بعد ما يقرب من 80 عاما.. "أسمهان" متورطة بسرقة أشهر أغانيها
الجمعة، 18 أكتوبر 2019 07:00 ص
"يا حبيبي تعال الحقني شوف اللى جرى لي.. من بعدك
سهرانة من وجدي بناجي خيالك.. مين قدك.. وأنا كاتمة غرامي.. وغرامي هالكني
ولا عندي لا أب ولا أم ولا عم أشكي له.. نار حبك"
كلمات طالما تغنى بها المصريون في سهراتهم الرومانسية، وأنصتوا إليها جيدًا إعجابا بلحنها وتوافقًا مع أمزجتهم العاطفية، وغالبًا ما نسمعها في مقاهي "الأنس والمزاج" الشعبية التي تعتبر مقرًا لتجمعات الأحباب والأصدقاء، ونادرًا عندما نجد شخصًا لا يحرك لسانه شدوًا بكلماتها.
تلك الأغنية التي دامت محل إنصات وإعجاب طوال عقود طويلة، ومثلت إرث شعبي وتراث فني مصري نفتخر به، والتي كانت سببًا للإشادة بمغنيتها الفنانة أسمهان ومؤلفها الكاتب أحمد جلال، وملحنها الموسيقار مدحت عاصم، أضحت الأن محل جدل وضجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولكن ليس شدوًا وإشادة بها كالسابق، وإنما تشكيكًا في ملكيتها وأحقيتها للصناع المصريين.
واقعة طريفة تسببت في إثارة الضجة والتشكيك في الأغنية، فقد انتشر مؤخرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي تسجيلات للحن مماثل للحن الأغنية المذكورة، ما دفع الرواد لاتهام مسجلي هذه الأغنية بسرقة التراث الفني المصري والتي صدرت عام 1940، إلا أن هناك مفاجأة فجرها الكاتب العماني، سليمان المعمري، موضحًا أن اللحن ليس مصري الأصل وإنما هو مماثل للحن أجنبي لأغنية تدعى "اليتيم الصغير" تم تسجيلها عام 1930.
ويقول المعمري عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لطالما أعجبت بأغنية "يا حبيبي تعال الحقني" لأسمهان، ولحنها المميز الذي كان مختلفا عن السائد من الألحان العربية في عصرها. وكنت أتساءل من مدحت عاصم هذا الذي استطاع أن يقدم مثل هذا اللحن الشجي في أوج عطاء ملحنين عظماء كعبدالوهاب وزكريا أحمد والسنباطي، (جوجل يقول إن الأغنية أنتجت سنة 1940 أي قبل رحيل أسمهان بأربع سنوات فقط).
وأضاف، صدمني صديق بأن هذا اللحن منقول حرفيا من أغنية بالإسبانية عنوانها "اليتيم" وضعت في اليوتيوب سنة 2013 مع إشارة تقول إنها من تسجيلات عام 1930 في نيويورك.
وأكد الكاتب العماني، أن بحثه أوصله لنتائج حول ملكية لحن الأغنية الأصلي، موضحًا أن الممثلة ماري كويني كانت قد غنت هذه الأغنية قبل أسمهان عام 1936 في فيلم "زوجة بالنيابة"، وأن المخرج والممثل أحمد جلال، زوج ماري كويني، قد كتب الأغنية خصيصًا لزوجته، ثم قدمتها أسمهان بعد ذلك وتألقت بها حتى كاد ينطمس ارتباط الأغنية بماري كويني.
ويرجح سليمان المعمري، أن أسمهان قد تكون بريئة من سرقة الحقوق والانتحال، مشيرًا إلى أنه من الجائز أن تكون أسمهان قد استأذنت ماري كويني التي سجلت الأغنية قبلها، معلقًا: " وإذن، فربما كانت أسمهان بريئة من الانتحال، إذ لا بد أنها استأذنت من المنتحلة الأصلية (ماري كويني). كويني هي المذنبة. ولكن مهلا. ربما كانت ماري بريئة من الانتحال هي الأخرى، فلعلها لا تعرف أن زوجها "لطش" لحن الأغنية الأسبانية ونظم على أنغامه كلمات عربية يتضح لسامعها بدون كبير عناء أنها كلمات مركبة. ولكن مهلا من جديد. هذا هو مؤلف الكلمات وليس الملحن. سأفترض اذن أن أحمد جلال طلب بصفته مخرج الفيلم من ملحن مغمور اسمه مدحت عاصم أن يلحن له لحنا راقصا يصلح للفيلم. لماذا لجأ لملحن شاب لم يتجاوز عمره 27 عاما حينها؟. الجواب واضح وضوح الشمس: البخل والتقشف. إنه فيلم عائلي بامتياز. أحمد جلال هو المؤلف والبطل والمخرج. تشاركه البطولة آسيا داغر خالة زوجته التي تشارك في البطولة هي الأخرى. كل هذا لكي لا يدفع المنتج مالا إضافيا. من المنتج؟. آسيا داغر لا سواها بشركتها "لوتس" كما يقول تتر الفيلم، والذي يخبرنا أيضا أن المونتاج اضطلعت به ماري كويني!.. يا للشح!. إنه يريد أيضا لحنا مميزا من ملحن شاب مغمور كي يضمن أن يكون أجره زهيدا، وربما فرض عليه أن يفرغ منه في فترة محدودة. لم يجد هذا الشاب المسكين حلا إلا أن ينتحل، فسرق اللحن الإسباني وسلمه للمخرج، الذي واصل بخله ولم يكلف نفسه طلب كلمات الأغنية من شاعر جيد وإنما قرر هو تأليفها بنفسه ترشيدا للنفقات، فكان أن هرع إلى مطبخ شقته وهو يكلم نفسه: "لازم الأغنية تتغزل في جمالي وطعامتي بما أني بطل الفيلم" وهناك تلبسه الجني الذي كان يتلبس شعروري الجاهلية، فكتب على لسان البطلة"
الاسم الحقيقي لأسمهان هو "آمال الأطرش"، وهي مغنية وممثلة مصرية من أصل سوري، وشقيقة الموسيقار والمطرب، فريد الأطرش.
وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها. والدها فهد الأطرش، من جبل الدروز في سوريا، وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر، ولديها شقيقان هما فؤاد وفريد، وقادها الأخير إلى عالم الفن، لتصبح من ألمع نجوم مصر والعالم العربي في الغناء.
ومن أبرز أفلامها: "يوم سعيد، انتصار الشباب وغرام وانتقام"