ضرب عصفورين بحجر.. عملية نبع السلام مخطط أردوغان الجديد لزرع داعش في سوريا وإزعاج العرب
الإثنين، 14 أكتوبر 2019 06:00 ص
شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملة عسكرية موسعة يوم 10 أكتوبر، اجتاحت شمال سوريا، تحت أسم عملية نبع السلام، ومما لا شك فيه أنها إحدى مخططات السلطان العثماني للسيطرة على دول المنطقة العربية، والتي يسعى إلى تنفيذها منذ وصوله إلى الحكم في عام 2014، والتي بدأها بدعم التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة ومنهم تنظيم داعش وجماعة الإخوان الإرهابية، داخل العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا، وإمدادهم بالأسلحة المتطورة والأموال اللازمة من أجل تنفيذ عملياتهم الإرهابية داخل تلك الدول، طمعا في ضمها إلى سلطنته المزعومة وإخضاعها تحت سيطرته المباشرة من ناحية، وأيضا للاستيلاء على خيراتها من أبار بترول وحقول غاز من ناحية أخرى، إلا أن عملية نبع السلام العسكرية التي شنها جيش الاحتلال التركي على شمال سوريا كانت كمن يضرب عصفورين بحجر واحد.
تمركز الاكراد في سوريا والعراق
عملية نبع السلام.. لماذا يضرب أردوغان شمال سوريا
يتمركز «الأكراد» في شمال سوريا، بأعداد كبيرة، وهم عرق مسلم سني، ينتشرون في الكثير من الدول العربية، خاصة العراق وسوريا، إلا أن لهم جذور تركية في الأساس، ولهم امتداد عرقي داخل الأراضي التركية، وكانوا بمثابة الصداع في رأس أردوغان، لما لهم من كيانات سياسية لها شعبية كبيرة داخل تركيا، من خلال حزب العمال الكردستاني المعارض.
عملية نبع السلام
تاريخ الأكراد في الوطن العربي
يتمركز الأكراد، في شمال الشرق الأوسط، ويٌعرف إقليم «كرديا» بأنه كردستان الكبرى، ويمتد تواجدهم أيضا إلى أرمينيا، لكنهم ينتشرون بكثرة في الدول العربية في منطقة الخليج، فيوجد منهم 71 ألف نسمة في الكويت، 19 ألف نسمة في لبنان، 5 آلاف نسمة في العراق، كما يعيش حوالي 17 ألف نسمة في إقليم جورجيا، 20 الف نسمة في روسيا، نصف مليون في ألمانيا، و83 ألف نسمة في فرنسا، وأخيرا 72 الف نسمة في هولندا، وبالرغم من ذلك فإن الأكراد يعدون أكبر قومية عرقية لا تملك دولة مستقلة أو كيانًا سياسيًا موحدًا يعترف به العالم.
أثير الجدل حول الشعب الكردي، منذ نشأتهم، ولا يعرف لهم مستقبلا سياسيا، خاصة مع بداية اندلاع أزمتهم عقب حرب الخليج الثانية، واجتياح الولايات المتحدة الأمريكية للأراضي العراقية، التي كانوا يتمركزون فيها بكثرة، وتغيير خريطة المنطقة العربية مع تشكيل أمريكا، لمنطقة حظر الطيران التي أدت بدورها إلى نشأة إقليم «كردستان» في شمال العراق، مع الحدود السورية الشمالية.
يتمركز الأكراد، في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، مع المناطق الحدودية التركية، بأعداد كبيرة في مناطق«عين العرب، تل أبيض، رأس العين، عامودا، الدرباسية، خشام، شرق نهر الفرات، عين عيسى، منيج، عفرين»، ودعمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، بالأموال وأمدتهم بالسلاح، والتدريب، كجزء من الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، من خلال قوات سوريا الديموقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب.
تمركز الاكراد في سوريا والعراق
وجاء قرار الولايات المتحدة الأمريكية، بسحب قواتها من شمال شرق سوريا، ليفتح المجال أمام تركيا، لشن هجوما على القوات الكردية «قوات سوريا الديموقراطية»، و«قوات حماية الشعب»، مما يمكن رجب أردوغان، من تنفيذ مخططه بإقامة منطقة أمنة له، تمتد لمسافة 32 كم في سوريا، لدفع مقاتلي وحدات حماية الشعب الذين تعتبرهم تركيا، «إرهابيين»، بعيدا عن الحدود التركية، وإعادة ملايين الاجئين السوريين مرة أخرى، وتحت لواء وتصرف 400 الف من مقاتلي داعش وأسرهم، ممن تخطط أنقرة إلى إعادة دمجهم مرة أخرى داخل المجتمع المدي، وبهذا المخطط يصل المحتل التركي رجب أردوغان، إلى تنفيذ مخططه الجهنمي و«يضرب عصفورين بحجر واحد»، بالخلاص من صداع الأكراد داخل تركيا، والتخلص من اللاجئين السوريين الذين أصبحوا عبئا عليه في ظل أزمته الاقتصادية، وأيضا يعيد استخدام فزاعة تنظيم داعش في كل الأوقات.