اتفاقية تركيا والوفاق.. الصفقة البحرية المثيرة للجدل تنتهك الحد القاري

السبت، 07 ديسمبر 2019 07:00 ص

السراج وأردوغان

نرمين ميشيل

قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن موافقة تركيا وحكومة الوفاق الليبية على صفقة بحرية مثيرة للجدل قد تشعل مواجهة تتعلق بالطاقة في مياه شرق البحر المتوسط، حيث يسود الخلاف بين اليونان والطرفين الآخرين.

وأشارت بلومبرج إلى أن كلا من مصر وقبرص واليونان يرون الاتفاق محاولة تركية غريبة للهيمنة فى المياه، كما أن ليبيا في صراع مع اليونان حول تراخيص الاستكشاف البحرية التي أصدرتها أثنيا في مياه غرب كريت، التى تقع بين تركيا وليبيا، كما أن تركيا التى أرسلت سفنا حربية لتصاحب سفن التنقيب قبالة جزيرة قبرص، ستصدر المزيد من التصاريح فى البحر المتوسط بعد الاتفاق مع حكومة الوفاق الليبية، بحسب ما قال وزير الطاقة التركى أمس الأربعاء.

ونقلت بلومبرج عن أنتوني سكنير، مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة تحليل المخاطر فيرسك مابليكروفت، أن استراتيجية أردوغان كانت تكثيق التوترات إلى الحد الذي يجبر قبرص اليونانية على تقديم تنازلات خطيرة فى المفاوضات المستقبلية حول وضع الجزيرة وكيفية توزيع ثروتها من الغاز الطبيعي.

ومن جانبها، قالت اليونان إن الاتفاق ينتهك الحد القاري والمناطق الاقتصادية الخاصة على جزرها ومنها كريت، وقامت بطرد السفير الليبي لديها.

ولفت تقرير بلومبرج إلى أن شرق البحر المتوسط أصبح منطقة مهمة للغاز الطبيعي بعد اكتشافات مهمة في قبرص ومصر وإسرائيل في السنوات الأخيرة.

بينما تعارض تركيا التى استولت على شمال قبرص فى أعقاب انقلاب عام 1974، عمليات الحفر القبرصية دون اتفاق على تقاسم أى عائدات مع القبارصة الأتراك. وقد نددت مصر أيضا بالاتفاق بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية.

وذكرت صحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية، أن مذكرتي التفاهم بين فايز السراج، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنذران بتوتر كبير مع الاتحاد الأوروبي، وتعرقل جهود برلين للتوصل لحل سلمي.

وقالت في تقريرها، إن الصحيفة الألمانية أكدت أن قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في لندن شهدت خلافات كبيرة مع تركيا بسبب محاولات أنقرة عرقلة خطط الحلف الدفاعية ومحاولة ربطها بأزمة اللاجئين.

وأشارت القناة إلى أن مذكرتي التفاهم اللتين وقّعهما أردوغان مع السراج تنذران بتوترات كبيرة مع الاتحاد الأوروبي الذي يرفض بشكل كامل أي تنقيب تركي عن الغاز في البحر المتوسط، كما أنها تفاقم الأزمة والأوضاع المتدهورة في ليبيا، وتشعل الصراع فيها بشكل أكبر، وتقوض جهود برلين للتوصل لحل سلمي.