ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الولايات المتحدة كانت تستهدف رعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، منذ أكثر من عقد من الزمن، ولكن تم بناء التنظيم الذي أسسه جزئيا على افتراض أن هذا اليوم سيأتي.
وأوضحت الصحيفة تداعيات الموت العنيف لـ«البغدادي»، تحت عنوان "مقتل زعيم التنظيم سيضر بداعش لكنه لن يدمره"، موضحة على لسان محللين أنه من غير المرجح أن يوقف تنظيم داعش والمتعاطفين معه في جميع أنحاء العالم عت محاولات زرع الفوضى والخوف باسم أيديولوجيتهم المتطرفة.
الصحيفة بدورها أكدت أنه في عهد «البغدادي»، كان يتم تسيير تنظيم داعش من تلقاء نفسه، ورغم أنه طالب بالولاء وبني طائفة شخصية من حوله – اعتبره أتباعه قائدًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم – إلا أنه كان مهووسًا بالأمن والمعروف أنه منح المرؤوسين حقًا كبيرًا ومساحة في التصرف بشكل مستقل، موضحة أن الكثير من دعاية التنظيم تقدم تذكيرات بأن قادتها يأتون ويذهبون، لكن تبقى الحركة قائمة.
ولفتت الصحيفة إلى توسيع نفوذ داعش، موضحة أنه «بعد كل شىء، قُتل مؤسس التنظيم وخليفتان له قبل أن يصبح البغدادى قائدًا له وتوسع بشكل كبير فى نفوذ المجموعة في الشرق الأوسط وخارجه».
الخبير الأردني في جماعات التطرف، حسن أبو هنية قال: «بالطبع (مقتله) مهم، لكننا نعرف مما رأيناه من تنظيمات أخرى أن التخلص من القائد لا يعنى التخلص من التنظيم، لقد بنى داعش هيكلا جديدا أقل مركزية، وسوف يستمر، حتى بدون البغدادي».
مسؤولون في المخابرات الأمريكية والعراقية، أوضحوا للصحيفة تدابير البغدادي الصارمة، التي كان يعتقد منها أنه في مأمن بإحاطته بدائرة صغيرة من الاتصالات المباشرة، بما في ذلك الزوجات والأطفال وعدد قليل من الزملاء الموثوق بهم، لافتة إلى أنه كان حذرا في الاتصالات مع العالم الخارجي، مما يعني أن منظمته تعمل بمدخلات قليلة منه، مما يقلل من الآثار العملية لوفاته.
وتوقع عمر أبو ليلى - سورى يرأس شبكة إخبارية نشطة تسمى "دير الزور 24-، أن يؤدي مقتل البغدادي إلى إحباط معنويات بعض المتابعين له، بينما يغضب الآخرين الذين يسعون للانتقام لمقتله، مضيفا: «بعض الخلايا في أوروبا والغرب قد تحاول تنفيذ هجمات لإظهار أنه حتى بدون البغدادي، سنستمر».
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن إعلان ترامب الانتخابي بأن البغدادى "مات كالكلب" في محافظة إدلب في شمال سوريا جاء في وقت أظهر فيه تنظيم داعش علامات إعادة التشكيل فى بقايا الخلافة التي أعلن عنها ذاتياً والتي امتدت من قبل على مساحات من سوريا والعراق قبل أن تدمرها القوات التي تقودها الولايات المتحدة في مارس.
ولكن حتى عندما تراجعت الحملة العسكرية في خلافة داعش، كانت المجموعة تتفرّع وتؤسس وتدعم الامتيازات الجديدة وتوطد العلاقات في أفغانستان وليبيا والفلبين ونيجيريا وأماكن أخرى.
ورغم أن الفروع اتبعت أيديولوجية التنظيم، إلا أنها عملت إلى حد كبير بشكل مستقل ، حيث كانوا يخططون لشن هجمات على قوات الأمن المحلية ، والسيطرة على أراضي أو أجزاء من المدن ومحاربة الجماعات المتطرفة الأخرى من أجل الموارد. واعتبر معظمهم في المقام الأول تهديدات لبلدانهم أو لجيرانهم، لكن المسؤولين في الولايات المتحدة قلقون من أن بعض الامتيازات ، مثل تلك الموجودة في أفغانستان أو ليبيا ، يمكن أن تشرف على الهجمات في الغرب.