إلى مذيعي الإخوان: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
الخميس، 19 ديسمبر 2019 11:33 م
يقول الله تعالى في محكم آياته: «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ»، وصف الله تعالى بتلك الآية حال بني إسرائيل، في عهد موسى عليه السلام، وهي آية استغلتها الكثير من الجماعات الإسلامية في وصف حالات التناقض والاختلاف بين البشر.
جماعة الإخوان، كانت من بين هؤلاء، ومذيعوها أيضًا، جسدوا تلك الآية حرفيا، فجعلوا من أنفسهم دعاة للحقوق والحريات، خاصة حقوق النساء، فدشنوا حملات من أجل من وصفوهم بـ«الحرائر»، وفي نفس ذات اللحظة هاجموا حرائر أخريات، غير تابعين لجماعتهم، لمجرد أنهم فضلوا الدولة عن جماعتهم الضالة.
سيقول أدعياء الدين من الجماعة الضالة، أن تلك الآية اختص الله بها بني إسرائيل، لكن مجمل الأحاديث والتفاسير النبوية، التي درّسها أساتذة الجماعة في مدارسهم، أجمعت أنها عامة وتنطبق على كل العصور، ما يؤكد انطباقها عليهم.
والدليل على ذلك قول موسى بن هارون، قال: حدثني عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) قال: كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وهم يعصونه. وهو ما ينطبق على الجماعة تأمر الناس بالرفق بالقوارير (من الأخوات فقط)، ويسبون غيرهن من الفضليات، فالأولى أن نعيرهم نحن بذلك.
المتتبع للمحتوى الإعلامي الذي تقدمه قنوات الجماعة الإرهابية، عبر «جعجاعين» - (الجعجاع لغة: كثير الكلام بدون عمل، يقال رجل جَعْجاع)- يراه أجوفًا، لا يحمل أي معلومة أو كلام مهني، بل مجرد وصلات من السباب واللعن، لكل من يختلف مع الجماعة ويساند دولته، التي طالما نادو هم بها، لأجل مصالحهم.
في العرف، فإن سباب الرجال من الممكن السماح فيه، لكن سباب النساء لا غفران، فكم من سبة تعرض بها مذيعو الإخوان لحرائر مصر، ولنساء في عمر أمهاتهم، لأسباب جميعها واهية، ليس أكثر من حصد مشاهدات، يخصص عائدها لدفع رواتب المرتزقة منهم.
هناك سؤال بات مطروحا بقوة، ماذا قدم الإخوان للمصريات من دعم وحقوق لينادوا بها الآن؟، فالمرأة المصرية انحسرت وتآكلت حريتها في عهد الجماعة الإرهابية، وكانت في طريقها للوأد السياسي والحقوقي، طالما أنها تتعارض مع فكر الجماعة ورجالها.
مذيعو الإخوان حاولوا إظهار الدعم لنساء مصر، منذ هروبهم خارج مصر، فحاربوا التحرش وغيره، وكافة السلوكيات المشينة- رغم كونها حوادث فردية- إلا أنها كانت تمثل نقطة انطلاقة لترند مهاجم للدولة، بأنه لا حقوق لهن في عهد القيادة السياسية الحالية.
لم يرض الإخوان عن استراتيجية تمكين المرأة المصرية التي اعتمدتها الدولة، ضمن التنمية المستدامة، وغيرها، فتعرضوا لهن بكل قبيح، غير آبهين بما يحملوه من قرآن في صدورهم، أو دين نبوي شريف، أو تعاليم سمحة- حسبما يدعون- لذا كانت الصورة منافية لكل شيم الرجال، فتخلوا عن مروءتهم وسبوا سيدات مصر وأمهاتهم من مناصرات الدولة.
هم أيضًا لم ينظروا لجهود الدولة في الحفاظ على المرأة، وكم الدعم الذي توليه القيادة السياسة لها، درجة أنها جعلت عاما باسمها، وغيرها من الإجراءات والحملات الصحية، منها الكشف المبكر على سرطان الثدي، وغيرها.
لذلك انطبق عليهم تفسير الآية الكريمة، فهم قد فتحوا الطريق لسرطان الجماعة للتوغل في عقولهم، وباتوا يسبون كل شيء، حتى وإن دافعوا عنه في حلقة سابقة، وأيضًا لو تعارض مع ما تدّعيه جماعتهم الضالة، طالما أنه لمصلحتها.