بعضها كافيهات وصالات ألعاب.. «سناتر الدروس الخصوصية» سرطان ينهش جسد التعليم
الخميس، 17 أكتوبر 2019 07:00 مإبراهيم الديب
على الرغم من الجهود التي تسعى وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذها لمواجهة شبح الدروس الخصوصية سنويا وحماية أولياء الأمور من أعبائها إلا أنها لاتزل سرطانا يمتص دماء الأسرة المصرية، وباتت تلك المراكز المنتشرة فى القاهرة الكبرى، أخطر الأشباح التي تهدد ميزانيات أولياء الأمور، خاصة بين طلبة الشهادات المختلفة، وتتزايد أزمة هذه الظاهرة مع بدء ماراثون الامتحانات، وهي الفترة التي تعد أكثر مايؤرق مضاجع الأهالي.
وكثيرا ماتسببت تلك الظاهرة في إحداث نسبة كبيرة من حالة الترهل الذي يعاني منه جسد التعليم المصري، وتدني مستوى خريجيه، خاصة بعدما انصرف الطلاب عن الشرح والتركيز والفهم داخل الفصل المدرسي، معتمدين على تحصيل المعلومات أثناء حصص الدروس الخصوصية الأمر الذي تسبب في انهيار منظومة التعليم من جانب، وهيبة ومكانة المعلم من جانب آخر، وأضحت المدرسة لا فائدة من ورائها أو التواجد فيها، وباتت الدروس الخصوثية شبحا يورق مضاجع أولياء الأمور ويزيد من معاناتهم اليومية طوال فترة الدراسة، فضلاً عن الضغط النفسي الذي تعيشه خلالها فتثقلهم بأعباء مالية ضخمة قد لاتتحملها أسر أخرى، وبالتالي لايتمكنون من الحصول على نفس القسط من المعلومات والفهم الذي يتلقاه النوع الأول، وانصراف جناحي العملية التعليمية عن المدرسة.
وعادت من جديد مشاكل مراكز الدروس الخصوصية بعد انتشارها بشكل كبير بجميع المحافظات، خاصة بالقاهرة والجيزة، حيث توجه الكثير فى الاستثمار بفتح مراكز للدروس الخصوصية وتنظيم العمل بها لتدر عليه دخلا كبيرا، من خلال إضافة أنشطة أخرى إليها تشبه الكافيهات من خلال تقديم أنواعا من المشروبات والأطعمة، كما أضاف البعض إليها صالات للألعاب والترفيه.
وزادت وتيرة وحدة مشكلات تلك المراكز لاسيما مع عجز وزارة التربية والتعليم عن مواجهتها، فى ظل عدم اتخاذ إجراء مشدد ضد المعلمين الذين يعملون بتلك المراكز مما يؤثر على العملية التعليمية بالمدارس وجودتها، وهو ما ظهر جليا في شكاوى العديد من المواطنين من تسبب مراكز الدروس الخصوصية، فى إزعاجهم بشكل كبير، خاصة أن تلك المراكز تستقبل الآلاف من الطلاب بشكل يومى مما حول حياتهم لكابوس مزعج.
ورصد «صوت الأمة» شكاوى بعض أهالي القاهرة والجيزة من سناتر الدروس الخصوصية وماتسببه من إزعاج لهم، حيث شكى سكان شارع التعمير المتفرع من شارع زهير صبرى بحى شرق مدينة نصر، من مخالفات مركز للدروس الخصوصية بنفس الشارع، والذى يعمل على الرغم من إصدار عدد كبير من قرارات الغلق الإدارى له.
وقال أكرم المصرى، أحد سكان الشارع، إن المركز يعمل ليل نهار ويسبب إزعاجا لكل سكان الشارع وليس سكان العقار فقط، نظرا للإقبال الكبير من الطلبة عليه، والتسبب فى غلق الشارع بسيارات المترددين على المركز، موضحا أنه على الرغم من تكرار شكاوى السكان من مخالفات المركز، واصدار أكثر من 5 قرارات غلق له، إلا أنه مازال يعمل على مرأى ومسمع من الجميع، مطالبا باتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وتابع قائلا: «المكان من الساعة الرابعة حتي بعد منتصف الليل مغلق من السيارات وسوء أخلاق من الطلبة واحنا محبوسين مش عارفين ندخل ولا نخرج وكل يوم خناقة لأنهم أغلقوا جراجات الشارع».
وفى السياق ذاته شكا أهالى شارع عز الدين المتفرع من شارع الهرم، بحى العمرانية فى الجيزة، من تحويل الدور الأرضى بأحد عقارات الشارع إلى تجارى وفتح سنتر للدروس الخصوصية، وهو ما أزعج السكان، وقال أحدهم، إن مالك العقار، حول الدور الأرضى لسنتر دروس خصوصية، وهو ما سبب إزعاجا كبيرا لسكان الشارع وليس سكان العقار فقط، وطالب السكان محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفة، وغلق مركز الدروس الخصوصية المخالف.
وكشف المهندس إبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أن هناك عدد كبير من مراكز الدروس الخصوصية ملحق بها كافيهات من الداخل وصالات للألعاب وألعاب الفيديو، وهو ما يوضح أن الهدف الرئيسى من تلك المراكز هو الاستثمار بغض النظر عن المشاكل والكوارث التى ممكن تحدث بها فى ظل ضعف الإجراءات القانونية ضد من يزاولها.
وأوضح نائب محافظ القاهرة، أن القانون يلزم الأحياء بغلق تلك المراكز تحت بند تحويل النشاط السكنى إلى تجارى والمشكلة تحتاج إلى تعديل لحلها بشكل قطعى، مشيرا إلى أنه عند اتخاذ الإجراء القانونى يعيد مالك المركز فتحه ويتم اتخاذ إجراء أخر ضده وهو محضر إعادة فض الشمع وهذه قضية بها حبس وغرامة، ولكن يتم دفع الغرامات بعد فترة كبيرة من عمل المحضر ويستمر النشاط ويستمر الحى فى الغلق وهكذا، مشيرا إلى أنه تفاجئ بما شاهده فى أحد مراكز الدروس الخصوصية أثناء عمله رئيس حى، خلال إحدى الحملات لغلق المراكز، حيث وجد تجهيزات على أعلى مستوى وصالة ألعاب وفيديو جيم، وكافيه بالإضافة إلى قاعات الدروس وهذا لزيادة الدخل والتربح.
من جانبه أكد خالد حجازى وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أن المديرية تتعامل مع مراكز الدروس الخصوصية بإبلاغ المحافظة لغلقها نظرا لتحويل النشاط من سكنى إلى تجارى، مؤكدا أن القانون جرم الدروس الخصوصية، لذلك من يتم ضبطه من المعلمين يعطى دروسا خصوصية يتم تحويله للشئون القانونية بالمديرية وإبلاغ التهرب الضريبى، وهناك عقوبات بوقفه عن العمل.