في مهرجان العسل المصري.. غياب واختفاء النحل يثير القلق
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 10:00 ص
ألْبِرْت أينْشتاين
النحل في مصر يختفى تدريجياً
منذ نصف قرن تقريباً، كانت خليّات النحل، تنتشر في الريف المصرى، بالقرى والنجوع والعِزب، وكانت لا تخلو قرية، من عشرات البيوت، التي تُربّى النحل ولديها خليّات نحل العسل، وفى بداية السبعينات، ونتيجة لهجمات دودة القطن على المحصول، في تلك الفترة، فقد بدأت مصر، في استخدام طائرات رش مبيدات مكافحة الآفات، لحماية الذهب الأبيض وقتها، والذى كانت تزرع منه مصر حينها، حوالى مليون ونصف المليون فدان، وفى هذا التوقيت، حلّت المُصيبة بثروتنا القومية من نحل العسل، ونفقت منه أعداد وكميات كبيرة جداً، ومن المؤسف أن نفوق النحل، بهذه الأعداد والكميات الهائلة، في مصر والعالم، جاء بعد تحذير أينْشتاين، بحوالى 15 عاماً من وفاته، فى 18 أبريل عام 1955، وكانت مصر وقتها تمتلك ثروة قومية هائلة من النحل، تُقدّر بحوالي 4 ملايين خليّة نحل، وعلى جانب آخر كان الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، قد أكد في تصريحات صحفية، أن الحكومة تولى الاهتمام بقطاع النحل، مستشهداً على ذلك بصدور أول قرار وزارى رقم 1325 لسنة 2018، لتنظيم مشروعات إنتاج وتربية النحل ومنتجاتها فى الأراضى القديمة والجديدة، وأشار إلى أن مصر تمتلك ثروة هائلة، من خليّات نحل العسل، تبلغ حوالى 2 مليون خلية حالياً، وهى الأعلى فى الوطن العربى.
منحل وسط الزراعات
مهرجان العسل المصرى
ومن ناحيته، أكد المهندس فتحى بحيرى، رئيس اتحاد النحالين العرب، لموقع"صوت الأُمّة"، إن الهدف من تحديد يوم لإقامة مهرجان العسل المصرى، هو رفع الوعي العام بأهمية نحل العسل ومنتجاته، وجميع منتجات خلية النحل وأدوات ومستلزمات تربية النحل، حيث سيتم عقد ندوات علمية متخصصة لمربي النحل، ولعرض أحدث ما توصل إليه العلم في مجال إنتاج العسل ومقاومة الآفات، وكذلك محاضرات للشباب عن تربية النحل الحديثة والجدوى الاقتصادية لمشروعات تربية النحل، مشيراً إلى أن معظم دول العالم المنتجة للعسل، تحتفل سنوياً بيوم العسل، فهناك مهرجان العسل الروسي، واحتفال سلوفينيا بيوم العسل، كما تحتفل السعودية سنوياً بمهرجان العسل الدولي في الباحة، مشيراً إلى أن هذا المهرجان، سيفتح أسواق جديدة للمنتجين، بجانب جذب السياح والمهتمين بصناعة نحل العسل، من الدول العربية والإفريقية ومختلف دول العالم، وأن المهرجان سيحضره خبراء وعلماء، إلى جانب العاملين بمجال تربية النحل وإنتاج العسل أو "النحالين"، وسيكون هذا المهرجان والمؤتمر، عن العسل المصرى وأذواق المستهلكين، أمّا عن التهديد الخاص باختفاء النحل، على مستوى مصر والعالم، فقد حضرنا مؤتمراً عالمياً منذ أيام، ضم خبراء وعلماء، من مختلف دول العالم، وقد تناولنا بالتفصيل هذه التحذيرات، وكيفية مواجهة وعلاج هذه الأزمة، من خلال بحوث ودراسات وتوصيات لعلماء وخبراء معنيين بالنحل وعسل النحل.
النحل وقرص العسل
العسل فى مقابر الملوك القُدامى
وعلى مستوى دعم وتطوير تربية النحل، وإنتاج العسل في مصر، تفتتح الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، فى الحادية عشرة والنصف، من صباح بعد غدٍ الأربعاء، أول مهرجان لعسل النحل المصرى، تحت رعاية وزارة الزراعة وجامعة الدول العربية، والذى يستمر لمدة 3 أيام، بحديقة الميريلاند بمصر الجديدة، وسيشارك فى المهرجان خبراء وعلماء ومسئولين، من مصر والسعودية واليمن والأردن والعراق وسلطنة عُمان وليبيا وتونس ورواندا، وعدد من كبريات الشركات العاملة فى مجال النحل.
منحل فى الزراعات
و من جانبها، قالت الدكتورة منى محرز، إن المهرجان يجمع منتجي العسل في مصر، للتأكيد على أهمية دور النحل في التوازن البيئي، ولرفع الوعي المجتمعي، وأهمية العسل كمُنتِج غذائى ودوائى عالي القيمة الغذائية، كما أن النحل يساعد المزارعين في نقل حبوب اللقاح، والتي تسهم في زيادة انتاجية المحاصيل الزراعية ،وأضافت نائب وزير الزراعة، أنه سيتم بحث توفير قروض لشباب الخريجين، الراغبين فى إنشاء مناحل، حيث تُعد أحد أهم الأنشطة الاقتصادية الواعدة، من خلال تعريف الشباب بصناعة وتربية نحل العسل وعوائدها الاقتصادية، لفتح أسواق جديدة للمنتجين، وأشارت منى محرز إلى أن مصر ذُكرت فى التوراة بأنها بلاد اللبن والعسل، وذكر القرآن الكريم العسل بأنه ( فيه شفاء للناس )، إلى جانب أن الفراعنة كانوا يضعون العسل فى مقابر الملوك، لطرد الأرواح الشريرة، حيث تم اكتشاف العديد من الحفريات والأوانى، فى قبور الفراعنة، وبها عسل نحل، وكانت مغطاة ومحتفظة بطعمها حتى اكتشافها .
النحل حول قرص العسل