الممر يعيد لمة المصريين حول التليفزيون
السبت، 12 أكتوبر 2019 10:00 م
الشركة المتحدة تذيع الفيلم على قناتى ON E وDMC وتهديه للتليفزيون المصري
اقتربت الساعة من العاشرة مساءً، فتجمع أفراد الأسرة حول شاشة التليفزيون فى انتظار الانطلاقة الأولى للملحمة البطولية العسكرية «الممر» على شاشة قناة ON E، مساء الأحد الماضى، كان هذا هو حال ملايين الأسر المصرية التى استردت مرة أخرى علاقتها بالتليفزيون، فمع اختلاف الأعمار السنية داخل كل أسرة، وأيضا الثقافات والتوجهات، اتحد الجميع فى هذه اللحظة لهدف واحد، وهو مشاهدة الفيلم الذى يحكى واحدة من الملاحم البطولية التى سطرها أبطالنا على الجبهة، وهم فى طريقهم لاسترداد الأرض التى اختطفها العدو فى لحظة سهو مرت بمصر.
التفت الأسر المصرية لمشاهدة العرض الأول لفيلم «الممر»، جلس الجميع مشدودين لأحداث تحكى جزءا بسيطا من بطولات العسكرية المصرية التى لم تخضع ولم تيأس تحت وقع الصدمة التى ألمت بالبلاد بعد نكسة 1967 فلم تمتد الغفلة طويلا، بعدما لملمت مصر جراحها سريعا، وأعادت بناء جيشها وتماسكها الداخلى، وبدأت فى اليوم التالى للنكسة حربا هى الأشرس، والملقبة بحرب الاستنزاف، الذى يحكى فيلم «الممر» جزءًا منها، وهى الحرب التى مهدت الطريق لانتصار السادس من أكتوبر 1973 لأنها أزالت الرهبة من القلوب، كما كشفت حقيقة الوهم الذى حاول الإسرائيليون أن يزرعوه فى قلوبنا قبل عقولنا، بأنهم الجيش الذى لا يقهر.
الفيلم العبقرى من إخراج وتأليف شريف عرفة، وإنتاج هشام عبد الخالق، بطولة أحمد عز، وأحمد رزق، وإياد نصار، وأحمد فلوكس، ومحمد فراج، وأحمد صلاح حسنى، ومحمد الشرنوبى، ومحمد جمعة، ومحمود حافظ، وأمير صلاح الدين، وأسماء أبو اليزيد والوجه الجديد ألحان المهدى، وضيوف الشرف هند صبرى، وشريف منير، وأنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم، وموسيقى تصويرية عمر خيرت، وحقق الفيلم ثانى أعلى الإيرادات فى موسم عرضه فى عيد الفطر 2019.
بعد دقائق من العرض الأول، تصدر الفيلم قائمة الأكثر تداولا عبر موقع «التدوينات» القصيرة «تويتر»، فتفاعل معه ملايين المصريين والعرب الذين حرصوا على مشاهدة فيلم الممر، ووصل تعلق البعض به أن أعادوا مشاهدته مرة أخرى بعد عرضه على قناة DMC والتليفزيون المصرى، حيث قامت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإهداء فيلم الممر للتليفزيون المصرى وعرضه بإحدى القنوات الأرضية فى يوم السادس من أكتوبر، وإعادة عرضه مرة أخرى على إحدى قنوات التليفزيون المصرى الفضائية أمس الجمعة، كما إن الفيلم سيكون متاحاً عبر منصة watch it الإلكترونية.
واستطاع فيلم «الممر» أن يعيد شغف الجمهور المصرى للأفلام الوطنية بعد سنوات طويلة من مشاهدة نفس الأفلام التى تناولت حرب أكتوبر والنصر العظيم للجيش المصرى، ولم تشهد كل السنوات الماضية صناعة فيلم عن الحرب بهذه الحرفية التى كشفت إحدى بطولات الجيش المصرى قبل انتصارات أكتوبر المجيدة، إلى أن جاء فيلم الممر الذى تناول حرب الاستنزاف، وهى مرحلة مهمة فى تاريخ العسكرية المصرية، ومهدت لحرب أكتوبر المجيدة.
لأول مرة منذ سنوات وجد الجمهور نفسه أمام فيلم وطنى جديد فى يوم احتفالات السادس من أكتوبر بعدما حفظوا أفلام «الرصاصة لا تزال فى جيبى» و «الطريق إلى إيلات» و «أغنية على الممر» وغيرها من الأفلام المعتاد عرضها فى هذا اليوم، والتف الجمهور المصرى حول شاشة التليفزيون، وبعد انتهاء العرض حدثت حالة انبهار من قبل الجمهور المصرى بطريقة تنفيذ الفيلم، وكيفية تناول حرب الاستنزاف وأداء النجوم المشاركين فى البطولة، واعتبروه من الأعمال الوطنية التى ستعيش لفترة طويلة.
الفنان أحمد صلاح حسنى، قال: «شرف كبير لى أن أكون واحدا من ضمن أبطال هذا العمل العظيم.. فيلم للأجيال القادمة.. الممر»، وعبر عن سعادته بردود الأفعال القوية التى تلقاها بعد عرض الفيلم على شاشة التليفزيون، وقال إن الفيلم أظهر عدة جوانب للجيش المصرى أبرزها «القوة والعزيمة»، فضلا عن الجانب الإنسانى للشعب المصرى، الذى قهر كل الصعاب، وكان إيمانه بالله عز وجل أعظم من التخطيط والتكتيك، مشيرا إلى أن التفاف العائلات المصرية حول عرض الفيلم حقق معادلة كبيرة بين أفراد الشعب، وألهب حماس الجميع، لافتا إلى أن ردود الأفعال سواء جماهيريا أو على السوشيال ميديا، أوضحت الجانب الوطنى وحب مصر وترابها فى قلب كل فرد منا.
وقال الفنان أحمد صلاح حسنى، إن الفيلم دخل كل البيوت المصرية، مضيفا: «تأثرت جدا لما لقيت شباب من اللى اتفرجوا على فيلم الممر قالوا لأهاليهم عايزين نخش الجيش»، مؤكدا أن صناع الفيلم كانوا فى غاية التركيز ونجحوا فى توصيل رسالة حقيقية عن تماسك الجيش، موضحا أن الممثلين بالفيلم، من كثرة التدريبات شعروا بأنهم مجندون داخل الجيش بالفعل، لأنهم تدربوا على كل أنواع التدريبات، قائلا: «جنود الصاعقة مشهورون بأن تدريباتهم قوية، والمخرج كان يريدنا أن ندخل فى مرحلة أن يشعر ممثلو العمل بأنهم مجندون بالفعل».
من جانبه أعرب محمد فراج عن سعادته الشديدة وفرحته الغامرة بمشاركته فى الفيلم، وأنه شارك بجزء صغير فى توثيق العمل البطولى وتسجيله فى تاريخ السينما المصرية، وقال فى رسالة على حسابه بموقع «إنستجرام»: «صحيح 46 سنة فاتوا على حرب أكتوبر لكن لما ابتديت تصوير الممر، حسيت إن العمر رجع بيا الـ 46 سنة دول.. حسيت أنا وكل كاست الفيلم اللى قدام الكاميرا واللى وراها إننا جنود مصريين بنحارب على الجبهة.. صحيح أنا ماكنتش عايش أيام الحرب الحقيقية لكن ربنا إدانى فرصة إنى أعيش جزء صغير قوى منها فى الفيلم، وكان شرف كبير ليا إنى أساهم ولو بجزء صغير فى توثيق العمل البطولى ده وتسجيله فى تاريخ السينما المصرية».
وأضاف فراج: «يارب كل سنة نشوف ممر جديد.. يارب كل سنة نشوف عمل بيحكى حكايات ماشوفنهاش ولا سمعناها عن أبطال مصريين اللى استشهد منهم واللى عايش لحد دلوقتى حكايات لازم تتحكى وتوصل للناس خاصة للأجيال إلى جاية عشان إحنا عندنا حكايات كتير قوى، اللهم ارحم شهداء مصر واحفظ مصر وجنودها».
النجم إياد نصار، كان صاحب التعليقات الأكثر، والتى جعلته فى دقائق تريند على جوجل بعد عرض الفيلم بسبب شخصية «ديفيد» الضابط الإسرائيلى الذى قدمها خلال الأحداث، وقال إياد نصار إن تفاعل الجمهور مع الشخصية وكمية الشتائم التى تلقاها «ديفيد» الضابط الإسرائيلى تستحق، قائلا: «أنا كمان كنت بشتمنى مش الجمهور بس، كل ما أشاهد الفيلم، فعلا ربنا ياخدهم كلهم هما سبب البلاوى اللى إحنا فيها لدلوقتى».
وأوضح أن الجمهور واعٍ وذكى، ويستطيع أن يفرق بين الممثل والشخصية، والهدف من الفيلم إظهار الحالة الوطنية والتأكيد على الانتماء والبطولات التى حصلت والشهداء الذين استشهدوا فى الحروب نتيجة الغدر، لذلك نحاول أن نقدم أقل بكثير من الذى يستحقه الشهداء، لافتا إلى أن طبيعة شخصية «ديفيد»، جزء من العمل فلابد من تقديم الغرور الذى يظهرون به والانكسار الذى كانوا فيه وقت الانتصار لذلك حاولت تجسيده فى «ديفيد».
وتفاعل عدد كبير من الفنانين مع عرض الفيلم تليفزيونيا، ووجه الفنان الكبير صلاح عبد الله، رسالة شكر لكل أبطال «الممر»، معبرا عن سعادته الشديدة بالملحمة الوطنية التى جسدوها، متمنيا المزيد من الأفلام التى تُخلد فى ذاكرة السينما المصرية، وقال فى تغريدة عبر حسابه على تويتر، «وكان ممر الأمس عبورا جديدا للمصريين الحقيقيين، وبخاصة شبابنا الواعى الجميل عبروا فيه عن مدى حبهم لمصرهم ولجيشهم العظيم فشكرا للممر.. وهل من مزيد؟».