عازفينا الأفضل.. ماذا قال مدير الموسيقى العسكرية عن طلابه؟

الإثنين، 11 نوفمبر 2019 12:00 ص
عازفينا الأفضل.. ماذا قال مدير الموسيقى العسكرية عن طلابه؟

داخل هذا الصرح العملاق، إدارة الموسيقات العسكرية، يجب أن يكون هناك إدارة من نوع خاص، تجمع بين العسكرية المصرية بخصالها في الانضباط والدقة ومتابعة الأمور، وبين قائد لسلاح خاص، به نوع من المرونة في التدريب والتعلم والاهتمام بالجانب النفسى والمعنوى، للفرد المقاتل، فلكل ميدان في الجيش المصرى، بطل يخدم وطنه، وفق طبيعة مهمته.

وهذا ليس صنيعة القوات المسلحة المصرية، بل كل جيوش العالم بأسره، وهو ما يؤكد اللواء حلمى خطاب، مدير إدارة الموسيقات العسكرية، أن أبطاله من أفراد الموسيقى العسكرية يشعرون بالفخر والعزة، وهم يشاركون فى المناسبات العامة، والمهرجانات الدولية، مشيرا إلى أن الموسيقى العسكرية، تشارك فى كافة الاحتفالات الرسمية، وأنهم جاهزون لتنفيذ كافة العروض على مستوى الجمهورية، ويعملون داخل مصر وخارجها.

وفى حوار مطول، أكد أن هناك دراسة لفتح فصول تعليمية فى جميع دور ونوادى القوات المسلحة، لإعطاء دورات تدريبية للأطفال والشباب الراغبين فى التعلم، وكشف مدير إدارة الموسيقات العسكرية، عن دراسة لاقامة مهرجان دولى للموسيقات العسكرية على أرض مصر، لأول مرة فى تاريخها.. وإلى نص الحوار.
 
بداية .. ماذا يحمل تاريخ الموسيقات العسكرية من مراحل هامة يمكننا الحديث عنها؟
سلاح الموسيقى العسكرية، سلاح عظيم وممتد، منذ الفراعنة، فمعابد مصر تزخر بمشاهد الموسيقى الحربية، فى كافة معارك مصر على مر التاريخ، وتعلق المصريون القدماء بالموسيقات فى الاحتفالات أيضا، فمواسم الحصاد، كان بها الفرق الموسيقية التى تشارك المصريين فرحتهم، ولم يكن الأمر حكرا على الحروب فقط، لذلك فمستقبل الموسيقات العسكرية المزدهر، مرتبط بتاريخها المشرف.
 
وحيث تعتبر إدارة الموسيقات العسكرية، من أقدم إدارات القوات المسلحة، أنشأها محمد على باشا عام 1838، وكانت تضم فى البداية 3 مدارس، فى مدن الخانكة والقاهرة والنخيلة بأسيوط، وسميت حين انشائها بمدرسة "الطبول والنفخيات والأصوات"، واستطاعت مع مرور الوقت أن تحظى بشهرة على المستوى الدولى والمحلى، جعلتها تطلب للمشاركة فى المهرجانات العالمية من جميع الدول على مستوى العالم، وهى حاليا تتبع هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة.

لكن ماهو السر تعلق المصريين بالموسيقات العسكرية؟
الموسيقى العسكرية لها تاريخ كبير فى العلاقة الطيبة مع المصريين، فهى تشحذ همم للمواطنين، لما لها من طابع خاص فى الانضباط، كما أن مستوى العازفين فيها على مستوى عال للغاية، مما يساعد على الانضباط داخل صفوف القوات المسلحة، لأن الخطوة فى الجيش المصرى ينظمها رجال الموسيقى العسكرية، والمصريين يسعدون بخطوة الجيش المنظمة على مارش الموسيقات العسكرية.

ما هى خطط المستقبل التى تعدون لها داخل الإدارة؟
هناك دراسة لتنظيم مهرجان دولى للموسيقات العسكرية، على أرض مصر، وسيكون من أعلى المهرجانات على مستوى العالم، لأن العالم كله يتحدث بالموسيقى، فمصر أولى لها أن تستضيف ذلك المهرجان، بما يناسب تاريخها، فمعابد مصر كلها تذخر بمشاهد الموسيقات، والعسكرية منها على وجه الخصوص، فأولى لنا أن نقيم مهرجانا يليق مع تاريخ الموسيقات العسكرية، ويمكن حينها أن نقيم المهرجان فى سفح الهرم، وستكون رسالة عالمية، منها دعم السياحة، ودعم سياحة المهرجانات أيضا، وهى سياحة رائجة فى العالم بأكمله، كما أنه خلال الفترة المقبلة، توجد توجهات من القيادة العامة للقوات المسلحة، بتحديث الآلات والمعدات وذلك للمشاركة فى المهرجانات العالمية.

وماهى أوجه مشاركة الموسيقات العسكرية فى الاحتفالات الرسمية؟
فى البداية يجب التأكيد أن الموسيقى العسكرية تشارك فى كافة الاحتفالات الرسمية، ونحن جاهزون لتنفيذ كافة العروض على مستوى الجمهورية، سواء مؤسسات حكومية، أو مؤسسات خاصة، وداخل مصر وخارجها، لأنى فعلا نشارك فى جميع العروض على مستوى الجمهورية، كما نشارك فى احتفالات الجامعات الخاصة والحكومية، وهى فرص جيدة لمشاركة العازفين بالموسيقات العسكرية، مع قطاعات مختلفة، حتى يشعر العازفين دائما بحالة التفاعل حول ما يتدربون عليه يوميا.

هذا عن الداخل.. ولكن ماذا عن انطباعات الدول التى تسافرون إليها؟
لقد زرنا عدة دول، وشاركنا فى مهرجانات دولية، كان هناك دائما إشادة قوية بالفريق المصرى، وذلك لأن فريق الموسيقات العسكرية، يعمل بكل اجتهاد وإخلاص، أيضا يجب الإشارة إلى أن هناك تدريبات مستمرة، قبل السفر للمهرجانات، ويتم اختيار العناصر المشاركة بعناية، بحيث يذهب دائما أفضل العازفين والمتدربين، والمجتهدين فى التدريبات، وهو ما ينعكس على الصورة العامة لفريق الموسيقى العسكرية، حتى أنه كثيرا من مشاركتنا بالخارج، فالإشادة ليست رسمية فقط، ولكن الأكثر هو حالة الإبهار والدهشة التى تكتسى بها وجوه المواطنين الأجانب.

لنتعرض أكثر لطبيعة العمل بالموسيقى العسكرية..ماهو القوام الرئيسي لإدارة الموسيقات العسكرية؟
إدارة الموسيقات العسكرية، قائمة على ضباط الصف المعلمين، مع الاستعانة بالمجندين من خريجى الأفرع المتخصصة فى الجامعات المصرية، ويتم تدريبهم فور التحاقهم بالخدمة فى إدارة الموسيقات العسكرية، كما يتم الاستعانة بالضباط الجامعيين، ممن درسوا فى الكليات المتخصصة أيضا فى الموسيقات، حيث نختار عناصر معينة للانضمام للموسيقى العسكرية، ذات مواصفات خاصة، لأن كل آلة تحتاج لشخص معين، بمواصفات معينة، فهناك لياقة بدنية، وبعض الألات تحتاج لطبيعة جسمانية معينة، حتى يصل الأمر لشكل الشفاه، وطبيعة الإيد، وحركة المعصم، وقوة السمع، ويجرى اختبارات معينة يعمل عليه الفرد فور انضمامه، لمعرفة مقدرة حاسته السمعية، وبعض الصفات الأخرى.

وكيف تتم عملية التدريب داخل إدارة الموسيقات العسكرية؟
بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، هناك قواعد منظمة لخطط عمل وتدريب الأفراد، ويتم إعداد الأفراد وتوزيعهم بعد عدد من الاختبارات النظرية والعملية، ويتم تدريب الطلاب فى محاضرات وعلى آلات حديثة ومقلدات تدريب أيضا، ويخضع أفراد الموسيقات العسكرية، لعدد من ساعات التدريب اليومية، وفق خطط تدريب القوات المسلحة.

ومن يقوم بتدريب الأفراد للوصول للمستوى المطلوب؟
يتم الاعتماد فى التدريب، على الخبرات من ضباط الصف، من خريجى المدرسة الموسيقى العسكرية، بالإضافة للدكاترة والمختصين من المعهد العالى للموسيقى العربية، ونرسل أوائل الخريجين من المدرسة لمعهد الموسيقى العربية، كما يتم الاستعانة بضباط الاحتياط، من خريجى الجامعات والكليات المعنية بالموسيقى العربية.
 
وماذا عن مناهج التدريب وقاعات التعلم؟
إدارة الموسيقات العسكرية شهدت تطوير كامل فى قاعات التدريب والمحاضرات، بحيث تواكب الشكل العالمى، وهناك مسرح موجود للتدريب المجمع للفرق، وتم تحديث الآلات طبقا لأعلى المستويات الموجودة على مستوى العالم، ومناهج التدريب تم وضعها بحيث تناسب التطور الذى حدث، ويتم تطوير النوت الموسيقية الموجودة أيضا بالإدارة، حتى يكون العازف متابعا لكل ماهو جديد.

فى ظل كثرة الشائعات.. كيف تحافظون على رفع درجات الوعى لدى فرد الموسيقى العسكرية؟
نتعاون مع شخصيات عامة ومتخصصين فى التوعية الدينية والتوعية التاريخية ومعرفة كافة القضايا فى الوطن، ومناقشتها على نطاق موسع، لأن الآفة حاليا هو انتشار الشائعات والأفكار الخاطئة، فنسعى لعقد لقاءات دورية بين القادة والضباط وضباط الصف، بحيث تطرح كافة الأسئلة والإجابة عليها.

هل يتم توزيع كافة الأفراد بالموسيقات العسكرية على الآلات؟
لكل فرد داخل الموسيقى العسكرية، آلة موسيقية متخصص عليها، وهناك آلات خشبية ونحاسية، ويتم تطوير تلك الالات باستمرار داخل ورش إدارة الموسيقات العسكرية، لأنها آلات باهظة الثمن، بالإضافة إلى التحديث المستمر فى المعدات.

هل هناك تعاون بينكم وبين المعهد العالى للموسيقى"الكونسرفتوار"؟
بالطبع، نتعاون بشكل كبير جدا مع معهد الموسيقى العربية، وهناك تعاون قائم بيننا ومستمر، وأيضا دار الأوبرا، وجميع الاحتفالات فى المعهد والأوبرا، نشارك فيها بفريق من الموسيقات العسكرية.

لماذا لا تتجه إدارة الموسيقات العسكرية لإعطاء الدورات التدريبية للطلاب؟
هناك دراسة فعلا لفتح فصول تعليمية فى جميع دور ونوادى القوات المسلحة، لإعطاء دورات تدريبية للأطفال والشباب الراغبين فى التعلم.

كيف تحدد الموسيقات العسكرية النشيد أو الأغنية الخاصة بكل حدث؟
يتم اختيار الأناشيد والأغانى طبقا لنوعية الحدث، وهناك مكتبة كبيرة للغاية، داخل إدارة الموسيقات العسكرية، وبها مقطوعات عربية وغربية، وبكافة الألوان الموسيقية، حيث يتم الاختيار طبقا لما يناسب المناسبة.
 
هل تم تطوير وتحديث قوائم الأغانى بالموسيقات العسكرية؟
أضفنا أغانى وطنية كثيرة للموسيقى العسكرية، ودربنا أنفسنا عليها كثيرا، وهناك مقطوعات موسيقية عالمية أيضا جديدة تم اضافتها لتدريبات الموسيقى العسكرية، والأداء دائما مميز ودقيق فى التدريب والتعلم على المقطوعات الجديدة.

ماهو عدد الفرق الموسيقية داخل صفوف القوات المسلحة؟
لدينا فى القوات المسلحة  60 فرقة موسيقية، وكلها تختلف فى الحجم وطبيعة المهمة، ويتم تدريبهم على كافة الأغانى الوطنية، جميعها، وجميع المارشات العسكرية، تم تدريبهم عالميا، سواء على مستوى مصر أو العالم.

لإدارة الموسيقات العسكرية قاعة تاريخية متميزة..ماذا تضم فيها؟
تضم القاعة تاريخية، كافة التطورات التى حدثت فى الموسيقات العسكرية، وتطور الأزياء، بالإضافة للمعدات المستخدمة، وسجل الزوار، وتضم معدات وآلات تدرب عليها العازفين على مدر السنوات الماضية، ومنها معدات خرجت من الخدمة حاليا، كما تضم ورشة كبيرة لإصلاح المعدات، وفيها تجرى صيانة الآلات بشكل دورى، للحفاظ على الالات من العوامل البيئية، بحيث تستمر الالة فى أعمال التدريب، و الاستفادة القصوى منها.

"الزي الموسيقى" الخاص بالموسيقات العسكرية يشهد تطورا كبيرا..كيف تطورونه؟
زي الموسيقات العسكرية، تم تطويره بشكل كبير على أيدى مصممين أزياء مصريين، فموسيقى الحرس الجمهورى، لونه أقرب للبترولى، وهناك زي الموسيقى العسكرية باللون الأحمر، بالإضافة للزى الفرعونى بلونين الغامق والأبيض، وتم تغيير الزى العسكري فى السنوات الأخيرة، وذلك بالتعاون مع خبراء أزياء مصريين.

هل هناك تعاون بينكم وبين دول أخرى فى مجال التدريب؟
تأتى للموسيقى العسكرية، وفود خارجية، يتم تدريبها فى مدرسة الموسيقات العسكرية، وتشهد تطويرا باستمرار، على سبيل المثال التعاون بيننا وبين إنجلترا، حيث تدرب فريق منهم فى مصر لمدة 21 يوما، كما سافر فريق مصر إلى المملكة المتحدة، لتبادل الخبرات، كما يتم تنظيم زيارات للوافدين للأماكن السياحية.

وهل تتم دعوتكم باستمرار فى المهرجانات الدولية؟
يتم دعوتنا دائما للمناسبات الوطنية فى الدول الصديقة والشقيقة، ويتم التنسيق والتعاون بيننا وبين تلك الدول، لأن فريق الموسيقات العسكرية المصرية، فريق يعرفه القاصى والدانى، ورسميا فنحن نشارك فى عدة مهرجانات دولية منها مهرجان روسيا، ومهرجان الصين.

وماذا عن تجربة مهرجان روسيا؟
مهرجان روسيا، كانت تجربة رائعة للغاية، ولقد أشاد بها الجميع، وهى ليست المرة الأولى التى نشارك فيها، وهناك قبول غير عادى للفريق المصرى، وذلك طبقا لمستويات الأداء، وأبهرنا الشعب الروسى، وجميع الشعوب التى شاهدتنا على مدار أيام المهرجان، ولقد تميز الفريق المصرى بالمستوى المميز والهادئ، وعرفنا قبل سفرنا ماهى الأغانى التى سنعمل عليها، ودرسنا كافة التفاصيل، وطبيعة المستقبل، وتدربنا كثيرا، حتى نصل لوضع معادلة منضبطة.

كيف كان شعوركم وسط كم الحفاوة من جماهير مهرجان روسيا؟
أداء الفريق المصرى، جعل المسئولين فى روسيا، يقولون أنهم لن يقيموا مهرجان مرة أخرى، بدون حضور الفريق المصرى، وذلك لأن انضباط العازفين وأدائهم والزى الفرعونى، كان محققا للمعادلة الواضحة فى العمل والاخلاص.

هل كانت هناك رهبة من الجمهور؟
لاتوجد لدينا رهبة للجمهور، لأننا نشارك فى جميع المناسبات، وذلك عبر كافة الفرق فى القوات المسلحة، ولا نخاف من الجمهور، لأننا مستمتعين بما نفعله.

أخيرا.. لو أردنا تصنيفا للموسيقات العسكرية بين دول العالم..أين تضعونها؟
الموسيقى العسكرية المصرية، من مجموعة الأوائل على مستوى العالم، ونحن فى مهرجانات ايطاليا من 60 إلى 66 كنا فى المركز الأول، وآخر مهرجان فى روسيا، كنا فى المركز الثانى على مستوى العالم، كما أننا نتدرب على جميع الأغانى والسلام الوطني للدول، حيث يتم مراجعتها مع الإدارات المختصة فى الدول الزائرة أو المضيفة، ويتم التدريب عليها بعناية شديدة، ويتم تحديثها وفق آخر وضع فى الدولة المراد عزف سلامها الوطنى، وللموسيقى العسكرية المصرية، وضع خاص بين المواطنين على وجه الخصوص، فبها يبدأ أى احتفالية، وبها ينتهى كل شيئ، فلم نشارك فى مهرجان بالداخل والخارج، إلا وانتظرنا الجمهور، حتى لو كان خروجنا لهم آخر الفقرات.
 
5ad06f4e9a
 
183020-المشاركة-فى-المهرجانات-الدولية-(4)
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة