ذاكرة مصر عبر التاريخ.. «المتحف الزراعي» أعيته السرقات وقتلته يد الإهمال (صور)
الإثنين، 04 نوفمبر 2019 11:00 م
أثار رواد شبكة التواصل الاجتماعى، أو السوشيال ميديا، الرأي العام وقيادات ومسئولى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عقب ما نشرته بعض المواقع والصحف، وما نسبوه بقيام الوزارة بقطع أشجار من المتحف الزراعي، في حين أكد الدكتور السعدي بدوي، مستشار وزير الزراعة للحدائق، أن هذا الخبر غير صحيح جملة وتفصيلاً، وأنه ينافى الحقيقة تماماً.
وقال مستشار وزير الزراعة للحدائق، إنه لم يحدث أن تم قطع شجرة واحدة، من الاشجار القائمة بالمتحف، وأن ماتم هو تقطيعه هو لنباتات "السيسبان" الذى يعتبر وباء في أي منطقة ينمو فيها، بصورة برية وعشوائية، ويجب التخلص منه.
وتابع، أنه تم توسيعة بوابة المتحف، المُطلّة على شارع الثورة، من 3 الى 5 متر، لتسهيل حركة المعدات والمرور للزوار والعارضين، دون قطع شجرة واحدة، وأن المنطقة المُخصصة لإقامة معرض زهور الخريف بالمتحف الزراعي، كانت مغطاة بمخلفات منذ سنوات، وهي عبارة عن أتربة وتكسير أحجار، وقد تم رفعها ونقلها إلي المقالب العمومية، من خلال هيئة النظافة والتجميل، وعلي نفقة الشركة المُنفّذة لترميم المتحف، دون وجود أي أخشاب أو نباتات ذات قيمة.
المتحف الزراعى
- أول متحف زراعى في العالم
كما أكد مستشار وزير الزراعة للحدائق، أن الوزارة حريصة علي المحافظة علي البيئة، ونمو النباتات بصورة طبيعية، ولذلك تم حفر بئر ارتوازي، بقطر 10 بوصات، لزراعة أرض المتحف، حتي يتم إحياء الحدائق، التي أُهملت منذ سنوات لعدم توافر مياه الري لها، وبالتالي فإن وجود البئر، سيوفر الاحتياجات المائية، للمساحات النباتية بالمتحف كاملاً، وتجهيز حديقته، حتى تكون معرضاً دائماً للأنشطة الزراعية، وبعيداً عن حكاية قطع الأشجار أو حرقها، قال "السعدى" إن المتحف الزراعي في مصر، كان الهدف من إنشائه التوثيق لذاكرة مصر الزراعية، كما يُعدّ نافذة تطُلّ منها الأجيال الحالية، علي حضارة مصر الزراعية، من خلال بانوراما لآلاف السنين، فضلاً عن كونه مركزاً للثقافة الزراعية.
الدكتور خالد العنانى وزير الآثار
و كان المتحف قد أُقيم، في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل، في حي الدقي بمحافظة الجيزة، وبدأ العمل به، في عام 1930، عندما صدر قرار مجلس الوزراء المصري، في 21 نوفمبر من عام 1927.
وأُطلق على المتحف في البداية اسم "متحف فؤاد الأول الزراعي"، ونظراً لسعة هذا المتحف التاريخى والحضارى، فيمكن اعتباره 8 متاحف وليس متحفاً واحداً، وتزيد مساحته علي 30 فداناً، أي ما يُعادل 175 ألف متر مربع، ويُعدّ أول متحف زراعي في العالم، ويضم آلاف من المعروضات والمقتنيات، التي تُقدّم في مجملها، قراءة تاريخية للزراعة وتطورها، في مصر منذ عصر الفراعنة.
ويُمثّل المتحف قبلة للعلماء والباحثين، في مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية، وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة، بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات "البرساء"، الذي كان مُقدّساً عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية، مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلي 15 ألف سنة، فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية، التي تأخذك إلي أجواء الماضي، وتطور الأساليب الزراعية، لدي الفلاح المصري، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ.
المتحف الزراعى من الداخل
- متحف بودابست المجرى
كان الدكتورعزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار، قد زارا المتحف الزراعي بالدقي، بداية هذا العام، وقاما بجولة تفقدية داخله يرافقهما، الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وإلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، والدكتورة جيهان المنوفي، رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة، والمهندس محمود عطا، المشرف على المتاحف والمعارض، بوزارة الزراعة، وقال وزير الزراعة وقتها، إن المتحف هو ثاني أهم مكان متخصص في الزراعة، على مستوى العالم، بعد المتحف الزراعى في العاصمة المجرية بودابست.
المتحف الزراعى وتاريخ الزراعة المصرية
ويرجع فضل إنشاء المتحف الزراعى، إلى الملك فؤاد الأول، الذي كان يرى أنه من الضرورى، أن يكون لمصر متحف زراعى، تكون مهمته نشر المعلومات الزراعية والاقتصادية في البلاد، وتمت الاستعانة بمصمم المتحف الزراعى في العاصمة المجرية بودابست وقتها، ليقوم بتصميم المتحف الزراعى المصري، ووقع الاختيار على سراى الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديو إسماعيل، وشقيقة الملك فؤاد الأول، ليكون متحفاً زراعياً.
ويُعدّ المتحف الزراعي، من أكبر المتاحف في مصر، إذ تبلغ مساحته 125 ألف متر مربع، وكان المتحف قصراً للأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل، ويتكون المتحف من 3 مبان لمعروضات، وقد تم تخصيص المبني الأول للمملكة النباتية، والمبني الثاني لمعروضات المملكة الحيوانية، والمبني الثالث يضم المعرض التاريخي للزراعة المصرية، منذ عهد ما قبل التاريخ إلي يومنا هذا، و بالمتحف أيضا مكتبة وقاعات للسينما والمحاضرات، وأيضا يضم المجموعة الحشرية.
وكان المتحف قد تعرّض خلال السنوات الماضية، لسلسلة من السرقات، كما خيّم عليه الإهمال، وذبُلت مساحات من النباتات والحدائق، التي تنتشر في جنباته، كما تناولت عددٌ من الصحف والمواقع الإخبارية، سيرة وحكاية المتحف، من خلال حملات صحفية، وعلى فترات متباعدة، وخاصة عندما تولى إدارته، في وقت من الأوقات، شخصيات لا دخل لها بإدارة المتاحف، كما كانت غير جديرة بقيادة هذا المكان الزراعى العلمى التاريخى، الأمين على حضارة مصر الزراعية خلال القرون الماضية.
إحدى قاعات المتحف الزراعى
جانب من معروضات المتحف الزراعى
المتحف الزراعى وعبقرية الزراعة والتحنيط وتربية الحيوان
المتحف الزراعى وعبق التاريخ
خرفان فى المتحف الزراعى
جانب من الإهمال فى حق المتحف