نفى فرانسوا لوكوانتر رئيس أركان الجيش الفرنسي، الجمعة، مسؤولية تنظيم داعش الإرهابي عن حادث تصادم طائرتي هليكوبتر عسكريتين فرنسيتين في مالي، الثلاثاء، الماضي.
وقال القائد العسكري الفرنسي: الحادث لم يقع نتيجة التعرض لنيران تنظيم داعش"، كاشفا عن أن فرنسا لا تعتزم الانسحاب من مالي، لكنها تحتاج مزيدا من الدعم من حلفائها.
وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن، الخميس، أنه تسبب في تصادم المروحيتين العسكريتين الفرنسيتين في مالي، في حادث أدى إلى مقتل 13 جنديا فرنسيا، وبذلك يرتفع عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في منطقة الساحل إلى 41 منذ أن تدخلت باريس لمكافحة الإرهابيين في شمال مالي في 2013.
ووقع الحادث خلال عملية عسكرية ليلية ضد الإرهابيين في جنوب مالي، واصطدمت الطوافتان خلال محاولة مساندتهما لقوة خاصة من المظليين على الأرض.
قال جيش مالي إن 24 جنديا لقوا حتفهم في أحدث هجوم للمتشددين، فيما تتصاعد نذر الخطر حول كون منطقة الساحل ملاذا آمنا للمسلحين المتصلين بتنظيمي داعش والقاعدة.
ويأتي هجوم الاثنين وسط تصاعد في الهجمات التي راح ضحيتها أكثر من 100 جندي مالي خلال الأسابيع الأخيرة. وقال بيان صادر خلال الليل إن 29 جنديا أصيبوا بجروح، وقتل 17 متطرفا في تبنكورت في إقليم غاو شمال شرقي البلاد.
وقد وقع الهجوم فيما كان جنود من مالي والنيجر يقومون بعملية على طول الحدود لمطاردة المتطرفين. وذكر البيان أن القوات النيجيرية اعتقلت نحو 100 مشتبه.
ولم يلق البيان بالمسؤولية على جماعة متشددة محددة. وتسعى قوات إقليمية وفرنسية وقوات حفظ السلام الأممية إلى احتواء تهديد المتطرفين في منطقة الساحل.
وكان مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، قد دعا دول الاتحاد إلى التصدي لأسباب التطرف منددا بانتشار "الإرهاب" في منطقة الساحل.
وقال شرقي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إن "الإرهاب يتمدد" مشيرا بشكل خاص إلى دول على الطرف الجنوبي لمنطقة الساحل، مضيفًا أن هناك أعداد متزايدة من إرهابيين يهاجمون سكانا مدنيين ومؤسسات في هذه الدول، وبشكل شبه يومي، تواجه بوركينا فاسو هجمات إجرامية وإرهابية.
ولاحظ شرقي أن خليطا من هجمات متطرفة ونزاع بين اثنيات وصدامات بين مربي ماشية ومزارعين يؤدي إلى مستوى كبير غير مسبوق من العنف، مؤكدا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي اتفقت على مكافحة آفة التطرف بشكل أكثر شمولا.
وعبر شرقي عن استيائه إزاء صعوبات تمويل قوة دول مجموعة الساحل الخمس، المدعومة من فرنسا والتي تضم 5 آلاف عنصر على الخطوط الأمامية من بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد.
وبدأ التمرد في منطقة الساحل بعد الفوضى التي عمت ليبيا في 2011. ووقعت هجمات إرهابية في شمال مالي فيما برزت جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
وتمكن الجيش الفرنسي من طرد المسلحين من مناطق مترامية في مالي، لكنهم توسعوا في بوركينا فاسو والنيجر، فيما تتصدى تشاد لاضطرابات على حدودها.
وتعاني قوة الساحل من نقص في التمويل والتدريب والافتقار للتجهيزات. وقال شرقي "الجنود جاهزون ولكن ليس هناك معدات".