في اليوم العالمي للافتاء.. وثيقة قضائية: حظر الافتاء على غير المتخصصين

الأحد، 15 ديسمبر 2019 12:00 م
في اليوم العالمي للافتاء.. وثيقة قضائية: حظر الافتاء على غير المتخصصين
دار الإفتاء المصرية
أحمد سامي

15 سبتمبر يحتفل العالم الإسلامي باليوم العالمى للإفتاء الذي حددته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بهدف إرساء ضوابط الفتوى وتبادل الخبرات بين المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية في كافة الأمم والشعوب الإسلامية خاصة العربية والافريقية لتنقيتها من الشوائب، ولان الفتوي من الأمور الدينية الهامة والتي تمثل مسئولية كبيرة على رجل الدين فقد تصدي القضاء المصري لاشكالية من له حق الافتاء والابداء برأيه في القضايا الخلافية بين الائمة.
 
فوفقا للحكم القضائي الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بحظر الافتاء على غير المتخصصين ودعاة التطرف والجهلاء بأمور الدين خاصة المتطرفين الذين يفسرون الدين بما يهدف العنف والإرهاب.
 
وأيدت الوثيقة قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بوضع شروط اعتلاء المنابر من المؤهلين المتخصصين وفقا لنهج الوزارة عن وسطية الإسلام المستنير وأحقيته في منع من لم تتوافر فيه شروط  التأهيل وعدم افتاء الناس إلا من ذوى التخصص .
 
وأكد الحكم، أنه نتيجة لإقدام غير المتخصصين من أهل العلم على إصدار الفتاوى غير المسندة وما ترتبه من أثار خطيرة سيئة على الأجيال الحالية واللاحقة لما تتضمنه من الإخبار عن حكم الله فى مسألة ما، فلا ترقى إلى مستوى الإجتهاد وتوصم بالدعوة إلى الضلال والظلام بما يصيب المجتمع من خلل وتفكك واضطراب وفوضى لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى فإنه يتعين قصر الإفتاء على المتخصصين وذوى الشأن ،  فشروط الافتاء ليست بالأمر اليسير فى الفقه الإسلامى حتى يمارسه العوام .
 
وأضاف القاضي في حكمه أن الإفتاء أمر بالغ الصعوبة والدقة يستفرغ فيه المجتهد وسعه لتحصيل حكم شرعى يقتدر به على استخراج الأحكام الشرعية من ماَخذها واستنباطها من أدلتها , على نحو يشترط فى المجتهد شروطاً للصحة أهمها أن يكون عارفاً بكتاب الله ومعانى الاَيات والعلم بمفرادتها وفهم قواعد اللغة العربية وكيفية دلالة الألفاظ وحكم خواص اللفظ من عموم وخصوص وحقيقة ومجاز وإطلاق ومعرفة أصول الفقه كالعام والخاص والمطلق والمقيد والنص والظاهر والمجمل والمبين والمنطوق والمفهوم والمحكم والمتشابه  وهى مسائل دقيقة للغاية تغُم على عموم الناس من أدعياء الدين وطالبى الشهرة ومثيرى الفتنة , والدين منهم براء , وهى فى الحق تستلزم التأهيل فى علوم الدين.
 
وأشار القاضى في حكمه أنه إذا لم تتحد الدول الإسلامية والعربية خاصة الخليجية منها مع مصر فى العمل على تجديد الخطاب الدينى الصحيح والاصطفاف معها، فسوف ينالها لا محالة قدر من هذا التطرف والإرهاب فهو بلا وطن، وحتى ينكشف للأمة الإسلامية والعربية من يريد بها سوءا , ومن ينقلب على مصر فلن يضر الله بها شيئا , ومصر بذلك تؤرخ لدور عالمى وليس اقليميا لأنها تواجه بقوة وثبات وتضحية دعاة الإرهاب والتطرف لحماية الإنسانية جمعاء  , وقيامها بذلك الدور إعمالا للمادة الأولى من  الدستور المصرى الذى نص على أن  الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها ومصر جزء من العالم الإسلامى تنتمى إلى القارة الإفريقية وتعتز بامتدادها الاَسيوى وتسهم فى بناء الحضارة الإنسانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق