خالد صلاح: الصحافة تحلم دائما بأعلى سقف للحريات.. والظروف السياسية التى تواجهنا تتطلب المزيد من التدقيق
الجمعة، 29 نوفمبر 2019 10:00 ص
- الإعلام يجب أن تكون عينه على أمن المواطنين وعدم سقوط الدولة.. لندن تستضيف قناة إخوانية مملوكة لقوى استخباراتية فهل يعنى ذلك أن البرلمان الإنجليزى يرعى الحريات؟
- «30 يونيو» أنقذت مصر من الخوف.. والنظام الحالى قوى ويقوده رجل قوى وهو الرئيس السيسى
- «30 يونيو» أنقذت مصر من الخوف.. والنظام الحالى قوى ويقوده رجل قوى وهو الرئيس السيسى
أكد الكاتب الصحفى خالد صلاح، أن الصحافة تحلم دائما بأعلى سقف للحريات، وهو الأمل الذى يراود كل العاملين فى المجال الإعلامى على مدار كل العصور، مشيرا إلى أن الظروف السياسية التى تواجهها مصر فى الوقت الراهن تتطلب المزيد من التدقيق، خاصة أن الدولة تواجه إعلاما معاديا ترعاه أجهزة مخابرات أجنبية معادية للدولة المصرية، كما أن الدولة محاطة بمنطقة تواجه خللا أمنيا وأزمات عسكرية وسياسية، وعداوات، ما يجعل مصر فى حالة حرب مستمرة، وهو ما يستدعى أن تكون عين الإعلام دوما على أمن المواطنين وعدم سقوط الدولة.
وأشار صلاح، في ندوة استضافة الإعلامي مفيد فوزي، إلى أن مصر عاشت مرحلة سيطر خلالها الخوف على كل المصريين، وهى مرحلة سيطرة الإخوان على الدولة المصرية بعد 25 يناير 2011، مرورا بالعام الذى حكم فيه الإخوان الدولة، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة كانت الرغبة فى الهجرة مسيطرة على عقول غالبية المصريين، مضيفا «فى هذه الفترة كان الجميع على استعداد أن يدفع أى شىء لكى نتخلص من هذا الإحساس بالخوف، إلى أن جاءت ثورة ٣٠ يونيو 2013 التى أنقذت مصر من حالة الخوف، وتحولت بعدها البلد إلى حالة حرب حقيقية ودائمة ضد الإرهاب والتطرف».
وأضاف خالد صلاح، أن هناك حربا حقيقية تجرى فى سيناء، وأخرى على الصعيد الليبى وعمليات تهجير عناصر داعش إلى غرب مصر، حيث إن ليبيا عمق استراتيجى ومنطقة ارتكاز لإعادة استهداف مصر عسكريا، كما أن هناك صراعا كبيرا على المياه ونسمع طبول حرب لم تطلق لها المدافع، لكننا فى حالة حرب على المياه، وكذلك الأمن الإقليمى فى البحر الأحمر ومنطقة الخليج العربى المهدد بالكامل، فهناك قوات عسكرية موجودة فى اليمن تحارب المملكة العربية السعودية وتحارب التحالف الذى نحن جزء منه شئنا أم أبينا، فنحن لسنا أمام قوى تبحث عن حريتها فى اليمن وهى قوى الحوثيين، بل نحن أمام رأس حربة لنظام يصدر الثورة، فهم لا يصدرون الحرية، بل يصدرون المذهبية والظلام، ويريدك تحت سيطرته ولا يخفى ذلك.
واستكمل خالد صلاح بقوله «إن مصر فى حالة حرب مستمرة وعلى كل الجبهات، ففى الشمال وبعد تعيين الحدود البحرية نفاجأ بالأتراك يطاردوننا فى أرزاقنا، لذلك لدينا فى شرق المتوسط حرب حقيقية مع الأتراك لا تخفى على أحد، وهؤلاء الأتراك تحت قيادة أردوغان ليس لديهم مانع أن يحركوا قواتهم لضرب بلد عربى مثلما حدث فى سوريا».
وأردف خالد صلاح بقوله «إن النظام بعد ٣٠ يونيو، هو نظام قوى لأنه يقوده رجل قوى وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحريص على رفع المعاناة، فهو يقول إن الشعب لم يجد من يحنو عليه، لذلك يفعل كل شىء حتى لا يشعر الناس بالتوتر الموجود فى الدولة المصرية»، مشيرا إلى أن هناك أعداء فى الداخل يحملون بطاقة ورقم قومى بجنسية مصرية، لكنهم ليس لديهم أى مانع أن يكون ولاؤهم للأتراك أو أى دولة أخرى تأتى لتحكم مصر.. هؤلاء الذين هللوا فى رابعة العدوية، عندما وردت إليهم معلومة كاذبة أن الأسطول السادس الأمريكى تحرك فى مياه البحر الأبيض المتوسط».
وأكد خالد صلاح «أن العدو فى الداخل يناصره إعلام معادٍ فى قطر وتركيا مملوك للمخابرات القطرية والتركية»، مشددا على أن مصر فى حالة حرب، وقال: نواجه إعلاما مملوكا لقوى استخباراتية، يمول بلا حساب، كما أن لندن تستضيف إحدى فضائيات هذا الإعلام، وهى «العربى الجديد»، فهل يعنى ذلك أن البرلمان الإنجليزى يرعى الحريات؟!.. يوميا نجد عزمى بشارة يصدر الشتائم المباشرة لمصر دون وجود شخص من مصر يقول الرأى الآخر، يتحدث ويرد على شخص يهاجم ويسب مشروعات قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية، والأنفاق، ومنظومة التأمين الصحى، وفيروس سى، الذى حققت مصر فيه إنجازا كبيرا.. فهذه القناة مملوكة للمخابرات التركية والقطرية، والسؤال الآن لماذا سمح البريطانيون بتواجد هذه الفضائية على أراضيهم؟.. هل هى حريات؟ أم أنها شوكة فى ظهر بلد يعانى من حرب عسكرية.
وأشار خالد صلاح، إلى أنه فى الوقت الذى تواجه فيه مصر حربا عسكرية ومخابراتية ومعلوماتية، كانت سوق الإعلام فى مصر تعانى خسائر كبيرة، إلى أن تدخلت «الشركة المتحدة» لإيقاف هذه الخسائر، وقال «منذ أيام استضفنا فى «اليوم السابع» المنتج الكبير جمال العدل الذى قال نصا: لو لم تكن الشركة المتحدة موجودة لأفلس الجميع»، مشيرا إلى أن مصر عاشت فترة صعبة خاصة فى المجال الإعلامى، فملاك القنوات كانت عليهم ديون بالملايين، أيضا الصحف القومية تعانى من وضع مالى واقتصادى غاية فى الصعوبة، وتحصل فى نفس الوقت على أموالها من الدولة، حتى التليفزيون الرسمى يعانى هو الآخر.
وأوضح خالد صلاح أنه «فى ظل الأوضاع الصعبة التى تعيشها المؤسسات الإعلامية فى مصر، هناك أيضا حالة أخرى لا تقل عنها خطورة، وهى وضع الصحافة والإعلام نفسه، فعلى سبيل المثال هناك من يرى أننا نعود للوراء، فكلما جاء وزير لا نرحمه، وحينما يخطئ كمسرى نقول على الحكومة أن ترحل.. لكن إذا تناقشنا ورغبنا فى المزيد من الحريات ورفع سقف الحريات فلما لا؟، لكن ليس بالمعايرة والتجريح الذى نتقاسم فيه العداوة التى يحملها إلينا الإخوان».
وأشار خالد صلاح، إلى أن رفع السقف هو مطلب يتفق عليه الجميع، لكن فى نفس الوقت لا يجب أن نصل إلى مرحلة إطلاق الشائعات والأكاذيب، مثل الأحاديث التى يروج لها إعلام الإخوان حول تدخل أجهزة سيادية فى الإعلام، وقال خالد صلاح «إن الأجهزة لا تخيف، وحتى ولو افترضنا صحة الادعاءات بأنها تملك الإعلام، فالسؤال هنا هل يوجد خوف من ذلك؟.. هذا هو السؤال الذى يجب أن نتحدث فيه، وارتباطا بذلك علينا أن ندرك ونعرف أن أعداء مصر فى تركيا يحصلون على أموالهم من المخابرات التركية والقطرية وغيرهما، ويعملون على مدار الساعة لتنفيذ أجندات معينة، تعتمد على إطلاق الشائعات والأكاذيب، لذلك علينا أن نحدد آليات مواجهة هذه الشائعات التى يتم إطلاقها يوميا ضد مصر بهدف الإضرار بالدولة، فهل نحن جاهزون لمواجهة هذه الحرب، خاصة أنها لا تدار فقط من الخارج، لأنه يوجد عدو فى الداخل جاهز لتنشيط هذه الشائعات».
وشدد خالد صلاح، على أهمية اصطفاف الجميع خلف الدولة فى مواجهة هذه الحرب التى تواجهها، ونسأل عن مغزى توقيت بعض المقالات التى تنشر فى صحف مصرية ويستخدمها إعلام العدو لمهاجمة مصر، وقال «هل هذا التوقيت هو المناسب؟.. خاصة أن صياغة هذه الأفكار النبيلة التى لا يختلف عليها أحد لنصل بها لدرجة أفضل، تستثمر من قبل قوى أخرى تحارب مصر».
وأضاف خالد صلاح «أننا كنا نعيش فى فوضى إعلامية سبقت ٢٥ يناير أو رافقتها، كان من نتاجها سباب على الهواء عبر شاشات التليفزيون بالأم والأب، فهل نريد استمرار الفوضى؟»، مؤكدا فى الوقت نفسه أهمية منح المزيد من الحريات للصحافة والإعلام، وقال «إياك أن تظن أنه حينما تمنح لصحفى حرية يقول لك لا أنا شبعت، فنحن مع الحرية حتى النهاية».