حكاية ضابط اتهمه أردوغان بالمشاركة في مسرحية الانقلاب والتخلص منه في العدوان على سوريا
الإثنين، 21 أكتوبر 2019 02:00 ص
الكذب مالوش رجلين يا أردوغان... هذا هو لسان حال كل من تابع الاتهامات الكاذبة التي وجهها الرئيس التركي لأحد الضباط بالاشتراك في مسرحية الانقلاب الهزلية في 2016، حيث قام بالدفع بنفس الضابط ليشارك فى العدوان التركي على سوريا، ليسقط قتيلا، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت السلطات تدفع الجنود غير المرغوبين فيهم إلى الأماكن الخطيرة من أجل التخلص منهم.
وتبين أن الملازم أول شلبي بوزكييك، الذى قتل فى سوريا، كان قد تم اعتقاله بدعوى تورطه فى المحاولة الانقلابية فى الخامس عشر من يوليو عام 2016 ولا تزال تحقيقاته مستمرة، حسبما كشفت صحيفة زمان المعارضة لنظام التركى.
وتبين أن"بوزكييك"، الذى قتل فى اليوم السادس من عملية نبع السلام فى شرق الفرات، كان قد اعتقل فى السادس عشر من يوليو عام 2016 داخل وحدته في مدينة أورفة بتهمة “خيانة الوطن” مثلما حدث مع الآلاف من أفراد الجيش التركي.
مكث بوزكييك 15 يوما داخل المعتقل وهو مقيد الأيدين واتهمه نظام أردوغان بالقرب من حركة الخدمة التى تم تصنيفها تنظيما إرهابيا انطلاقًا من أغراض سياسية بصورة مخالفة للدستور والقانون، وكانت تحقيقاته لا تزال قائمة بتهمة “الانتماء لتنظيم إرهابى".
وأكد أحد معارفه أن بوزكييك تخرج من المدرسة الحربية البرية عام 2014، ثم توجه إلى مدينة شانلي أورفة في أول تكليف له، وشارك بوزكييك في العمليات العسكرية ضد الإرهاب عام 2015 ببلدتي سور ونصيبين، ومن ثم أصابه طوفان اتهامات الإرهاب عقب المحاولة الانقلابية المدبرة من قبل الحكومة من أجل الاستفادة من نتائجها، وتم اعتقاله.
ونقل أحد أصدقائه ما رواه له بوزكييك عما عايشه في تلك الفترة قائلا: "تمت معاملته كخائن للوطن، وأخلى القاضي سبيله لكن المدعي العام عاود اعتقاله، ظل داخل المعتقل لفترة، ثم خضع للمحاكمة، صادروا هاتفه ومن ثم أخلوا سبيله وجاء إلى هنا" إشارة إلى شمال سوريا.
وبحسب صحيفة زمان، ففي الوقت الذي كان يتوجب فيه منح بوزكييك رتبة ملازم أول في عام 2017 حُرم هذا الحق بسبب تحقيقات "الانتماء لتنظيم إرهابي" التي أجريت بحقه، ولا تزال الدعوى القضائية التي رفعتها نيابة مدينة كيريكالي قائمة.
وبعد نحو عام تمكن بوزكييك من الحصول على رتبة ملازم أول، لكن هذه المرة تم إقصاؤه وإرساله إلى المناطق الخطرة باستمرار.
وفي الخامس عشر من الشهر الجاري قتل بوزكييك، الذي صنفته السلطات التركية إرهابيا قبل ثلاث سنوات، وتم إقصاؤه رغم عودته إلى منصبه، خلال العملية العسكرية التي يشنها نظام أردوغان على شمال شرق سوريا.
وتم تعليق العلم التركي أمام منزل بوزكييك الذي يبلغ من العمر 27 عاما وهو ابن لعائلة في كيركالي تضم طفلين. ووارى بوزكييك الثرى في مسقط رأسه.
جدير بالذكر أن صحف بريطانية، نشرت اتهامات وجهها محققون دوليون لتركيا، بضلوعها فى تنفيذ هجمات باستخدام الفوسفور الأبيض المحظور دوليا، ضد المدنيين الأكراد.
وكشفت التحقيقات التى نشرت تفاصيلها صحف بريطانية كالتايمز والجارديان، أدلة على استخدام تركيا للفوسفور، المصنف فى قوائم الأسلحة الكيماوية، خلال عمليتها فى الشمال السورى.
وتناقلت وسائل إعلام دولية صورة الفتى محمد البالغ من العمر 13 عاما، من سكان تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وآثار الحروق منتشرة في جسده.