كشف المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية (GFI، أن قطر تموّل موقع "إسلام ويب" الذي يصدر فتاوى تحمل أهداف خفية يصعب كشفها من قبل العامة، يخلط بعضها بين الجوانب الدينية والسياسية، ويخالف بعضها الآخر النهج الإفتائى الصحيح لبعض الدول مثل مصر.
وأكد المؤشر فى تقرير له، أن ممولى الموقع يدفعون أموالًا ليظهر في صدارة محركات البحث، فضلًا عن تواجده الكبير على قائمة التطبيقات على الهواتف، ما يجعله أكثر تداولاً على نطاقات واسعة على مستوى العالم، ناهيك عن اعتماده على تقنيات حديثة فى تصميمه وأرشفته وسهولة الوصول إليه.
فالموقع المؤسس منذ عام 1998 والتابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، حصل على المركز الأول بنسبة 26 % بين كافة المواقع المتخصصة حول العالم، وذلك في نتائج الحصاد السنوي للمؤشر العالمي للفتوى لعام 2019.
كما مثّل مرجعًا إفتائيًّا للجاليات الإسلامية والأقليات المتواجدة في الغرب بنسبة 25% من إجمالي نسبة الجهات المصدرة لفتاوى الأقليات على مستوى العالم.
فى حين أظهر آخر استطلاع أن المصريين الأكثر زيارة للموقع بنسبة 18% ثم السعوديين بـ 17%، ويرجع ارتفاع هذه النسبة إلى مجموعة من الأسباب التي بحثها المؤشر والتي تمثلت فى: الدعم المالي المقدم للموقع، ونشاط الموقع، واللغات المعتمد عليها، وتصميم الموقع.
أكد المؤشر العالمي للفتوى اهتمام المسؤولين القطريين، بمنح موقع "إسلام ويب" إنفاقًا ماليًّا ودعمًا غزيرًا حتى يستطيع منافسة مختلف المؤسسات والمواقع الإسلامية.
أجرى المؤشر العالمى للفتوى جولة تفحصية فى موقع "إسلام ويب" ليكشف عن سبب بروزه بصورة نشيطة على محركات البحث، والعدد الكبير لزوار هذا الموقع الذين يتجاوزون 150 ألف زائر يوميًّا، من أكثر من 150 دولة على مستوى العالم، كما تتراوح عدد الصفحات المفتوحة للموقع يوميًّا بين مليون إلى مليونى صفحة مشاهدة إلكترونية.
وإلى جانب موقع "الويب" الإلكتروني.. كشف المؤشر العالمي للفتوى عن نشاط "إسلام ويب" على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يحرص أن يكون محتواها أكثر سهولة ومعتمدًا أكثر على الصور والانفوجرافات، وفيديوهات الموشن جرافيك، مع وضع رابط الفتوى للاطلاع عليها كاملة على الموقع الرسمي مما يضمن المزيد من التفاعل مع الموقع.
حرص المؤشر العالمي للفتوى على الإشارة لعدد من فتاوى الموقع التي برز خلالها بعض أهدافه الخفية ومنها الخلط بين السياسة والدين، أو فتاوى أخرى منحرفة عن النهج الإفتائي لبعض المؤسسات الدينية العريقة وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية، ومن أمثلتها:
فتوى وردت عبر الموقع سأل خلالها مستفتي حول تشبيه أحد الشيوخ للرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي" بسيدنا يوسف عليه السلام، وكان رد الموقع: "فما قاله هذا الشيخ المشار إليه ليس بمستنكر، ما دام مراده بالتشبيه هذا الوجه المذكور، وما دام وجه التشبيه قد بين، فلا محذور ثم، ونظير هذا مستعمل عند السلف بلا نكير، ونحو هذا ما ذكره أهل السير في قصة أبي مسلم الخولاني، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب: أشبهت خلقي وخلقي. رواه البخاري في صحيحه معلقًا بصيغة الجزم، وأحمد في مسنده، والترمذي، وصححه الألباني. وبه تعلم ألا حرج على هذا الشيخ في التشبيه المذكور على الوجه المذكور".
ومن الفتاوى التي انحرفت عن النهج الإفتائي المتبع في بعض الدول مثل مصر المعتمدة نهج إفتائي معتدل، فتوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تضمنت الفتوى: "الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو بمولد غيره من الناس لم يكن من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه رضوان الله عليهم. وقد تقرر أن العبادة مبناها على التوقيف، وأن الشرع ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن كل عبادة تركها النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضى لها وعدم المانع من فعلها، فتركها سُنة وفعلها بدعة مذمومة".
وبعد هذا العرض للآليات التي يعتمدها موقع "إسلام ويب" لمنافسة المؤسسات الإفتائية العريقة.. وجد المؤشر أنه حاول المنافسة ولم ينجح فيها بعدما كشف حصاده السنوي لعام 2019، أن دار الإفتاء المصرية جاءت في المركز الأول عالميًّا من حيث عدد الفتاوى؛ نتيجة لنشاطها الواضح سواء عبر موقعها الإلكتروني المتضمن 9 لغات أجنبية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيق "دار الإفتاء المصرية" على الهاتف.