بعد أن كانت تدر 21 مليون دولار سنويا.. إعادة إحياء «الفركة» من جديد

الإثنين، 18 نوفمبر 2019 09:00 ص
بعد أن كانت تدر 21 مليون دولار سنويا.. إعادة إحياء «الفركة» من جديد
أمل غريب

تتميز المحافظات المصرية بتعدد ثقافاتها والتي تتأثر بها منتجات كل محافظة، وفقا لبيئتها، فعلى سبيل المثال تشتهر محافظات الوجه القبلي، بالمشغولات اليدوية «كليم، سجاد، أعمال الخيرزان، ومنتاجات الفخار»، غير أن محافظة قنا، تشتهر بصناعة نادرة تسمى «الفركة»، وهي عبارة عن  نول خشبي بدائي الصنع «فرعوني الأصل»،  تتجمع خلاله خيوط من القطن، لتشكل قطعا مميزة، ذات ألوان وأشكال جذابة، وهي تمر بمراحل عديدة تبدأ بجمع لفافات من الخيوط الملونة، وتوضع بطريقة هندسية بديعة على النول، باستخدام الـ «المكاكي»، أو لفافات الخيوط، يجلس صانع أو صانعة الفركة أمام النول، لينسج الخيوط معًا بطريقة انسيابية يشكل بها منسوجات مختلفة، من أشهرها «الشال» الصعيدي، الذي تشتهر بارتدائة السيدات في جنوب مصر، وكذلك  «الكوفية».

 

 

كبار السن مازلوا يحتفظون بمهنة الأجداد
 
 

«الفركة» صناعة قديمة ورثها أهل بلدة نقادة بمحافظة قنا، عن أجدادهم الفراعنة، مما أكسبها شهرة واسعة قديما في عددة دول، لكنها نالت شعبية كبيرة في السودان، وأقبلت عليها النساء لاعتقادهن بأنها تجلب الحظ، أو المكانة الاجتماعية لمن ترتديها، فكانت الكثيرات من الفتايات يحرصن على أن تقتني ولو قطعة واحدة من «الفركة» داخل صندوق ملابس وكذلك اقتنتها العرائس في جهازها، مما جعلها منتجا رائجا في الكثير من الدول الأفريقيا.

مع تقدم الزمن وتطور الصناعة والتكنولوجيا، وقلة العائد الاقتصادي من العمل فى مهنة «الفركة»، انصرف الشباب والفتيات عن العمل بهذه المهنة المتوارثة، بينما حرص عدد قليل من أهالي مدينة نقادة، على الحفاظ عليها، إلا أنهم جميعا من كبار السن.

 

فتاة تصنع شال على نول الفركة

 

وفي هذا السياق، أكد اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، أن برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر، بمحافظتي قنا وسوهاج، أطلق 10 مبادرات للتكتلات الاقتصادية بالمحافظتين، من بينها مجمع الحرف البيئية واليديوية بنقادة، ومجمع الأثاث بغرب طهطا في سوهاج، مشيرا إلى أنه تم التعاقد مع شركة استشارية متخصصة لدعم وضع خطط تسويقية ودراسات فنية وبيئية واجتماعية متكاملة للتكتلات الاقتصادية وريادة الأعمال، من أجل دعم محافظتي سوهاج وقنا.

 
إحدى السيدات تجمع الخيوط على البكرات

 

على الجانب الأخر، بدأت جمعية الشابات المسلمات بنقادة، وبدعم من برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر، إعادة إحياء هذه الصناعة، والتدريب عليها وتوفير فرص عمل للفتيات في صناعة الفركة، وهو ما أكده حازم حمدي مدير مركز الفركة التابع للجمعية، موضحا أن الفركة كانت تدر21 مليون دولار سنويا، كعائد الاقتصادي لهذه الحرفة على مركز نقادة خلال فترة الستينيات، حيث كان الأهالي يصدرون منتجاتهم إلى دول أفريقيا بشكل عام والسودان بشكل خاص، وكان معظمهم يمتلكون بطاقة تصدير.

 
فتاة تنسج الخيوط على النول

 

وأوضح حازم حمدي، مدير مركز الفركة التابع لجمعية الشابات المسلمات بنقادة، أن هذه الحرفة عانت من عزوف العاملين عنها، إلا أن الجمعية بدأت في استعادت الصعنة من خلال استقطاب السيدات المعيلات والفتيات خريجى الدبلومات الفنية، لتعلم الحرفة والعمل بها على يد مدربين محترفين، بالتعاون مع برنامج تنمية الصعيد في قنا.

 
شال بأكثر من خيط
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق