أهمها الجمارك والضرائب.. المشاكل تهدد صناعة الدواجن
الخميس، 28 نوفمبر 2019 08:00 ص
تحوّل المؤتمر العلمي الثاني، لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، خلال افتتاح أولى جلساته، بقاعة المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، على أن تتواصل جلساته، بالغردقة محافظة البحر الأحمر، والذى عُقد تحت شعار "تنمية الثروة الحيوانية التحديات والحلول"، إلى جلسة فضفضة للخبراء والمسئولين، أشاروا إلى قلقهم حول الثروة الحيوانية والداجنة في مصر، إلى درجة نسى أو تناسى قيادات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أنهم هم المسئولون عن حل المشاكل وليس طرحها.
وزير الزراعة والدكتورة منى محرز فى المؤتمر
تحديات تهدد الصناعة
فمن ناحيتها، شددت الدكتورة مني محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، على أن صناعة الدواجن، تواجه تحديات تهدد الصناعة، منها زيادة نسبة الجمارك، على أدوات ومعدات الإنتاج المستوردة، واستيراد الدواجن من الخارج، والضراب العقارية، وارتفاع أسعار الغاز والكهرباء للمزارع، وكذلك أسعار الأعلاف، وارتفاع تكاليف النقل، فضلاً عن السماسرة أو الوسطاء، بين المُنتجين والمستهلكين، والذي يساهم في ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلي المزارع العشوائية، فى الريف والقري، والتى لا تلتزم باشتراطات الأمان الحيوي، ويبلغ إجمالى الاستثمارات، في قطاع صناعة الدواجن، أكثر من 25 مليار جنيه، وأوضحت منى محرز، أن الدولة تقوم بتشجيع الاستثمار، وإقامة المشروعات، في مجال الإنتاج الداجني، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وتحقيق فائض من الإنتاج، بهدف التصدير، كما تم استكمال الدراسات الفنية والاقتصادية، للعديد من المشاريع الداجنة، بالظهير الصحراوي للمحافظات، وكذلك تنفيذ معاينات الأراضي المتاحة والمناسبة، لإقامة تلك المشروعات، وتم عرضها على مجلس الوزراء، لتخصيص الأراضي، والبدء في تنفيذ المشروعات، وكشفت نائب وزير الزراعة، عن أنه تم إعداد الخريطة الاستثمارية للإنتاج الداجني، وتشمل مزارع التسمين والمجازر، في مناطق الظهير الصحراوي، بمحافظات مصر، والأماكن الأكثر بُعداً عن الكتلة السكانية، وتسهيل جميع الإجراءات، أمام من تقدموا للاستثمار في صناعة الدواجن، من خلال إنشاء منظومة الشباك الواحد، وتسهيل منح التراخيص الفورية، لمزارع الدواجن المتوقفة، وبدء تنفيذ خطة، لتطوير البنية التحتية للوحدات البيطرية والمجازر، وإنشاء قاعدة بيانات للمزارع، وربطها بخريطة إلكترونية لمحافظات مصر، تساعد في اتخاذ القرارات الهامة.
مزارع دواجن
حماية صناعة الدواجن
من جانبه، تساءل الدكتور ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد العام لمنتجى الدواجن، قائلاً:"أين البوصلة وأين التوجهات ولماذا نجلد الذات، كيف يعمل الرئيس السيسي على مدار الساعة، لبناء وتحسين الاقتصاد، ومزيد من فرص العمل، ولمعدلات نمو أفضل ولعجز موازنة أقل، القيادة السياسية تدرك ان الأوطان لن تبني بغير الإنتاج، وأن الاقتصاد لن ينمو إلاّ بالعمل والحماية له، ووضع قواعد اللعبة الاقتصادية السليمة، ففي الوقت الذي يقوم فيه الرئيس السيسي، بالعديد من الأسفار لمختلف دول العالم، سعيا للاستثمار وجذب المستثمرين، بينما نرى أن هناك أيدي تسعي للنيل من الإنتاج الوطني، وتسعى لمزيد من الإغراق له بالمنتج المستورد ، وهناك دعم واضح للمُنتَج الأجنبي، وصل إلى حد الإعفاء من الجمارك، التي وضعتها ذات الدولة، لحماية المُنتج المصري دافع الضرائب والكهرباء وكافة عناصر التشغيل المرتفعة، وهناك رغبة جامحة للشراء بالدولار، لدعم العامل الأجنبي، وتدمير العامل المصري، وأيضا هناك تجاهل واضح لكافة مشاكل وتحديات صناعة، استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي لمصر، من دواجن وبيض علي مدى أقصر من ثلاثة عصور، وتابع "الزينى" في دراسة وبحث له قائلاً:"بالورقة والقلم تدفقات الإنتاج من الدواجن والبيض تحققه الصناعة منذ أكثر من عامين من الاكتفاء الذاتي، بل وفي كثير من الأوقات يكون هناك فائضاً عن احتياجات السوق المحلي، والدليل علي ذلك، هو شعور المربيين بالسعادة من القيادة السياسية، عندما أرسلت لهم رسائل الاطمئنان، بتشجيعهم على الإنتاج، لخلق مزيد من فرص العمل، في صناعة كثيفة العمالة، بها أكثر من 3 ملايين عامل، وبلغت استثماراتها أكثر من 70 مليار جنيه ، ولكن الوضع الحالي عكس حزناً أكبر، فالمربون يعانون من خسائر لأكثر من 6 أشهر متتالية، نتيجة البيع في المزرعة بأقل من سعر التكلفة، وهو ما يعني أن هناك صناعة تنهار، وفرص عمالة سيتم تسريحها، وبنية تحتية واستثمارات ستتحول إلي اشباح، وانهيار منظومة اقتصادية، عمرها تجاوز خمسة قرون، فهل ذلك منطقي؟
الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن
ثم يضيف "الزينى":انتبهوا أيها السادة، من الالتفاف والأهواء وعدم الرؤية الصحيحة، لمنظومة اقتصادية، استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي، وهناك استهداف واضح لصناعة وطنية، توفر البروتين اللازم لأولادنا بأيدي مصرية، على الرغم من أنها تتيح الملايين من فرص العمل، وخاصة في القطاع الريفي والمرأة المعيلة، هناك اقتصاد حقيقي نجحت بلادنا وتميزت فيه، والسؤال:ماذا لو ضاعت استثمارات وفرص عمل، وإنتاج بهذا الحجم من أيدينا، هل نستطيع استعادتها مرة أخري؟
مزارع دواجن بلدى
المنطق والأرقام وتدفقات الإنتاج على الأرض، تجاوزت أكثر من مليار و300 مليون دجاجة سنوياً وأكثر من 14 مليار بيضة كل عام، ومعنى ذلك أنه لا مجال ولا حاجة ولا منطق للاستيراد على الإطلاق وإنتاجنا بأيدينا أولى بنا.