مفيد فوزي يتحدث في ندوة «صوت الأمة» عن الإعلام والصحافة بين الحرية والضرورات الوطنية
الجمعة، 29 نوفمبر 2019 12:00 م
مفيد فوزى: مصر تواجه ضغوطا كبيرة وتحيطها نار الله الموقدة من كل اتجاه.. والأجهزة المصرية لا ينبغى أن تتعرض لنيران صديقة.. ونحن بحاجة دائمة إلى مزيد من الحرية والدولة فى طريقها لتحقيق ذلك
مفيد فوزى: تم شحنى قبل كتابة مقال «شىء من الخوف».. ونشره مؤشر على الانفراجة التى تعيشها مصر
كنت سأتراجع عن بعض الصياغات التى أسىء فهمها لو راجعنى رئيس تحرير «المصرى اليوم» لكنه أجاز النشر
شارك فى الندوة وأعدها للنشر
أمل غريب
إبراهيم محمد
سامى سعيد
تصوير- عمرو مصطفى
على أرضية وطنية، لا مجال فيها للتخوين، استضافت «صوت الأمة» و«اليوم السابع» ندوة كان عنوانها الرئيسى «حرية الصحافة والإعلام فى مصر»، جرى خلالها تناول الكثير مما يثار فى هذا الملف الملىء بما يمكن أن يقال.
السؤال الأساسى الذى دار حوله النقاش فى الندوة: «هل للحرية الصحفية حدود وطنية، خاصة فى ظل ما تتعرض له الدولة من حروب عسكرية ومخابراتية ومعلوماتية، تقودها أجهزة مخابرات دولية وإقليمية؟».
قال الإعلامى مفيد فوزى: إن مقال «شىء من الخوف» الذى كتبه الأسبوع الماضى فى صحيفة «المصرى اليوم»، متحدثًا خلاله عن الإعلام المصرى، جاء ضمن أربعة مقالات بدأت بمقال «ناس البلد دى»، وأنه كتب مقاله الأخير بعدما «تم شحنه» على حد وصف الكاتب، الذى أشار إلى أنه لم يكن يتوقع كل هذه الضجة التى أثيرت حول ما كتبه.
وقال مفيد فوزى، إنه كان ينتظر من رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم» أن يراجعه فى بعض العبارات التى وردت فى المقال، لكنه فوجئ بنشر المقال كما هو دون تعديل، وهو ما اعتبره دليلا على مناخ الحرية الذى تعيشه مصر حاليا، وقال: «كان من الممكن أن يتم قراءة المقال من جانب رئيس التحرير عبداللطيف المناوى يوم الخميس بعدما أرسلته للصحيفة، وكما اعتدت فى المقالات التى أرسلها كنت أنتظر مناقشة من رئيس التحرير فى فحوى المقال كما حدث سابقا، وإذا كان هناك اعتراض وطلب منى تغيير طريقة عرض وجهة النظر، أو تعديلا على فكرة المقال، كنت سألتزم بذلك دون عناد، لكن اعتبرت أن نشر المقال يعد إجازة وموافقة على نشره بما يحتويه»، وأضاف: «أنا كنت مستنى إن حد يصفى المقال لكن لم يحدث، ولو فى مصفاة فى الجورنال الذى أعمل فيه، فإنه- منطقيا- لم أكن أعاند».
واستطرد: «الخلاصة مما حدث، أننى لم أكن بالمرة عنيدا فى شىء بل أمتثل له تماما، ذلك أننى أدرك دور الأجهزة السيادية فى درء كل ما يأتى إلينا من مخاطر تحيطنا من كل مكان، وأنا على مدار هذه السنوات الطوال، وتاريخى فى الصحافة، عشت ملتزما بنظام بلد، وأحب توضيح أن السطر الأخير فى مقالى بأن مجتمع الخوف لا يبنى رجلا ولا مواطنا ولا كاتبا ولا صحفيا مسئولا، لم أقصد به ما فُهم منه، وطول عمرى أقول بعض الخربشة للحكومة مفيدة، وبعض النقاط التى آخذها على وزير مفيدة، بعض الهنات هى فى النهاية تصويب وليس أكثر، وللتوضيح فإن مسمى عنوان المقال لم أقصد به الإسقاط على فيلم شىء من الخوف».
واستكمل: «مصر تتعرض لضغوط كبيرة، وتحيطها نار الله الموقدة من كل اتجاه، وكذلك كل المجالات فى الدولة تتعرض لاستهداف، ومطلوب من كل الأجهزة أن تواجه هذه التحديات، ولا أخفى أبدا احترامى المزمن لدور هذه الأجهزة التى تراقب وترصد كل ما يحيط بمصر من مخاطر، كما لا يختلف أحد على الدور الذى تقوم به الأجهزة الأمنية فى مصر، والتصدى لما يخطط لها من الخفاء والعلن، فلا يخفى على أحد حجم الغل والنار المشتعلة الذى تكنه بعض الدول العربية التى تستهدف مصر، وأدرك أن الأجهزة لا ينبغى أن تتعرض لنيران صديقة، وإنما يجب أن نقف فى ظهرها».
وأشار «فوزى» إلى أن نشر المقال مؤشر على الانفراجة التى تعيشها مصر، خاصة بعد 30 يونيو 2013 وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر، وقال «هناك مساحة للحديث فى الإعلام وفى البرلمان، وهذه الانفراجة تتماشى مع ما حدث من جانب وكيل مجلس النواب ووزير الصناعة، والطريقة الحادة وغير العادية التى تحدث بها النائب لوزير الصناعة، وأن يتطرق لموضوعات مختلفة، وأن تكون هناك معارضة تحت القبة ويقطع الطريق أمام الجهات التى تعادى الدولة المصرية».
وأشار «فوزى» إلى أنه فى عهد الإخوان كان ينوى الهجرة إلى كندا، وقال «سألت وقتها ماذا سأفعل هناك؟! وبالفعل تم الاتفاق على أنى سأكتب فى جريدة «المصريون» فى كندا بجانب ظهورى فى التليفزيون الكندى لتوفير مصدر دخل، وكان لدى تخوف على بنتى وبالفعل تم الاتفاق على أنها ستسافر أيضا الى لندن مع زوجها، لكن تحركات الرئيس السيسى الذى دائما ما أصفه بالقائد الجسور أنهى هذا العهد، أنقذ مصر، وبقيت فى مصر، لذلك أنا على استعداد أن أبلع لهذا النظام «الزلط» تقديرا لما قدمه خلال السنوات الماضية، ولا أنسى اليوم الذى كنت أتواجد فيه داخل الكاتدرائية وبجوارى كانت تجلس الدكتورة منى مكرم عبيد، ففوجئت بدخول الرئيس السيسى إلى قاعة الكنيسة ونزل إليه البابا، ففى الكنسيات يجب أن يظل البابا واقفا فى الأعلى أثناء الصلاة، لكنه نزل لاحتضان الرئيس، وهذا المشهد بالنسبة للأقباط فى مصر وأنا قبطى بالتاريخ والجغرافيا، يعتبر مشهد الأيقونة، ثم يبنى هذا الرئيس الجسور، فى العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط، فببساطة شديدة هذا النظام أبلع له الزلط».
وتابع «فوزى»: «كنت أتمنى أن تكون هذه الندوة فى نقابة الصحفيين وأن تستضيف النقابة ندوة حوارية كالتى نظمتها مؤسستا «صوت الأمة» و«اليوم السابع» للحوار والنقاش، مشيرًا إلى أن النقابة عاجزة وتحولت إلى مكان لتجمع الصحفيين وإصدار الأوراق فقط والحصول على الخدمات، وهذا العجز ليس فقط للنقيب الحالى، ولكن لعدد من النقباء السابقين، مضيفا: «حينما نتحدث عن الدور التنويرى والتطوير للصحفيين فهنا يأتى دور النقابة، لكن للأسف لا تقوم به، وأذكر هنا مقولة المشير «أبوغزالة»: «إن الحرب تدرب على الحرب»، كذلك الصحافة تدرب على الصحافة الجيدة، وأنا أعتبر جيلنا آخر الأجيال التى تستطيع أن تقدم شيئا مهنيا وحرفيا فى الصحافة».
وأكد مفيد فوزى أنه خلال فترة الإخوان كان يخاف ويخشى على نفسه، لكنه بعد 2014 لم يعد يخاف، وقال: « بعد 2014 لم يحدث أن اعترض شخص على ما أكتبه، ولم يهددنى أحد»، مشددا على أن الدولة المصرية حاليا قوية لوجود رئيس قوى هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهناك أجهزة أمنية وشرطية قوية تتصدى لكل ما يخطط ضد الدولة، وفى الوقت ذاته لا أحد يفكر أو يطالب بإعلام الفوضى أو نشر عورات المجتمع على الهواء.
وأشار مفيد فوزى إلى أنه حينما تجرى مقارنة بين إعلام اليوم وإعلام عبدالناصر على سبيل المثال، سنجد أن هناك فارقا كبيرا، وقال: «المقارنة ظالمة، لأنه فى عهد عبدالناصر كان يتم تشغيل موسيقى بصوت عال حتى لا يتم سماع الحديث بين الشخصين خوفا من أن يسمعهما أحد، لكن الوضع الحالى مختلف، ويعتبر نشر مقالى «شىء من الخوف» دليلا على ذلك، وانفراجة حدثت فى المناخ العام»، مؤكدا حاجة مصر الدائمة لمنح الصحافة والإعلام مزيدا من الحرية، وقال إنه متأكد أن الدولة فى طريقها لتحقيق ذلك.
وأبدى مفيد فوزى رفضه لفكرة وجود إعلام رجال الأعمال والمصالح الخاصة، مطالبا أيضا بوضع قيود وطنية على الإعلام، رافضا إعلام السحر والشعوذة والإعلانات، وكذلك رفضه دخول الأموال الساخنة (مجهولة المصدر) لصناعة دراما القبح، أو التى تستهدف تمزيق المجتمع، أو للمنصات الإلكترونية والصحف التى تروج الشائعات والأخبار الكاذبة، أو الإعلام الذى يسير فى انحطاط الذوق العام.
د. هويدا مصطفى:
نشر مقال مفيد فوزى يدل على وجود مناخ من حرية الفكر وأن مصر لا تؤمن بفكرة النظام الشمولى
نواجه حربا إعلامية مخططة تستهدف المجتمع الداخلى أكثر من استهداف نظام.. النظم الغربية لديها ضوابط إعلامية ومعايير ومصلحة قومية تدافع عنها.. ونحن اعتبرناها محاولة للسيطرة على الإعلام
لدينا اعتقاد خاطئ أن الصحف والمواقع الأجنبية تتميز بالموضوعية لكنها حقيقة موجهة لخدمة مصالح وأجندات
الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة إعلام جامعة القاهرة، بدأت حديثها بتوجيه التحية لمؤسسة «اليوم السابع» على استضافتها لهذا الحوار والنقاش، وقالت إنه «عمل عظيم لا بد من الإشادة به، لأننى كنت أظن أن موضوع الندوة سيتغير نظرا للهجوم الذى وقع على الإعلامى الكبير مفيد فوزى، بسبب المقال الأخير له الذى شهد ردود أفعال متباينة، لكن وجدت فى «اليوم السابع» حوارا يهدف إلى الخروج بمعطيات تفيد الدولة والإعلام وتقريب وجهات النظر، ومعالجة الأمور والموضوعات بشكل موضوعى على أرضية وطنية».
وأضافت الدكتورة هويدا مصطفى «حينما قرأت مقال الأستاذ مفيد فوزى شعرت أن له دوافع مهنية لأنه يتطرق لجوانب مهنية مهمة فى مجال الإعلام، كما لاحظت فى المقال نوعا من الإخلاص الشديد والأمانة لنقل وجهة النظر، وخلال حديثه فى الندوة استشعرت أيضا تبنيه لفكرة تصحيح المسار والسلوك، لأننا أحيانا نندفع ببعض الانفعالات الداخلية فى كتابة مقالاتنا، خاصة عندما يكون الكاتب كبيرا وصاحب وجهة نظر، وقد تغيب عن أى كاتب بعض الجوانب»، موضحة أن «الاعتراف بفكرة تصحيح المسار، وخيانة التعبير فى بعض الجمل، أو أن الرؤية لم تكن متكاملة ولا تعرف أبعاد الموقف، شىء حميد».
ولفتت الدكتورة هويدا مصطفى إلى أن الجميع يعلم أننا نمر بمرحلة صعبة فى مصر، فنحن فى حرب إعلامية نواجهها بشكل كبير، ولم يعد الأمر مقتصرا على تبادل وجهات النظر، مشددة على أن مصر تمر بمرحلة حرب إعلامية، مع انتشار الأكاذيب والشائعات، وأصبح واضحا للجميع أن هناك حربا مخططة تستهدف المجتمع الداخلى أكثر من استهداف نظام، وقالت «إن التركيز أصبح على تضخيم بعض الأمور، ونشر أخبار كاذبة، وأصبحنا نعيش فيها بشكل يومى ومكثف، وتوجد حولنا أزمات كبيرة فى كل المناطق المحيطة بمصر، فلا بد أن نتوقف ونؤكد أننا نمر بمرحلة صعبة».
وأكدت عميدة إعلام القاهرة، أن «مصر كانت تعيش فى حالة فوضى إعلامية كبيرة جدا، وأحيانا عندما كنا نتحدث عن الحرية الإعلامية والمسئولية كان البعض يعتقد أن هذا تقييد للإعلام»، موضحة أن هناك مفاهيم مغلوطة حول ضبط منظومة الإعلام، وقالت «على مستوى النظم الغربية التى نقول عنها إن لديها حرية إعلامية لكن فى الحقيقة لا نوجد لديها هذه الحرية، لكن لديها ضوابط إعلامية ومعايير مهنية، وقضايا ومصلحة قومية تدافع عنها، وهذا موجود فى كل بلاد العالم، أما فى مصر تم أخذ الأمر على محمل أن هناك تقييدا على الإعلام، ومحاولة سيطرة من النظام على الإعلام، لذلك علينا بداية العمل على ضبط بعض المصطلحات الخاصة بنا».
وأشارت الدكتور هويدا مصطفى، إلى وجوبية أن يكون الإعلام مسئولا ومهنيا، وقالت «إن مصر مرت بمرحلة كان بها أخطاء إعلامية تصل للجرائم، على مستوى معالجة قضايا داخلية، أو العلاقات بين الدول، ووقع الإعلام فى أخطاء كثيرة»، لافتة أن فكرة وجود مسار لتنظيم هذه الفوضى يعد إجراء لإعادة الإعلام لنصابه الحقيقى، وأنها مهنة لها معاييرها وضوابطها وقواعدها.
واستكملت عميدة إعلام القاهرة بقولها «إن الاعلامى مفيد فوزى أشار إلى جزء هام، وهو أنه كان يتحدث أن هناك انفتاحا وهذا يدل أننا فى إطار تصحيح المسارات، وأنها حضرت جلسات عدة عن مستقبل الإعلام وكان هناك استماع وتنفيذ لتوصيات»، لافتة إلى أهمية وجود إعلام مهنى، موضحة أن المقال الذى كتبه الإعلامى مفيد فوزى، أعطى توصيفا مهما، وهذا دور المفكرين والكتاب، وهو التوجيه لتصحيح بعض المسارات والتصورات، لافتة أن «مفيد فوزى» تحدث عن وجوبية وجود مراجعات معينة فى الكتابات التى تنشر، وأنه لم يستكبر حين قال إذا راجعنى رئيس التحرير لعدلت عن ذلك، مؤكدة أن «فوزى» صاحب تاريخ كبير وقد يكون ما كتبه رأى فى لحظة انفعال، فهو كان له دور كبير فى تطوير الإعلام وهو نموذج يحتذى به.
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى أنه لا بد من التفكير بزاوية مختلفة إذا ما تحدثنا عن مقال الإعلامى مفيد فوزى، ففى أى نظام شمولى كان متوقعا منع المقال من النشر أو مصادرة الصحيفة التى نشر بها، لكن الذى حدث أن المقال تم نشره وهو ما يدل على وجود مناخ من حرية الفكر، وأن الكتاب الكبار لا يتم حذف شىء من مقالاتهم، فهذه صورة إيجابية، موضحة أنها توقعت أن جريدة مثل «اليوم السابع» لا تعقد مثل هذه الندوة أو أن تسير الندوة فى مسار مختلف، ولكن هذا لم يحدث، فلو كان هناك مناخ من التقييد والمنع المباشر لما عقدت هذه الندوة، وناقشنا وجهات نظرنا، وتساءلت: «هل نحن نفتقد الابتكار احيانا بمعنى أن الصحفيين يخشون أخذ المبادرة وأن ليس كل الحالات منعا؟»، موضحة أن الرئيس السيسى تساءل فى مؤتمر الشباب الأخير عن دور الإعلام فى مواجهة ما يتم تداوله إعلاميا عن مصر.
وقالت عميدة كلية الإعلام، إننا اعتدنا على أسلوب معالجة فى الصحافة وسمحنا بأشياء غريبة، منها السماح لوجود قناة الجزيرة مباشر من مصر، فهذا الأمر لم يوجد فى أى مكان فى البلدان المجاورة، لافتة أن وجود جهات تتدخل للتنظيم مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والذى منع الكثر من الممارسات، وهو نوع من التنظيم للمشهد الإعلامى.
وتابعت، أننا فى مصر كنا نعتقد أن الصحف والمواقع الأجنبية هى التى تتميز بالموضوعية، وهذا خطأ، فهناك دول لديها إعلام موجه لخدمة مصالح وأجندات، أو استقطاب سياسى لتحقيق مصالح فى منطقتنا العربية وإلا ما كانت لتوجه باللغة العربية وتستثمر بمبالغ ضخمة الذى ليس منه مردود ربح، موضحة أننا اكتشفنا ذلك ولكننا لم نكن نوعى الجمهور به، فالـ bbc قامت بأكثر من ممارسة بعيدة عن المهنية، وطرف واحد يقومون بالتحدث معه، ولا يعتمدون على مصادر رسمية فى أغلب الموضوعات، لافتة إلى أن الإعلام لا بد أن يعمل على تنمية الوعى وثقافة المواطن ليدرك المحيط الذى نعيش فيه، موضحة أن ما كتبه «مفيد فوزى» قال إنه أخطأ فى بعض الأشياء ولم تكن هناك رقابة رفضت ذلك، أو أجهزة تدخلت لمنعه.
وأكدت الدكتورة هويدا مصطفى أنه إن كانت هناك وجهات نظر تقال فهى لصالح الإعلام، فالجميع مع الإعلام المتوازن والملتزم بالمعايير المهنية، وفكرة تنظيم الاعلام مطلب وموجود فى كل دول العالم، لافتة أنه يمكن لأى شخص مراجعه نفسه ويصحح أخطاءه، لافتة أن الإعلام الغربى اكتسب مصداقيته من اعترافه بالأخطاء وتصحيحه للمسار، مشددة على أهمية وجود رؤية متوازنة من الإعلام لقضايا مصر، يراعى المصالح العامة، واحتياجات الجمهور من المعرفة، وأن يكون الاعلام متوازنا وموضوعيا لا نخلط فيه آراءنا بالحقائق.
خالد صلاح:
الصحافة تحلم دائما بأعلى سقف للحريات.. والظروف السياسية التى تواجهنا تتطلب المزيد من التدقيق
الإعلام يجب أن تكون عينه على أمن المواطنين وعدم سقوط الدولة.. لندن تستضيف قناة إخوانية مملوكة لقوى استخباراتية فهل يعنى ذلك أن البرلمان الإنجليزى يرعى الحريات؟
«30 يونيو» أنقذت مصر من الخوف.. والنظام الحالى قوى ويقوده رجل قوى وهو الرئيس السيسى
أكد الكاتب الصحفى خالد صلاح، أن الصحافة تحلم دائما بأعلى سقف للحريات، وهو الأمل الذى يراود كل العاملين فى المجال الإعلامى على مدار كل العصور، مشيرا إلى أن الظروف السياسية التى تواجهها مصر فى الوقت الراهن تتطلب المزيد من التدقيق، خاصة أن الدولة تواجه إعلاما معاديا ترعاه أجهزة مخابرات أجنبية معادية للدولة المصرية، كما أن الدولة محاطة بمنطقة تواجه خللا أمنيا وأزمات عسكرية وسياسية، وعداوات، ما يجعل مصر فى حالة حرب مستمرة، وهو ما يستدعى أن تكون عين الإعلام دوما على أمن المواطنين وعدم سقوط الدولة.
وأشار صلاح، إلى أن مصر عاشت مرحلة سيطر خلالها الخوف على كل المصريين، وهى مرحلة سيطرة الإخوان على الدولة المصرية بعد 25 يناير 2011، مرورا بالعام الذى حكم فيه الإخوان الدولة، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة كانت الرغبة فى الهجرة مسيطرة على عقول غالبية المصريين، مضيفا «فى هذه الفترة كان الجميع على استعداد أن يدفع أى شىء لكى نتخلص من هذا الإحساس بالخوف، إلى أن جاءت ثورة ٣٠ يونيو 2013 التى أنقذت مصر من حالة الخوف، وتحولت بعدها البلد إلى حالة حرب حقيقية ودائمة ضد الإرهاب والتطرف».
وأضاف خالد صلاح، أن هناك حربا حقيقية تجرى فى سيناء، وأخرى على الصعيد الليبى وعمليات تهجير عناصر داعش إلى غرب مصر، حيث إن ليبيا عمق استراتيجى ومنطقة ارتكاز لإعادة استهداف مصر عسكريا، كما أن هناك صراعا كبيرا على المياه ونسمع طبول حرب لم تطلق لها المدافع، لكننا فى حالة حرب على المياه، وكذلك الأمن الإقليمى فى البحر الأحمر ومنطقة الخليج العربى المهدد بالكامل، فهناك قوات عسكرية موجودة فى اليمن تحارب المملكة العربية السعودية وتحارب التحالف الذى نحن جزء منه شئنا أم أبينا، فنحن لسنا أمام قوى تبحث عن حريتها فى اليمن وهى قوى الحوثيين، بل نحن أمام رأس حربة لنظام يصدر الثورة، فهم لا يصدرون الحرية، بل يصدرون المذهبية والظلام، ويريدك تحت سيطرته ولا يخفى ذلك.
واستكمل خالد صلاح بقوله «إن مصر فى حالة حرب مستمرة وعلى كل الجبهات، ففى الشمال وبعد تعيين الحدود البحرية نفاجأ بالأتراك يطاردوننا فى أرزاقنا، لذلك لدينا فى شرق المتوسط حرب حقيقية مع الأتراك لا تخفى على أحد، وهؤلاء الأتراك تحت قيادة أردوغان ليس لديهم مانع أن يحركوا قواتهم لضرب بلد عربى مثلما حدث فى سوريا».
وأردف خالد صلاح بقوله «إن النظام بعد ٣٠ يونيو، هو نظام قوى لأنه يقوده رجل قوى وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحريص على رفع المعاناة، فهو يقول إن الشعب لم يجد من يحنو عليه، لذلك يفعل كل شىء حتى لا يشعر الناس بالتوتر الموجود فى الدولة المصرية»، مشيرا إلى أن هناك أعداء فى الداخل يحملون بطاقة ورقم قومى بجنسية مصرية، لكنهم ليس لديهم أى مانع أن يكون ولاؤهم للأتراك أو أى دولة أخرى تأتى لتحكم مصر.. هؤلاء الذين هللوا فى رابعة العدوية، عندما وردت إليهم معلومة كاذبة أن الأسطول السادس الأمريكى تحرك فى مياه البحر الأبيض المتوسط».
وأكد خالد صلاح «أن العدو فى الداخل يناصره إعلام معادٍ فى قطر وتركيا مملوك للمخابرات القطرية والتركية»، مشددا على أن مصر فى حالة حرب، وقال: نواجه إعلاما مملوكا لقوى استخباراتية، يمول بلا حساب، كما أن لندن تستضيف إحدى فضائيات هذا الإعلام، وهى «العربى الجديد»، فهل يعنى ذلك أن البرلمان الإنجليزى يرعى الحريات؟!.. يوميا نجد عزمى بشارة يصدر الشتائم المباشرة لمصر دون وجود شخص من مصر يقول الرأى الآخر، يتحدث ويرد على شخص يهاجم ويسب مشروعات قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية، والأنفاق، ومنظومة التأمين الصحى، وفيروس سى، الذى حققت مصر فيه إنجازا كبيرا.. فهذه القناة مملوكة للمخابرات التركية والقطرية، والسؤال الآن لماذا سمح البريطانيون بتواجد هذه الفضائية على أراضيهم؟.. هل هى حريات؟ أم أنها شوكة فى ظهر بلد يعانى من حرب عسكرية.
وأشار خالد صلاح، إلى أنه فى الوقت الذى تواجه فيه مصر حربا عسكرية ومخابراتية ومعلوماتية، كانت سوق الإعلام فى مصر تعانى خسائر كبيرة، إلى أن تدخلت «الشركة المتحدة» لإيقاف هذه الخسائر، وقال «منذ أيام استضفنا فى «اليوم السابع» المنتج الكبير جمال العدل الذى قال نصا: لو لم تكن الشركة المتحدة موجودة لأفلس الجميع»، مشيرا إلى أن مصر عاشت فترة صعبة خاصة فى المجال الإعلامى، فملاك القنوات كانت عليهم ديون بالملايين، أيضا الصحف القومية تعانى من وضع مالى واقتصادى غاية فى الصعوبة، وتحصل فى نفس الوقت على أموالها من الدولة، حتى التليفزيون الرسمى يعانى هو الآخر.
وأوضح خالد صلاح أنه «فى ظل الأوضاع الصعبة التى تعيشها المؤسسات الإعلامية فى مصر، هناك أيضا حالة أخرى لا تقل عنها خطورة، وهى وضع الصحافة والإعلام نفسه، فعلى سبيل المثال هناك من يرى أننا نعود للوراء، فكلما جاء وزير لا نرحمه، وحينما يخطئ كمسرى نقول على الحكومة أن ترحل.. لكن إذا تناقشنا ورغبنا فى المزيد من الحريات ورفع سقف الحريات فلما لا؟، لكن ليس بالمعايرة والتجريح الذى نتقاسم فيه العداوة التى يحملها إلينا الإخوان».
وأشار خالد صلاح، إلى أن رفع السقف هو مطلب يتفق عليه الجميع، لكن فى نفس الوقت لا يجب أن نصل إلى مرحلة إطلاق الشائعات والأكاذيب، مثل الأحاديث التى يروج لها إعلام الإخوان حول تدخل أجهزة سيادية فى الإعلام، وقال خالد صلاح «إن الأجهزة لا تخيف، وحتى ولو افترضنا صحة الادعاءات بأنها تملك الإعلام، فالسؤال هنا هل يوجد خوف من ذلك؟.. هذا هو السؤال الذى يجب أن نتحدث فيه، وارتباطا بذلك علينا أن ندرك ونعرف أن أعداء مصر فى تركيا يحصلون على أموالهم من المخابرات التركية والقطرية وغيرهما، ويعملون على مدار الساعة لتنفيذ أجندات معينة، تعتمد على إطلاق الشائعات والأكاذيب، لذلك علينا أن نحدد آليات مواجهة هذه الشائعات التى يتم إطلاقها يوميا ضد مصر بهدف الإضرار بالدولة، فهل نحن جاهزون لمواجهة هذه الحرب، خاصة أنها لا تدار فقط من الخارج، لأنه يوجد عدو فى الداخل جاهز لتنشيط هذه الشائعات».
وشدد خالد صلاح، على أهمية اصطفاف الجميع خلف الدولة فى مواجهة هذه الحرب التى تواجهها، ونسأل عن مغزى توقيت بعض المقالات التى تنشر فى صحف مصرية ويستخدمها إعلام العدو لمهاجمة مصر، وقال «هل هذا التوقيت هو المناسب؟.. خاصة أن صياغة هذه الأفكار النبيلة التى لا يختلف عليها أحد لنصل بها لدرجة أفضل، تستثمر من قبل قوى أخرى تحارب مصر».
وأضاف خالد صلاح «أننا كنا نعيش فى فوضى إعلامية سبقت ٢٥ يناير أو رافقتها، كان من نتاجها سباب على الهواء عبر شاشات التليفزيون بالأم والأب، فهل نريد استمرار الفوضى؟»، مؤكدا فى الوقت نفسه أهمية منح المزيد من الحريات للصحافة والإعلام، وقال «إياك أن تظن أنه حينما تمنح لصحفى حرية يقول لك لا أنا شبعت، فنحن مع الحرية حتى النهاية».