بعد 8 سنوات من الثورة.. الإرهاب والفساد يجتمعان في تونس
الجمعة، 15 نوفمبر 2019 11:00 م
بعد 8 سنوات من الثورة اعتقد الشعب التونسي أنه تخلص من الفساد والديكتاتورية، لكنه وجد نفسه دون علمه بجماعة فاسدة وأخرى تدعي التدين والالتزام بتعاليم الاسلام ولكن إرهابها ظاهرة للعيان، بدءا من إرسالها الشباب إلى سوريا عبر تركيا راعي الإرهاب الرسمي للزج بهم في حرب كانوا وللأسف حطب وقودها، أما الباقي فتستخدمهم في قتل الابرياء وعناصر الأمن الوطني التونسي لإحداث شلل في قطاع السياحة، المصدر الرئيس للعملة الصعبة للبلاد، وكذلك تصفية المعارضيْن.
وذكرت صحيفة "ميدل إيست أون لاين" إن برنامج جمعية خليل تونس الخيرية الذي استهدفت بعض الفقراء والمعوزين، ساعد في حصول حزب القروي على الترتيب الثاني برلمانيا ليبعد عنه صفه الفساد المالي وغسيل الأموال، ومن ثم يعتبر فوزه بالانتخابات شهادة تقدير له في الفساد المالي ليزداد ثراء، ولينعم فقراء تونس بما يجود به عليهم من صدقاته.
بعيد الانتخابات الرئاسية أوهمت النهضة وقلب تونس الجماهير بعدائهما الشديد لبعضهما ونعتَ كل منهما الآخر بأبشع الأوصاف وهي بالمناسبة حقيقية لا لبس فيها، ومن الصعوبة بمكان التقائهما في حكومة واحدة.
وما أن جرت الانتخابات البرلمانية وعرف كل منهما حصة الآخر في الوليمة (الكعكة)، حتى كشفا عن رغبتهما في التعاون معا لأجل النهوض بتونس كما يدعيان، ليتقاسما السلطة التنفيذية وليفوزا بمقدرات تونس لفترة قادمة.
لقد أجادت حركة النهضة اللعبة الديمقراطية باقتدار، واستطاعت الوصول إلى قمة الهرم بعد أن كانت تقود الدولة في الخفاء، شعبيتها في تراجع مستمر.
أما عن السيد الرئيس قيس سعيّد الذي يبدو للعامة بأنه رجل طيب يرغب في خدمة البلد، لكن تحالفه مع النهضة انتخابيا يضع العديد من علامات الاستفهام حوله.
ومهما خلصت النوايا فان سيطرة النهضة وقلب تونس على البرلمان والحكومة المقبلة يجعلانه في موقف محرج نظرا لتقلص صلاحيته ومن ثم إحراقه شعبيا، وهناك من يعتبره مرزوقي جديدا في قصر قرطاج مع الفرق في عقلية الرجلين الفكرية.
على مدى الأعوام الماضية، تعطلت القطاعات الإنتاجية والخدمية، تدنى دخل الفرد، وساءت ظروفه المعيشية، فالهبات والقروض الدولية لم تؤت اكلها، بل ذهبت إلى جيوب من يتداولون على السلطة، الذين كبّدوا الخزينة بالديون وخدمتها، لتزداد مأساة المواطن.
عندما يلتقي الارهاب والفساد في هرم السلطة، فإن الفساد سيستشري في البلاد، وتفلس الخزينة العامة، تقل فرص الانتاج، تزداد البطالة، ينعدم الامن، وتعم الجريمة المنظمة. انه الشرق الاوسط الجديد، الفوضى الهدامة وليست الخلاقة كما ادعى اصحابها، فالحقيقة هي ما نشاهدها في كافة اقطارنا المنكوبة بربيع لم يزهر، لأن امطاره كانت دماء فسالت انهرا انبتت شوكا، ادمت المجتمع وأحدثت شروخا في مكوناته، ليس من السهل علاجها.
لقد دخل الشعب التونسي في دوامة التغيير، انتقل من الحزب الواحد أو الأوحد الى مجموعة أحزاب، لكن المؤكد كأنه من يبحث عن شيء ثمين في كومة نفايات، ربما حاليا ليس امامه خيارات اخرى لتحسين اوضاعة المعيشية، وعليه ان ينتظر فترة اخرى من حكم الأحزاب، أنه سيأخذ على عاتقه تغيير هذه الطبقة القديمة المتجددة، التي قضت بتصرفاتها على كل اماله في العيش الكريم.