صناعة «الهبد» على السوشيال ميديا.. لعنة الشير تصيب رواد التواصل الاجتماعي
السبت، 12 أكتوبر 2019 04:00 م
تحولت إلى جلاد لا يرحم يمكن أن ترفعك إلى سابع سما، ويمكن أن تدفنك فى سابع أرض لا تحكمها قوانين معينة. تسيطر على روادها رغبة مجنونة فى نشر الشائعات.. إنها مواقع السوشيال ميديا، التى اقتحمت الحياة الخاصة للأشخاص وحولتها إلى مادة سهلة متداولة على صفحاتها عن طريق «الشير» الذى أصبح كاللعنة التى إذا أصابت شخصا أفقدته عقله وحياته.
بين ليلة وضحاها وجد مصطفى أحمد الشهير بـ«مصطفى أبو تورتة» نفسه قد وقع فى كمين التعليقات الساخرة والتى وصلت إلى أنه تصدر محرك البحث على جوجل وأصبح «ترند»، بعد أن تداولت مواقع السوشيال ميديا قصته مصحوبة بانتقادات لاذعة لتصرفه غير الأخلاقى بعد أن ترك خطيبته فى القاعة بمفردها، ولم يكتف بأخذ الشبكة، بل أخذ معه «التورتة» أيضا قبل مغادرة القاعة بصحبة أسرته وفقا لرواية خطيبته السابقة نهال شعبان على أحد الجروبات النسائية، لتنتقل القصة بفعل «الشير» لأكثر من جروب وتصبح ككرة الثلج تكبر كلما تحركت وتحولت إلى «كوميكس» وتعليقات من الفنانين على هذا الموقف الغريب.
بدأت القصة بنشر حساب فتاة باسم «نهال شعبان» روت قصتها مع خطيبها السابق مصطفى أبو تورتة، حيث قالت: «أنا كان مقرى فتحتى زى ما كله عارف على مصطفى وخطوبتى كانت يوم السبت اللى فات المفروض، كان بينا مشاكل زى أى اتنين عاديين، وقلت دا عادى بيحصل بس اللى متخيلتش إنه يسيبنى فى القاعة لوحدى.. اتفاجئت إنه مش عازم صحابه ولا قرايبه كلهم، وحسيت إن فيه حاجة غلط، حتى مامته وأخته مفيش واحدة فيهم جت باركتلى وقولت أمشى اليوم».
وأضافت: «كل ما أقوله فين الشبكة اللى هنلبسها يقوللى أصل اتكب عليها شربات أصل وقع جاتوه عليها.. طب خليها بعد البوفيه وكلام كله غريب كدا لحد ما دخلنا بعد البوفيه لقيت أهله كلهم مشيوا.. وقال إيه خالو تعب! فيقوم أهله كلهم يمشوا وأنا فى القاعة لوحدى بدور عليه ألاقيه بيصرخ برا ويقول خالى عيان وبيلطم وحاجات غريبة كدا وأنا أقسم بالله ما مستوعبة اللى بيحصل هو فى واحد خاله عيان عيلته كلها بتمشى الستات اختفوا بس كانوا بيهزروا فوق ونسوا العيان».
وتابعت:«والأنيل إننا اكتشفنا إنهم أخدوا التورتة معاهم، طب مش خالك عيان.. أخدتوا التورتة معاكم، ملبستنيش شبكة.. وقبل كل دا بأيام جالى البيت وأخد التوينز بتاعة قراية الفاتحة بحجة إنه عايز يلبسنى كله مرة واحدة فى القاعة، وأنا هبلة وافقت، مجاش فى بالى للحظة واحدة إنه هيعمل فيا كدا». واختتمت الفتاة قائلة: «دلوقتى حابه أقول كل دا عشان إيه؟ كان ممكن ننهى بالمعروف من غير أذى نفسى ليا.. كان ممكن تسترجل وتيجى تقولى يلا نفركش وكنت لغيت الخطوبة.. مش جى وبترقص وتقولى محضرلك مفاجأة.. وفى نيتك تعمل فيا كدا.. حسبى الله ونعم الوكيل».
وبعد ساعات من انتشار البوست على السوشيال ميديا، ظهر تعليق من حساب باسم «مصطفى» يرد على الفتاة باعتباره صاحب القصة، يخبرها أنه نادم على معرفتها وليس نادما على ما فعله، ويضيف «لو عايزة تتكلمى احكى للناس الحكاية من البداية.. أنا ندمان على وقتى معاكى، أنا حبيتك بجد بس انتى للأسف ما تستاهليش الحب دا وكان لازم دى تبقى نهايتك».
وقال مصطفى فى فيديو له «استيقظت اليوم، وجدت نفسى ترند على تويتر، حسبى الله ونعم الوكيل، أنا لم أظلم أحدا، بعد قراءة الفاتحة فى فبراير الماضى، لم تكن هناك أى مشكلات بيننا، حددنا موعدا لحفل الخطوبة فى 12 أغسطس، قبل أن أقوم بتأجيله من ناحيتى، بسبب ارتباطى بطقوس خاصة فى عيد الأضحى وانشغالى فى الأضحية، إلى 21 سبتمبر».
وتابع: «بعد نشوب خلاف بين أسرة نهال وبينى على تفاصيل الشبكة، بدأت أشعر أن الموضوع مش ماشى بما يرضى الله، وتوالت الخلافات الطبيعية بعد ذلك، بداية من خلافات على الشبكة وحتى شكل الفستان الذى سترتديه فى الحفل، وغير ذلك».
وأضاف: «صباح يوم الخطوبة وقعت مشادة بينى وبين نهال بعد أن طلبت منى دفع مبلغ إضافى للكوافير لم نتفق عليه، حتى تركتها بالكوافير، وتطورت المشادة عبر الهاتف، فقررت أن أبلغ أهلى وزوج والدتها بقرار الانفصال، بعد أن دأبت على الحديث معى بصورة غير لائقة، فضلا عن الحديث مع والدتى بأسلوب غير لائق».
وأكمل: «فى نهاية الحفلة لاحظت أن خالى ينسحب رفقة أسرتى، فعلمت أنه مريض، وبينما كنت قلقا عليه ولم يبد أهل العروس اهتماما بذلك، وكانوا يلحون بسؤالهم عن الشبكة فقط». وأردف: «كنت قد قررت أن أمنحها الشبكة فى اليوم الثانى فى منزلها، بعد قرارى بالذهاب مع خالى إلى المستشفى، لكن الإلحاح فى السؤال عن الشبكة، وكأنها أهم ما فى الموضوع، جعل بعض أقاربى ينصحونى أن أنفد بجلدى لأن الموضوع كده مش نافع»، مضيفا أنه لا يعرف قصة التورتة. ورغم ما قاله مصطفى إلا أن لقب مصطفى أبو تورتة لن يفارقه مدى حياته، وهو نفس الأمر الذى تعرض له رجل العجلة.
رجل العجلة
كانت صورة رجل العجلة هى الصورة الأشهر طوال أيام عيد الأضحى المبارك، والتى ظهر فيها رجل كبير فى السن وهو يؤدى صلاة العيد وهو يركب العجلة، لتنهال التعليقات الساخرة من هذا التصرف، وتداول رواد السوشيال ميديا الصورة دون مراعاة لحياة الرجل أو عائلته أو ما يتعرض له فى حياته الشخصية، لتظهر بعدها رسالة تدعى صاحبتها أنها إحدى بنات رجل العجلة، وأن والدها تعرض لإهانة كبيرة وأن أزواجهن تشاجروا معهن ووصلت للطلاق، وأن السخرية من الرجل تسببت فى إصابته بجلطة، وأنه يرقد داخل العناية المركزة، لتظهر الأخبار خلال ساعات بأن الرجل توفى.
استمرت الشائعات والأخبار عن «رجل العجلة» حتى ظهر بنفسه على صفحات الصحف والقنوات الفضائية قائلا إن اسمه محمد سنقر، موظف على المعاش بشركة غزل المحلة، وأنه بصحة جيدة مبديا حزنه العميق لما تداولته السوشيال ميديا عنه وعن أسرته من أخبار زائفة، بينها إصابته بـ«جلطة» فى المخ، وهو حى يرزق وسط أفراد عائلته، مطالبا الناس بتحرى الدقة.
وليد الشريف الابن العاق
ما بين الأخبار المفبركة والحقيقة تضيع حياة المواطنين، ومنهم على سبيل المثال وليد الشريف الابن العاق، والذى انتشرت صورة تحمل اسمه بأن «عائلته تؤيد الرئيس السيسى فى الانتخابات ماعدا الابن العاق وليد الشريف»، لتتوالى ردود الفعل فى مسلسل فبركة الأخبار والصور، حيث ظهر الابن العاق على مواقع التواصل الاجتماعى ليؤكد أن اللافتة مفبركة ومخالفة للحقيقة، وأنه لا يوجد عائلة باسم الشريف، وأن اللافتة الحقيقية تحمل تأييد عائلة سنو، وأن الصورة المتداولة مفبركة، واتضح أن شقيق وليد أجرى هذه التغييرات على لوحة تأييد موجودة بالفعل ونشرها على «فيسبوك»، وقال شقيقه: حين عملت الصورة كنت أداعب أخى ليس أكثر، ولم أكن أعرف أنها ستنتشر بهذا الغباء وتكون «الترند» الأول فى مصر.
ما حدث يدل أننا شعب غلبان، نصفه يتعاطف مع أى أحد، والنصف التانى «يزيط فى الزيطة»، ينجرف وراء أى صخب، ويظهر بعدها الشريف على صفحات السوشيال ميديا ليؤكد أنه انتخب الرئيس ومحدش يقدر يوقع بينا وبين رئيسنا.
فتاة المدينة الجامعية
أما أغرب الشائعات التى انتشرت على السوشيال ميديا كالنار فى الهشيم، تلك الشائعة التى ادعت تعرض إحدى طالبات الأزهر للاغتصاب والقتل، وأن أصدقاءها عثروا على جثتها فى حديقة جامعة الأزهر فرع أسيوط، ورغم خروج الجهات الرسمية المتمثلة فى جامعة الأزهر فرع أسيوط لتنفى الواقعة جملة وتفصيلا فى حرب وجها لوجه وتحديا من الجهات المعنية لمروجى الشائعات، فإن الحديث ما زال ينتشر بسرعة كبيرة رغم محاولات نائب رئيس الجامعة والجهات الأمنية والمسئولين عبر لقاءات مع طالبات المدينة الجامعية لإقناعهن بأن الموضوع لا يتخطى كونه وهما ليس أكثر.
بدأت الواقعة بانتشار رسالة مجهولة على صفحات «فيس بوك» محتواها أن هناك فتاة كانت تجلس بحديقة المدينة الجامعية فى تمام الساعة السادسة مساء، وسمع من جهتها صراخ واستغاثة، وبعد الارتباك الحادث فى المدينة بسبب مصدر الاستغاثة، تم تحديد المكان، حيث تبين أنه من الزراعات المتاخمة للمدينة وعند التوجه له، شاهد البعض شخصا يقفز من أعلى سور تاركا خلفه الفتاة ملقاة على الأرض وملابسها ممزقة، وبها آثار دماء واغتصاب، ولكن المفاجأة أن الفتاة ماتت بهبوط فى الدورة الدموية، ونزيف حاد.
واستكملت كاتبة الرسالة التى زعمت أنها إحدى المشرفات بالمدينة الجامعية القصة بأن هناك 3 شهود على الواقعة، وهم كهربائى كان يقوم بإصلاح الأنوار، وطالبتان، والذين نفوا الواقعة عند استجوابهم من قبل قوات الأمن عقب ذلك، ليبدأ طلاب الجامعة فى اختلاق عدة شائعات كل يوم لتثور الأمور أكثر وتشتعل بتداول النشطاء صورا مختلفة لأكثر من فتاة، زاعمين أسفل كل صورة أن صاحبتها هى ضحية الواقعة حتى وصل عدد الفتيات المزعوم اختفاؤهن لـ 4 فتيات مقيمات بقنا والمنيا وسوهاج.
واختلفت بالمثل الروايات عن طريقة القتل، فمنها من تصر على اغتصاب الفتاة وقتلها، وأخرى تؤكد واقعة خطفها خلف السور فى الزراعات، وثالثة تشير إلى قيام 3 أفراد بتناوب الاغتصاب، مما أصابها بنزيف حاد توفيت على إثره، ورواية رابعة تدعى أن مسجل خطر مقيم بالوليدية ضربها بمسدس على رأسها حينما تصدت لتحرشه بها بجوار السور، والبعض يشير إلى أن الفتاة اغتصبت بالحديقة الخلفية، وما زالت حية ولكن أهلها يتكتمون على الخبر خوفا من الفضيحة.
وأمام هذه الشائعات أصدرت جامعة الأزهر فرع أسيوط بيانا تنفى فيه شائعة اختطاف طالبة من حديقة المدينة واغتصابها فى الزراعات، وأن الواقعة لا تتعدى شائعة دون أية سند، وساعدت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى نشر الشائعة بين المواطنين، مما أثار حالة من القلق والفزع لدى طالبات كليات الجامعة والمدينة الجامعية.
الطفلة جنة
ولم ينس رواد السوشيال ميديا التطرق لواقعة تعذيب الطفلة «جنة» على يد جدتها والتى توفيت بعد اكتشاف الواقعة بعدة أيام داخل أحد المستشفيات، حيث انتشرت شائعة قوية بين رواد السوشيال ميديا ادعت تعرض الطفلة للاغتصاب على يد خالها ليظهر تقرير الطب الشرعى عدم صحة الواقعة وأن الطفلة لم تتعرض للاغتصاب.
زينب وأحمد
لا يمكن لأحد أن ينسى الفيديوهات المتداولة لاثنين يعدان من أشهر «البلوجر» واللذين كانا من صنيعة مواقع التواصل الاجتماعى إنهما «زينب وأحمد حسن» واللذين أصيبا بجنون الشهرة والطمع فى جمع الأموال، ليستغلا طفلتهما فى صناعة فيديوهات غير أخلاقية ليسقطا فى مستنقع السوشيال ميديا ويبدأ متابعوهما فى مهاجمتهما والزج بهما خارج الحسابات.
سارة وكايا
أثار مقطع فيديو جرى تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، تظهر فيه فتاة فى عمر المراهقة تدعى «سارة»، وهى توجه رسالة لحبيبها «كايا»، ضجة كبرى بين الكثير من رواد الـ«الفيس بوك»، الذين سخروا من طريقة حديث الفتاة، مطلقين العديد من التعليقات الساخرة.
وقالت الفتاة فى الفيديو المنشور: «أنا مرتبطة بكايا يا جدعان.. مورنينج عليك يا قلبى»، لتتحول عبارات الفتاة مثل «كايا» و«مورنينج يا قلبى» إلى ترندات على مواقع التواصل الاجتماعى، وبعد مرور يومين على نشر فيديو الفتاة، ظهر شاب يزعم أنه «كايا»، فى مقطع فيديو عبر «فيس بوك»، ووجه فيه رسالة إلى الفتاة المراهقة «حبيبته»، على حد زعمه، قائلا: «أنا كمان بحبك وهتجوزك ومتزعليش من التعليقات السلبية من البنات على الفيس، عشان دول بيحقدوا علينا».