تونس على صفيح ساخن.. برلمان منقسم والحكومة الإخوانية تفشل في لم الشمل
السبت، 07 ديسمبر 2019 11:00 م
تشتعل الأوضاع في تونس وتزداد توترا بعد انقضاء أسابيع من المفاوضات لتشكيل الحكومة التونسية، عقب الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي والتي أدت إلى برلمان منقسم بشدة مع فوز طفيف لحركة النهضة الإخوانية، والذي أدى إلى ترشيحها حبيب الجملي ليكون رئيسًا مكلفًا منها للحكومة.
وعلى الرغم من الاجتماعات المستمرة والمتواصلة مع الأحزاب السياسية، إلا أن الجملي لم يبد بادرة خير لإنهاء هذه المشاورات سريعًا خاصة، مع رفض الكثير منها التعامل مع حكومة الإخوان، وكذلك انسحاب البعض الآخر، لعدم حصوله على وزارات سيادية، بينما قد تدفع هذه الخطوة الجملي إلى إشراك حزب «قلب تونس»، الذي يقوده نبيل القروي، للمشاركة في الحكومة، رغم أن النهضة كررت سابقا رفضها مشاركة حزب "قلب تونس" في الحكم، بدعوى شبهات فساد ضد بعض قياداته.
وتعول حركة النهضة الإخوانية على مشاركة أحزاب التيار الديمقراطي، وحركة الشعب، لتكوين ائتلاف حكومي يضم من سمتهم «القوى الثورية»، ولكن حزب التيار الديمقراطي أعلن اليوم رسميًا انسحابه من مشاورات تشكيل الحكومة التي يقودها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي منذ حوالي 3 أسابيع وعدم المشاركة فيها.
وجاء هذا القرار خلال ندوة، نقلتها وسائل الإعلام المحلية، أكدت عدم امكانية الحزب مواصلة التشاور مع رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي خاصة بعد اللقاء الذي جمعه أمس بالأمين العام للحزب محمد عبو، مشددا على أن قرار التيار لم يتم بالتنسيق مع حركة الشعب التي أعلنت من جهتها الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة وعدم المشاركة فيها.
التيار الديمقراطي لا يزال متمسكا بالوزارات الثلاث الداخلية والعدل والإصلاح الإداري ومتمسكا بالبرامج التي قدمها والطريقة التي وضعها لتسيير الوزارات.
وقد أصدر حزب "الشعب" بيانًا قال فيه: تشكيل الحكومة غير جدي ولا يظهر أي هوية لها، لذلك نحن لسنا معنيين بالمشاركة.
وكان حزب "تحيا تونس"، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي، يوسف الشاهد، قال في وقت سابق إن مكانه الطبيعي هو المعارضة.
وكان الجملي أفاد في لقاء صحفى سابق، بأن هناك وزارات استراتيجية من بينها الداخلية والعدل والدفاع والخارجية سيقودها مستقلون.
وعلق رئيس الحكومة التونسى المكلف الحبيب الجملي على انسحاب حركة الشعب وحزب التيار الديمقراطي من المشاورات الحكومية ، إن هذه "الأحزاب التي انسحبت هي حرة في اختياراتها.
وتابع الحبيب الجملي: "موقفي كان واضحا بخصوص وزارات السيادة التي يجب أن تكون محايدة على كل الأطرف ومحايدة، ولكن بعض الأحزاب تمسكت بحقائب وزارية ذات سيادية ".
ومن المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلف من قبل حركة النهضة الحبيب الجملي الاسبوع المقبل عن تشكيلته الحكومية التي اكد في وقت سابق انها لن تشمل اسماء من حزب قلب تونس.
وذكرت تقارير اعلامية محلية أبرز التسريبات عن أسماء الوزراء الذين سيكونون الفريق الحكومي، والذين سيكون أغلبهم وزراء نهضويين، حيث سيكون محمد عبو وزيرا للعدل وسعيد الونيسي سيحافظ على حقيبة التشغيل والتكوين المهني، وكذلك أنور معروف سيحافظ على منصبه في الحكومة الجديدة كوزير لتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، وأحمد قعلول وزير للشباب والرياضة وفيصل دربال في المالية ونوفل الجمالي في البيئة وهادي صولة وزيرا للفلاحة ومحمد الفاضل عبد الكافي وزيرا للاقتصاد والتعاون الدولي والاستثمار وإلياس المنكبي وزيرا للنقل.
وتحتاج تونس حكومة قوية لمواجهة مطالب متزايدة لشبان محبطين يريدون عملا وتنمية، إضافة إلى ضغوط المقرضين الذين يطالبون بإصلاحات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد، ولكن تقلص عدد الراغبين في الانضمام للحكومة قد يجعلها حكومة هشة للغاية حتى اذا حصلت على موافقة البرلمان وقد لا يمكنها مواجهة ضغط النقابات والمطالب الاجتماعية.
على صعيد آخر اشتعلت الخلافات، حين أعلنت رئيسة كتلة الحزب الدستور الحر عبير موسي، فى بث مباشر على صفحة الحزب على الفيسبوك مواصلة الإعتصام بمجلس نواب الشعب، على الرغم من تأكيد مصدر من داخل إجتماع مكتب مجلس نواب الشعب أنه تم الإتفاق على اعادة توجيه دعوة جديدة للنائبين جميلة الكسيكسي عن حركة النهضة وعبير موسي عن الدستوري الحر من اجل تقديم اعتذار متبادل بينهما امام المكتب ورئيس مجلس النواب في محاولة لتجاوز الخلاف القائم بينهما.