وثائق تكشف دور «بي بي سي» في الحروب السرية

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019 05:00 م
وثائق تكشف دور «بي بي سي» في الحروب السرية

أرسلت الخدمة الأوروبية لهيئة الإذاعة البريطانية الشفرات بانتظام إلى العملاء السريين وجماعات المقاومة في البلدان التي تحتلها ألمانيا.

وكانت مهمة صعبة لعدد من الأسباب لسبب واحد، سيتم العبث ببرامج هيئة الإذاعة البريطانية إذا اضطرت إلى تضمين الكثير من الرسائل غريبة الصياغة في نصوصها. ومن ناحية أخرى، حرصت الحكومات المنفية من جميع أنحاء أوروبا والتي اجتمعت في لندن على استخدام خدمة اللغات الخاصة بهيئة الإذاعة البريطانية لإرسال رسائلها ودعايتها الخاصة، إلى جانب وجود الأجندات الخاصة لكل من الهيئة السياسية للحرب ومختلف إدارات الخدمات السرية الحكومية.

 

ولضمان عدم تلقي هيئة الإذاعة البريطانية لرسائل مضللة من قبل عملاء العدو، تم تقديم نظام تفصيلي للشفرات الرمزية وتسليم البريد يدويًا وفحوصات للأمان. فقد ذلك ضروريًا عندما أراد “الفرنسيون الأحرار” في لندن تحمل مسؤولية توجيه نشاط المقاومة في وطنهم. حيث حددت وثيقة ترتيب الرسائل الموجهة إلى المقاتلين الفرنسيين والمتفق عليه مع هيئة الإذاعة البريطانية، والتي تم تنسيقها وتمريرها من قبل مسؤول العمليات الخاصة (SOE) أو جهاز المخابرات السرية (SIS) أو MI6.

 

كانت الرسائل المشفرة عادة ما تكون في الواقع مكونة من بضع عبارات ضمن نصي وكانت تُدرَج في النصوص المكتوبة للبرامج أو في نشرات الأخبار الأجنبية. عرضت وثيقة أخر ضمن أرشيفات هيئة الإذاعة البريطانية المكتوبة، للرسائل المشفرة إلى المقاومة الفرنسية والتي تم بثها في ليلة 5 يونيو من عام 1944عشية إنزال نورماندي، حيث كانت عبارة “دلِّلْني على مَهَلٍ” بمثابة إشارة انطلاق  وبدء الاجتياح في فرنسا.

وإلى جانب الرسائل المنطوقة، لعبت الموسيقى دورها، فيما تكشف وثيقة أخرى عن الرسائل السرية التي كانت تبُث إلى بولندا. وشمل ذلك مشاركة ممثلي الحكومة البولندية، “وتحت الاسم الحركي “بيتر بيتركين”، أمدَّ أحد ممثلي الحكومة فريق بي بي سي بقطعة خاصة لكي تذاع عقب خدمة الأخبار البولندية.”

أليك ساذرلاند، الذي كان يتولى الإشراف على استخدام الموسيقى في نهاية نشرات الأخبار، كانت مهمته التأكد من بث مواد بعينها، حتى تى ولو لم تكن حالة اسطواناتها جيدة، يقول”:

وشملت وثائق بي بي سي المكتوبة عن العديد من المذكرات السرية تتضمن شكاوى من نسيان المذيعين لتشغيل التسجيلات أو بث المقطع الخطأ من التسجيل، وفي كل مناسبة، كان يُخشى من أن تتأثر العمليات الخاصة للخطر.

وفي الحديث عن نمط التنسيق بين هيئة الإذاعة البريطانية وأجهزة المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، يصف "أوين ريد" كيف تم تجنيده فجأة أثناء تواجده في مكتب بي بي سي بالقاهرة من قبل جهاز المخابرات، إرساله في مهمة خاصة بالبلقان: "جاء لي رجل مرتدياً بزي كولونيل وأخبرني أنه لا يمكنه إخباري بالكثير عن الأمر، ولكن لن يكون لديّ أي هُوية  وأنه أمر سري للغاية، وإذا كنت مهتمًا، برجاء الذهاب إليه في صباح اليوم التالي. وقد فعلت ذلك، كان مردياً زي البحرية البريطانية، وكانت هناك تشكيلة غريبة من الناس حوله تضمنت مدنيين وعسكريين وطياري السلاح الملكي، وأخبرني أن هذه واحدة من المنظمات المختلفة التي تخترق أوروبا المحتلة، مثل SOE الأكثر شهرة، ولكن تلك منظمة أقل شهرة ولكنها أكثر كلاسيكية".

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق