المنشقون عن «الحرية والعدالة» يفضحون الديكتاتور العثماني.. ماذا يدور داخل الحزب الحاكم

الخميس، 28 نوفمبر 2019 10:00 م
المنشقون عن «الحرية والعدالة» يفضحون الديكتاتور العثماني.. ماذا يدور داخل الحزب الحاكم

18 عاما.. هي عمر تربع حزب «العدالة والتنمية» على كرسي الحكم التركي، بعد بداية قوية صحبت تأسيسه ووصلت به إلى سدة الحكم في عام 2002، تسبب فيها عددا من الشخصيات والقيادات البارزة التي كانت مصدر قوة الحزب، وتمتع من خلالها بقوة ونفوذ مكنته من تخطي كافة الأحزاب الأخرى على الساحة التركية، إلا أن الرياح أتت بما لايشتهي الخليفة العثماني، وبدأ الحزب الأقوى في الانهيار.

رحلة النهاية بدأت مع حركة الانشقاقات التي ضربت أركان الحزب على يد قياداته البارزة والتي فضلت الخروج عن عباءة الديكتاتور العثماني رفضا منهم لتلك السياسات الخاطئة التي تسببت للمجمتع التركي في الدخول إلى نفق مظلم، ليتحول «العدالة والتنمية» من واحدا من أقوى الأحزاب التركية، إلى مجرد أداة يستخدمها رجب طيب أردوغان لتحقيق سياسات «حكم الرجل الواحد» حسبما وصفوها المنشقين عنه.

آخر المنشقين البارزين، وهو علي باباجان، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، والذ أعلن انشقاقه في يوليو الماضي، مرجعا السبب إلى وجود خلافات عميقة داخل الحزب، قال في تصريحات صحفية قبل يومين إن تركيا دخلت في نفق مظلم، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف عام 2016، والذي أوضح أن سبب دخول تركيا لذلك النفق المظلم هو حملات التطهير التي قادها أردوغان في البلاد، يقول منتقدوه إنها تقوض حكم القانون والحريات الديمقراطية.

وتحدث الوزير السابق، الذي يعتبر من أحد أبرز مؤسسي الحزب الحاكم عن نيته إنشاء حزب جديد، خلال ما تبقى من العام الجاري، لكي يتحدى حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ 18 عاما.

ولم يكن باباجان الوحيد الذي استقال من الحزب في الأشهر الأخيرة، إذ ترك وانشق عدد من القادة البارزين عن الحزب، منهم أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، الذي أعلن استقالته رسميا من الحزب في سبتمبر الماضي، وأعلن نيته تشكيل حزب جديد، تشير التقارير إلى أنه يلقى دعما من رئيس الجمهورية التركية السابق، أول رئيس لحزب العدالة والتنمية، عبد الله غل.

وتضم قائمة المنشقين أيضا: بشير أتالاي ونهاد أرقون، وسعد الله أرقين، وسلجوك أوزداغ، وأيهان سفر أوستون، والذين شغلوا مناصب وزارية في الحكومة التركية وفي البرلمان، فضلا عن مواقع قيادية في حزب العدالة والتنمية.

وعلى سبيل المثال، كان أتلاي يعد أحد أقرب المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أن يختلف معه في الرؤى السياسية ويستبعده من دائرته المقربة، وكان يشغل منصب نائب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء، كما كان وزيرا للداخلية في الفترة ما بين عام 2007 و2011، ويمثل انشقاق هؤلاء القادة البارزين خطرا على الرئيس التركي  وحزبه"، إذ إن ذلك يهدد القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، ولا يستبعد خبراء في الشأن التركي أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة خلال عام أو عامين، قبل موعدها المحدد في 2023، خاصة مع خسارة الحزب لبلدية إسطنبول.

ويشير محللون أتراك إلى مشكلة أخرى ستواجه أردوغان، تتمثل في صعود نجم معارض يتمتع بشعبية جارفة بين الأتراك، هو أكرم إمام أوغلو.

وفاز إمام أوغلو، وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، الفائز في انتخابات بلدية إسطنبول، التي قال عنها أردوغان ذات مرة إن من يفوز بها يفوز بتركيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة