ملف اللاجئين.. احتضنتهم مصر وتاجرت بهم تركيا

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 03:57 م
ملف اللاجئين.. احتضنتهم مصر وتاجرت بهم تركيا
عنتر عبد اللطيف

فى الوقت الذى يعامل فيه اللاجئين معاملة المواطنين المصريين، وهو ما اعترف به العشرات من اللاجئين أنفسسهم، فضلا عن تقارير حقوقية وثقت ذلك فإن اللاجئين فى دول عديدة يواجهون القمع، والتنكيل بهم، ومعاملتهم بلا آدمية خاصة فى تركيا، وارتكاب جرائم فى حقهم منها ما شهدته إسطنبول في منطقة  "أكتيلي"، بالهجوم على محال السوريين ومتاجرهم وغضرام النيران بها، فيما يبتز "سفاح تركيا" أوروبا بملف اللاجئين، فى الوقت الذى يحاول أن يتخلص منهم بتوطينهم فى منطقة شمال شرق سوريا، التى تقطنها أغلبية كردية ما سيتسبب في توترات عرقية بهذه المنطقة السورية التى احتلتها مليشيات السلطان العثماني المزعوم.

استقبلت مصر الأشقاء من بلدان عربية وافريقية مختلفة استهدفتها الحروب وتضم القائمة السوريين والليبيين واليمنيين والعراقيين وغيرهم، لينصهروا فى المجتمع المصري، ويعملون فى العديد من الأنشطة التجارية، فيما تاجر السفاح التركى رجب طيب أردوغان باللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضى التركية وهو ما كشفته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش منددتين بالأساليب التي اتبعتها مع اللاجئين السوريين لترحليهم قسرا إلى سوريا الملتهبة بالحرب وذلك خلال الأشهر التي سبقت إطلاق عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا.

 

المنظمتان الحقوقيتان أكدتا أن عناصر من الشرطة التركية قاموا بخداع اللاجئين كي يوقعوا وثائق "كتبت باللغة التركية" تفيد بأنهم يريدون العودة "طوعا".

كما اتهمت منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"  تركيا بأنها رحلت سوريين قسرا إلى بلدهم عن طريق استخدام خدع ووثائق مضللة خلال الأشهر التي سبقت إطلاق عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ، مؤكدة  إن عناصر من الشرطة التركية ضللوا سوريين بالقول لهم إن توقيع الوثيقة، المكتوبة باللغة التركية التي لا يمكن لكثيرين قراءتها، يعني أنهم يعربون عن رغبتهم بالبقاء في تركيا أو لتأكيد "استلامهم بطانية".

كشفت المنظمتان في بيانين منفصلين تركيا بإجبار سوريين على توقيع وثائق تفيد بأنهم يريدون العودة "طوعا" إلى سوريا، وذلك عبر "الخداع أو الإكراه".

يذكر أن الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو آنا شيا، كانت قد قالت إن "عمليات العودة لا تعد حتى الآن آمنة وطوعية". وأضافت "ملايين اللاجئين الآخرين من سوريا عرضة (الآن) للخطر"، داعية إلى "وضع حد لإعادة الأشخاص قسرا"، كما أعلنت المنظمة أنها وثقت "20 حالة تم التحقق منها"، لكنها رجحت أن يكون العدد "بالمئات خلال الأشهر القليلة الماضية"، فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها جمعت شهادات 14 سوريا أكدوا أنهم رحلوا بين يناير وسبتمبر إلى محافظة إدلب.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد كشفت فى تقرير لها عن مصر وجود 221 ألفا و675 لاجئا مسجلين على أراضيها، من بينهم 127 ألفا و414 سوريا، بما يوازى 57% من إجمالى اللاجئين على الأراضى المصرية، فيما يوجد 36 ألفا و195 لاجئًا سودانيًّا على أرض مصر، و14 ألفًا و564 لاجئًا إثيوبيًّا، و12 ألفًا و959 لاجئًا من إريتريا و10 آلاف و518 لاجئًا من جنوب السودان، بالإضافة إلى 20 ألفًا و25 لاجئًا من 51 دولة أخرى.

يذكر أن رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان النائب كمال عامر كان قد قال في تصريحات صحفية إن اللاجئين المتواجدين بمصر، يصلون إليها بطريقتين "شرعية وغير شرعية"، لافتا إلى أن اللاجئين بالطريقة الشرعية عددهم 247 ألف لاجئ من 57 دولة، يتمتعون بحماية دولية وبالحق في التعليم والصحة، وغالبيتهم من السودان وسوريا والعراق وجنوب السودان.

وحول عدد اللاجئين غير المسجلين، قال رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان، إنه يوجد نحو 5 ملايين لاجئ، "وتعاملهم مصر معاملة الفرسان كأبنائها، ويتمتعون بنفس الحقوق والواجبات ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي".

وأكد "عامر"، إن لجنة الأمن القومي بالبرلمان أوصت بضرورة وجود حصر دقيق للظاهرة مع استبعاد من لهم تأثير على الأمن القومي المصري، والحرص على معاملتهم معاملة إنسانية، وحمايتهم من الاستغلال من جانب أي عناصر تحاول جذبهم أو استقطابهم في أعمال إرهابية أو غير مشروعة، خصوصا أن مصر في 2019 ترأس الاتحاد الإفريقي ويعتبر هذا العام عام اللاجئين والنازحين، وتعمل مصر على تنفيذ الحلول الطويلة للقضاء على أسباب الظاهرة، وحماية أبناء القارة من اللجوء لدول أخرى.

أردوغان
أردوغان
 
ولم تتوقف جرائم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن حد تهديد أوروبا فقد أعلن عن خطة لما أسماه إعادة توطين مليونَيْ شخص في المنطقة الآمنة التي ستبنى شمال سوريا.

وكشفت صحيفة ABC الإسبانية، في تقرير لها، أن هناك مشروعاً تركياً للهندسة الاجتماعية ضد الأكراد السوريين أجل الضغط عليهم.

 الصحيفة الإسبانية قالت في تقرير لها، إنه ليس فكرة حديثة فقبل الحرب العالمية الثانية، تحديداً خلال الصراع الكبير، نفذ ستالين وبدون رحمة عمليات تهجير لشعوب بأكملها لأسباب عرقية أو أيديولوجية، أما الآن، فمشروع إعادة توطين السكان يصدر من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ويتسم بطابع عرقي ملحوظ ولأهداف سياسية.

 الصحيفة الإسبانية تابعت "أعلن أردوغان في أنقرة أنه قد انتهى من خطة إعادة التوطين في المنطقة الكردية في سوريا لحوالي مليونين من 3.6 مليون لاجئ، موزعين على مخيمات في أنحاء بلاده. ولا يهدف المشروع إلى تحديد النظام السوري بل إن هدفَ أردوغان واضح وهو إحداث تغيير ديمغرافي كبير، بهدف السيطرة ومواجهة منطقة يحكمها الأكراد السوريون في الوقت الحالي".

الجدير بالذكر أن تقارير صحفية عديدة فضحت خطة أنقرة في توطين 2 مليون سوري بشمال شرق سوريا وذلك ببناء 140 قرية جديدة، إذ سيبلغ عدد سكان القرى 30 ألف نسمة على طول الحدود مع سوريا والتي يبلغ طولها 480 كيلومتراً، على عمق 30 كيلومتراً حيث أن حوالي 850 ألف سوري يقطنون هناك، و78% منهم من أصل كردي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق