
تقدم نائب بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبدالعال، رئيس البرلمان، موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي حول ما يتم إنتاجه ببعض المصانع من معطرات الجو مصنعة من خامات مجهولة المصدر غير مطابقة للمواصفات، بما يشكل خطورة بالغة على المواطنين.
وطالب النائب طارق متولي، نائب السويس وعضو لجنة الصناعة، بتشديد الرقابة والإجراءات اللازمة للتأكد من مدى صلاحية المعطرات المنتجة على صحة المواطنين.
وقال متولي في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن الدراسات أثبتت وجود نسبة كبيرة من المواد التى تستخدم فى صناعة معطر الجو تؤدى إلى الإصابة بالأمراض السرطانية ومشاكل فى الجهاز التنفسى، حيث تحتوي على مواد كيمياوية معروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة، والتي تبدأ على شكل مواد صلبة أو سوائل لكنها تتبخر بسهولة في الهواء.
وأضاف متولي، أن العديد من الدراسات الحديثة أشارت إلى مدى الضرر الصحي الذي يمكن أن يقع على من يستنشق المعطرات بصورة مفرطة، وأثبتت دراسة أجرتها جامعة يورك البريطانية بمركز دراسات المناخ منتصف العام الجاري واشترك فيها 1136 شخصًا يستخدمون معطّرات الهواء بصورة مستمرة، أن 30% منهم لديهم صعوبات في التنفس وآلام بالرأس بعد التعرض لتأثير هذه المعطّرات السلبي، وشكلت المشكلات الصحية الأكثر انتشارًا في الجهاز التنفسي التي ترافقها توعكات دائمة في الجسم وصداع نصفي كما ظهر عند المشتركين طفح جلدي وإسهال وتشنجات عضلية وغثيان واضطراب نبضات القلب.
ونوه متولي إلى أن حجم الاستثمار فى صناعة معطرات الجو بلغ 1.72 بليون دولار أمريكي مع نهاية 2016 مع تكهنات بارتفاع يصل إلى 20%، وتتوافر معطرات الجو في صورٍ شتى؛ رذاذ وهلام (جل)، وشموع وفواحات، وبخور، وغيرها، وقد لا يخلو مكان عام من وجود معطرات الجو.
وكانت كشفت دراسة علمية أن المادة المعطرة المستخدمة في صناعة معطرات الهواء والشموع المعطرة، تتحول عند ملامستها لغاز الأوزون الموجود في الهواء إلى مادة الفورمالديهيد المسرطنة.
وبحسب الدراسة الذي أجراها البروفيسور اليستر لويس من مركز دراسات المناخ في جامعة يورك البريطانية، تستخدم مادة ليمونين Limonin التي تستخرج من بذور ثمرة الليمون كمادة معطرة في صناعة معطرات الهواء والشموع، وهي في الحالة الاعتيادية لا تشكل أي خطورة على الصحة حتى أنها تستخدم في صناعة المواد الغذائية.
وكان العلماء على معرفة باحتمال تغير حال مادة الليمونين، ولكنهم رغم الاختبارات العديدة التي أجروها على مدى عشرات السنين لم يستطيعوا أن يؤكدوا ذلك.
ونتيجة لتطور مستوى العلوم والتقنيات سمحت التكنولوجيا المستخدمة حاليا بالحصول على نتائج واضحة ومؤكدة عن هذه التغيرات.
فتركيز هذه المادة في معطرات الهواء أعلى مما كان يعتقد بـ 100 مرة، إضافة إلى أن استخدام مكيفات الهواء في المباني يمنع دخول الهواء من الخارج مما يسبب تراكم مادة الليمونين في داخل المباني.
ويقول البروفيسور لويس، إن استخدام المعطرات الكيميائية ينتشر بكثرة في المباني، ولكننا لا نعلم نتائج استخدامها على المدى البعيد، بسبب تحولها إلى مادة الفورمالديهيد وتأثيرها في جسم الإنسان، ولكننا نعلم جيدا أنها مادة مضرة بالجسم.
ومنذ زمن بعيد تعتبر مادة الفورمالديهيد من المواد المهيجة للعين والحنجرة وتسبب نزف الدم من الأنف.