محور 30 يونيو وأنفاق 3 يوليو تكسر العزلة الاقتصادية لأرض الفيروز

السبت، 30 نوفمبر 2019 10:00 م
محور 30 يونيو وأنفاق 3 يوليو تكسر العزلة الاقتصادية لأرض الفيروز
محور 30 يونيو
إيمان محجوب

السيسى يربط سيناء والوادى بشبكة أنفاق وطرق.. ويؤكد: لا يوجد قطاع من قطاعات التنمية إلا واقتحمناه

 المهندس هانى عازر: حفر أنفاق شرق بورسعيد إعجاز عالمى نظرًا لطبيعة التربة الصعبة

أنفاق بورسعيد عبارة عن 7 أنفاق تمتد أسفل قناة السويس وتتضمن 3 أنفاق فى بورسعيد منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد و4 أنفاق فى الإسماعيلية منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق

الثلاثاء الماضى، كان شاهدًاعلى كسر العزلة الاقتصادية التى كانت تعانى منها سيناء، أرض الفيروز، بعدما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، عددًا من المشروعات القومية فى نطاق محافظتى بورسعيد وشمال سيناء، وأبرزها المرحلة الأولى من ميناء شرق بورسعيد بإجمالى 5 كم، و جنوب محافظة بورسعيد، التى تُعد من أكبر محور 30 يونيو، بجانب أنفاق 3 يوليو المشروعات القومية، التى تربط منطقة جنوب بورسعيد بسيناء، كما تربط غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة فى منطقة إقليم قناة السويس.

وتربط الأنفاق الجديدة بين قارتى أفريقيا وآسيا، وتمر أسفل المجرى الملاحى للقناة، ونفذها 6 آلاف عامل ومهندس مصرى من كبرى شركات المقاولات المحلية، وتمر أسفل قناة السويس القديمة عند العلامة «الكيلو 19.150» وعلى عمق 42 مترًا من سطح القناة، لتصل بين جنوب بورسعيد لشرق التفريعة لربط مدن القناة بسيناء مباشرة.
 
وبهذه المشروعات يمكن القول إن الممر الملاحى لمحور قناة السويس يشهد واحدة من أكبر مشروعات التطوير منذ إنشاء القناة وحتى الآن، ليصبح مشروعًا تنمويًا للاقتصاد المصرى لعقود مقبلة، من خلال استغلال المناطق الصناعية الموزعة على طول القناة ومن بينها شرق وغرب بورسعيد، وعلى رأسها مشروعات الأنفاق التى تربط بين سيناء ومحافظات الوادى والدلتا عن طريق شبكة متطورة من الطرق والمحاور لتصبح نموذجًا لمشروعات كسر العزلة الاقتصادية بين سيناء ومحافظات القناة.
 
ويأتى افتتاح أنفاق بورسعيد، باعتبارها أحد أهم المحاور التى يتوقف عليها مخططات جذب الاستثمارات إلى المناطق الصناعية شرق وغرب القناة، القريبة من الممر الملاحى لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المشروعات الصناعية، لتحقيق نقلة نوعية تليق بالاستثمارات الواعدة وجواز المرور الجديد نحو مستقبل واعد بالفرص الاستثمارية، وفقًا لما أكده أحد مسئولى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، فإن أهمية أنفاق بورسعيد، تأتى من منطلق ارتباط الأنفاق بميناء شرق بورسعيد أحد أبرز الموانئ المطلة على البحر المتوسط، حيث تسمح بسهولة الحركة بين الميناء والأنفاق الجديدة، خاصة حركة نقل البضائع والمواد الخام بين الميناء والمناطق الصناعية من جانب، ونقل البضائع إلى محافظات الوادى والدلتا من جانب آخر، حيث تستغرق فترة العبور 20 دقيقة فقط.
 
وقال المصدر المسئول فى الهيئة إن أنفاق بورسعيد تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للمناطق الصناعية عن أنفاق الإسماعيلية، حيث تعتبر هذه الأنفاق جزءًا من التعاقدات التى تمت مع المستثمرين، من أجل تسهيل حركة النقل والتجارة من المناطق الصناعية إلى محافظات الجمهورية، كما أنها من المقرر أن تسهل التعاقدات الاستثمارية بشكل كبير فى الفترة المقبلة.
 
وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس نحو 460 كيلو مترًا مربعًا، وبها 6 موانئ و4 مناطق صناعية، موزعة على طول القناة، ومن بينها شرق وغرب بورسعيد، بهدف استغلال الإمكانات الضخمة لمنطقة القناة، وتحقيق اقتصاد كفء وتنافسى، وجعلها مركزًا للنقل البحرى واللوجستيات ومركزًا صناعيًا، ونقطة محورية لسلاسل الإمداد العالمية.
 
وتعتبر أنفاق بورسعيد جزءًا من مشروع أنفاق قناة السويس، وهى عبارة عن 7 أنفاق، تمتد أسفل قناة السويس، وتتضمن 3 أنفاق فى بورسعيد منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد، و4 أنفاق فى الإسماعيلية منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق، بتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار.
 
وأقرت الدولة مواقع ومسارات الأنفاق، واختارت الشركات المتعاقدة للمشاركة فيها، حيث تم بناء 3 أنفاق فى محافظة بورسعيد عند الكيلو 19.15، نفقان للسيارات ونفق سكة حديد والذى سيتم توصيله بشبكة السكك الحديدية الحالية، وفى محافظة الإسماعيلية بُنيت الأنفاق عند الكيلو 72.500، والتى تضم أيضًا نفقين للسيارات ونفقًا ثالثًا للسكك الحديدية.

8.5 مليار جنيه تكلفة محور 30 يونيو
 
 وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تكلفة محور 30 يونيو، بلغت نحو 8.5 مليار جنيه، مضيفًا: «بصوا على كل شبكة الطرق اللى موجودة دلوقتى اللى جاية من القاهرة والسويس والسخنة سواء كانت طولية أو عرضية، المحاور شرق القناة حجم عمل ضخم جدًا وبتكلفة كبيرة جدًا، الهدف منها أن نهيئ النجاح للمنطقة الاقتصادية إذا كنا عاوزين نعمل 4 مناطق صناعية، ولتسهيل حركة النقل من المنطقة وإليها.. تم إنفاق أموال ضخمة جدًا فى المنطقة تصل لـ 150 مليار جنيه».
 
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى، استراتيجيته التنموية بتأكيده أنه لا يوجد قطاع من قطاعات التنمية فى مصر مطلوب العمل فيه إلا واقتحمناه، مشيرًا إلى أن شبكة الطرق التى يجرى إقامتها تعد جزءًا متواضعًا مما يتم إنجازه، وقال إنه تم خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية إنفاق نحو 4 تريليونات جنيه (أى أكثر من 200 مليار دولار)، مؤكدًا أن مشروع تنمية منطقة شرق بورسعيد كان مطروحًا منذ 15 عامًا، لكنه تأجل العمل فيه بسبب حجم الأموال الكبيرة المطلوبة، مشيرًا إلى أن شبكة الطرق من القاهرة فى اتجاه بورسعيد والإسماعيلية والعين السخنة سواء كانت طولية أو عرضية على امتداد من بورسعيد إلى السويس أو محور 30 يونيو، علاوة على المحاور الموجودة شرق القناة، عمل ضخم جدًا، وتكلفته كبيرة للغاية والهدف منها هو تهيئة النجاح للمنطقة الاقتصادية. 
 
وتابع الرئيس السيسى «إذا أردنا عمل منطقة اقتصادية فى الأربع مناطق الصناعية، سواء فى شرق بورسعيد أو السخنة أو شرق وغرب القنطرة والإسماعيلية، كان لابد من عمل حجم هذا العمل لكى يسهم فى حركة النقل، موضحًا أن محور 30 يونيو، الذى يبدأ من بورسعيد وحتى العين السخنة، وهو موازٍ لطريق الإسماعيلية ـ بورسعيد، بلغت تكلفته 8.5 مليار جنيه»، مشيرًا إلى أن هذا المشروع تم طرحه منذ 15 عامًا، ولم يتم عمله لأنه كان مطلوبًا له بنية أساسية تخدم عليه بما فيه تجهيز الأرض شرق بورسعيد البالغة 40 مليون متر، وهو يعد محورًا واحدًا، متسائلًا «فكم حجم تكلفة المحاور والتى تبلغ مساحتها أكثر من 600 كيلو لتصل إلى 800 ك فى هذه المنطقة؟، لكى تخدم على فكرة تجهيز البنية الأساسية المطلوبة من الطرق، من المياه الصالحة للشرب كمحطات تحلية على سبيل المثال أو صرف صحى أو أرصفة».
 
وأكد الرئيس أن «البناء والتنمية أمر ما كان ممكن أن يتحقق بالتخطيط فقط، وكان لابد من بذل المزيد من الجهد، ليتم تنفيذه على أرض الواقع، وهذا هو الدور المنوط بالدولة من أجل أبنائها وشعبها.. وإننى أتحدث بالنسبة لهذه المنطقة فقط عن أكثر من 150 مليار جنيه، ونحن كلنا كمصريين لابد أن ننتبه ونتذكر جيدًا كل هذا الكلام لأن الهدف منه السير على الطريق الصحيح».
 
أنفاق 3 يوليو.. مشروعات هندسية معقدة
 
ومشروع أنفاق بورسعيد التى أطلق عليها اسم أنفاق (3يوليو) من المشروعات الهندسية المعقدة، فهى حفرت تحت قناة السويس والمشروع عبارة عن نفقين للسيارات أحدهما للقادم من بورسعيد والمتجه إلى سيناء، والآخر بالعكس، وذلك بهدف ربط سيناء وشرق القناة بالوادى والدلتا وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء، وإحداث التنمية المنشودة لتلك المنطقة بالتوازى مع ما تشهده سيناء ومنطقة القناة من تنمية.
 
وواجهت عملية الحفر تحديات ضخمة أبرزها وجود آثار لغاز بالتربة استلزم إدخال تعديلات قبل وخلال عمل ماكينة حفر الأنفاق العملاقة إضافة لطبيعة التربة، حيث تمت عمليات دقيقة لمعالجة التربة الطينية الصعبة بالمنطقة، كما مثل عامل الزمن تحديًا كبيرًا نظرًا لالتزام فريق العمل بأنهاء الحفر فى وقت قياسى.
 
وقد تم إنشاء حوائط لوحية لمداخل ومخارج تلك الأنفاق بمسطحات 195 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى تنفيذ كبارى ومعديات وطرق للربط مع شبكة الطرق الموجودة حاليًا بالمنطقة، وتنفيذ مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية المبطنة لجسم النفق والتجهيزات الخاصة بإقامة 1500 عامل من العاملين بالمشروع.
 
المهندس هانى عازر، مستشار رئيس الجمهورية لشئون النقل وخبير الأنفاق العالمى، تحدث عن أنفاق بورسعيد، قائلًا: إن حفر أنفاق شرق بورسعيد يُعتبر إعجازًا عالميًا نظرًا لطبيعة التربة الصعبة فى شرق بورسعيد، وهى صعوبات لم تحدث فى العالم من قبل خلال عمليات الحفر، لكن بقدرات الشركات المصرية والعمال والخبراء، تمت معالجتها كيمائيًا وهندسيًا.
 
وتعد الأنفاق من أكبر وأضخم الأنفاق بالمنطقة، حيث يبلغ طول العقد الواحد بمشروع أنفاق بورسعيد شامل المداخل والمخارج بطول 4 كم وجسم العقد 2.8 كيلو متر أسفل قناة السويس يفصلهما مسافة 20 مترًا ويصل القطر الداخلى للنفق الواحد 11.4 متر، وقطره الخارجى 12.6 متر يسمح بمرور سيارتين بكل اتجاه بارتفاع صافى 5م.
 
وتسهم الأنفاق الجديدة فى سهولة حركة الحاويات من وإلى ميناء شرق التفريعة، وتشجيع إقامة المصانع بمنطقة شرق بورسعيد بمنسوب يصل إلى عمق 30 مترًا تحت قاع قناة السويس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق