لماذا يتطاول رجب طيب أردوغان على مصر؟، الأمر له أهداف عدة، فهو دائم الهجوم وإظهار العداء، آخرها انتقاده للقاهرة والسعودية مساء الخميس الماضى، الأمر الذي فسره دبلوماسيون، بوقوف هاتين الدولتين خاصة لمخططاته الاستعمارية في المنطقة.
ورغم ما يواجه من انتقادات وإدانات دولية وعربية لعدوانه على سوريا، إلا أنه خص القاهرة والرياض بمساحة من خطابه فى الردّ على الاعتراض على تدخله السافر فى الشأن السوري وعدوان قواته فى شمالى سوريا. يقول الدبلوماسى والسياسى الدكتور مصطفى الفقى، إن كره أردوغان لمصر، يرجع لانهيار مخططاته وأطماعه فى المنطقة منذ مواجهة الجيش والشعب المصرى لحكم جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر والإطاحة به فى 30 يونيو من عام 2013.
وقال: «هذا المخطط نسفه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأمر الجماهير فى 30 يونيو، لذلك فإن أردوغان لديه مرارة حتى الآن من مصر، كون ثورة يونيو دمرت أحلامه، ولذلك يكره مصر علمًا بأن كل القنوات المعادية هو مصدرها كما يدعى أنه داعم للقضية الفلسطينية، وهو أكثر شخص قدم تنازلات للإسرائيليين»، مضيفًا أن «رهان أردوغان على الإخوان خاسر».
الرئيس التركي عكف على مدار سنوات على دعم وتمويل وتدريب العناصر الإرهابية، وهو أمر حذر منه الرباعي العربي: «مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين»، بالدلائل والأدلة.
الكاتب الإماراتى، على الحمادى، أكد كلام الدبلوماسي المصري: «أردوغان بعد أن وجد التطبيل والتأييد من بعض الخونة العرب والمتطرفين الذين يبحثون عمن يدعمهم أصبح يظن نفسه وصيًا على العرب جميعًا، فبات يمارس إرهابه فى ليبيا وفى سوريا علنية، بالإضافة إلى احتلاله لقطر واستعباد نظامها.. ورغم استهجان العالم كله لممارساته الإرهابية هذه، إلا أنه لم يقم بالرد والإساءة إلا للدولتين العربيتين وهما مصر والسعودية اللتين رفضتا تدخله فى الشؤون العربية».
وتابع: «هذا الإرهابى المغمور يريد أن يقنع أتباعه بأن تدخلاته وتصرفاته الطائشة ضد العرب هو حق مشروع بينما دفاع مصر والسعودية العربيتين عن الوطن العربى هو أمر خاطئ»، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبى والغرب عامة لم من تطاول الفاشي العثماني، قد انتهز الرئيس التركى الفرصة لابتزاز الاتحاد الأوروبى بورقة اللاجئين.
التطاول الأردوغاني على مصر، تزامن مع العدوان على سوريا واستمرار تمويل الميلشيات الإرهابية في ليبيا، وهو أمر يتطابق مع سياساته فى ليبيا، حيث دعم الفوضى والعناصر الإرهابية والمتشددين على حساب المؤسسات الوطنية الليبية، فقد تعهد الرئيس التركى لرئيس المجلس الرئاسى الليبى والتابع لجماعة الإخوان الإرهابية، فايز الساج فى طرابلس بوضع جميع القدرات التركية تحت إمرة حكومة الوفاق.
وأكد الجيش الوطنى الليبى خلال الشهور الماضية التدخلات التركية والقطرية فى ليبيا من خلال رصد أسلحة وتمويلات ودعم كامل للمليشيات المسلحة والعناصر التابعة لجماعة «الإخوان»، هذا وتُعانى ليبيا من منابر إعلامية «النبأ، وليبيا الأحرار، والتناصح»، تُبث عبر الأراضى التركية للتحريض ضد الجيش الوطنى الليبى وإثارة البلبلة وتأليب الرأى العام الليبى، وهو الأمر ذاته الذى تُعانى منه مصر حيث ما توجهه المنابر الإعلامية الإخوانية والممولة من النظام القطرى «الشرق، ومكملين» من شائعات وتزييف حقائق بهدف ضرب الأمن والاستقرار فى مصر.