العالم على حافة كارثة.. ماذا حقق مؤتمر «مدريد» في مواجهة تغير المناخ؟
الأحد، 15 ديسمبر 2019 11:00 م
وصف محمد أدو مدير مركز «باور شيفت أفريقيا» لأبحاث المناخ والطاقة فى نيروبى مؤتمر الأمم المتحدة لمواجهة أثار التغيرات المناخية الذى يعقد فى العاصمة الإسبانية مدريد، بأنه خيانة ممثلو الحكومات للشعوب حول العالم حيث واصل المفاوضون العمل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد فى محاولة لإنقاذ التزام عالمى قوى بمكافحة التغير المناخى والتى كان من المقرر أن تنتهى المحادثات يوم الجمعة ولكنها امتدت ليوم ثان إضافى مع بذل الدول الكبيرة والدول الأصغر جهودا ضخمة لحل قضايا معلقة بموجب اتفاقية باريس لعام 2015 لمعالجة الاحتباس الحراري.
وناشدت كارولينا شميت الوزيرة التشيلية التى رأست التجمع السنوى الذى استمر أسبوعين الدول الموقعة على اتفاقية باريس والتى يزيد عددها عن 190 دولة إلى التكاتف لإرسال إشارة واضحة للدعم قبل مرحلة التنفيذ الحاسمة فى 2020
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدول إلى أن تكون «أكثر طموحًا» وأن تؤيد بشدة اتخاذ إجراءات مناخية أقوى وتلتزم بها، مع تواصل مساعى وفود الدول فى مدريد، للوصول إلى توافق بينها يتضمن النتائج الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP25).
وقال جوتيريش فى اليوم الأخير من مؤتمر الأطراف 25 الذى تستضيفه إسبانيا «أناشد مندوبى جميع الدول الأعضاء أن ينقلوا رسالة طموح إلى العالم»، حاثًا الجميع على مواءمة أهدافهم مع ما أكد عليه العلم من ضرورة ألا ترتفع درجات الحرارة عن حد الـ 1.5 درجة مئوية بنهاية القرن.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن روح التسوية ضرورية لنجاح إكمال القواعد المتعلقة بتنفيذ اتـفاق باريس لعام 2015، والتى وقعت عليها 193 دولة مسبقًا للحد من الأضرار الناجمة عن الاحترار العالمي، مشددًا على أهمية إظهار التزام قوى للغاية فى العمل المناخي.
جوتيريش
وهنأ أمين عام الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبى على إعلانه يوم الجمعة التزامه بتحييد الكربون بحلول عام 2050، داعيًا إلى تبنى هذا المثال الواجب اتباعه فى جميع أنحاء العالم.
ويحذر علماء من أنه لن تكون أمام العالم فرصة لتفادى حدوث ارتفاع كارثى فى الحرارة إذا لم تتحرك الدول سريعا لخفض الانبعاثات بموجب عملية باريس التى تتوقف على تعزيز الأطراف أهدافها فى 2020.
عارضت كبرى الدول من حيث الاقتصاد دعوات تقديم التزامات قوية خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ مما أرجأ ختامها السبت وقوض آمال نجاح الدول فى مواجهة أثر ظاهرة الاحتباس الحرارى فى الوقت المناسب.
وكان مقررا اختتام هذه الجولة من مفاوضات المناخ السنوية التى استمرت أسبوعين الجمعة لكنها امتدت إلى مطلع الأسبوع مع فشل الوفود فى حل خلافات مضاعفة حول تطبيق الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى باريس قبل أربع سنوات.
وعبر المشاركون فى المحادثات عن غضبهم إزاء عدم رغبة أكثر الدول تسببا فى التلوث فى إبداء طموح يتناسب مع خطورة أزمة المناخ رغم ظواهر حرائق الغابات والأعاصير والجفاف والفيضانات على مدار السنوات الماضية.
ودعا الاتحاد الأوروبى ودول صغيرة، عبارة عن جزر، ودول أخرى كثيرة لأن يبعث المؤتمر بإشارة قوية إلى أن ما يزيد على 190 دولة مشاركة فى اتفاق باريس مستعدة لقطع تعهدات أكثر جرأة فيما يتعلق بخفض الانبعاثات العام المقبل.
ويدخل اتفاق باريس العام المقبل مرحلة تنفيذ حاسمة إذ سيتعين على الدول الموقعة عليه رفع سقف طموحاتها قبل جولة محادثات رئيسية فى جلاسجو.
ويقول العلماء إن آمال تجنب كارثة ارتفاع درجة حرارة الأرض ستخبو إذا لم تتفق الدول صاحبة الاقتصادات الأكبر، مثل الصين والهند واليابان والبرازيل وأستراليا وغيرها، على اتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة تغير المناخ.
وقالت كريستا ميكونين وزيرة البيئة الفنلندية التى تحدثت باسم الاتحاد الأوروبى فى الجلسة الأحدث من المحادثات إنه سيكون «من المستحيل أن ننصرف» دون الاتفاق على "رسالة قوية" حول الحاجة إلى مضاعفة التعهدات بخفض الانبعاثات العام المقبل عندما يدخل اتفاق باريس مرحلة تطبيق حاسمة.
وضمن مجموعات صغيرة خاض وزراء مفاوضات حول مجموعة من المسائل منها توفير التمويل للدول المعرضة لخطر تغير المناخ والدول صاحبة الانبعاثات الأكبر من الكربون، فى حين كان الخروج ببيان ختامى قوى للقمة فى صدارة أولويات هذه الاجتماعات التى استمرت لنحو 11 ساعة.
وقال مؤيدون لقضايا مواجهة تغير المناخ إن مسودة للبيان الختامى جرى تداولها فى وقت سابق كانت أسوأ ما شهدته المفاوضات.
يذكرأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرر بدء سحب بلاده من اتفاق باريس الشهر الماضى سببا فى إضعاف الاتفاق ومشجعا لدول كبرى أخرى على التخلى عن التزاماتها.