صلاح فهمي بطل ساعة الصفر
الأحد، 06 أكتوبر 2019 02:38 م
أنه بطل حقيقى من أبطال مصر التاريخيين، الذين يستحقون الخلود فى ذاكرة المصريين بفضل ما قدموه من بطوﻻت وإنجازات وتضحيات.. إنه اللواء أركان حرب صلاح فهمى، البطل الذى حدد ساعة الصفر فى حرب أكتوبر المجيدة، ويقول عنه اللواء محسن النعماني أحد أبطال حرب أكتوبر أيضا ووزير التنمية المحلية الأسبق أنه "صاحب الاختيار بالاتفاق مع الفريق سعد الشاذلى، لقد كان بطلاً أسطوريا صاحب قرار مصيرى.. صلاح فهمى نحلة كان وقت الحرب عقيدا ويتولى رئاسة فرع التخطيط بهيئة عمليات الجيش في حرب أكتوبر 1973".
في شهر مايو عام 1973 كلف اللواء عبد الغني الجمسي رئيس العمليات، العقيد صلاح فهمى رئيس فرع التخطيط بتحديد موعد الهجوم علي خط بارليف بالشهر واليوم والساعة، وخرج العقيد صلاح فهمي من مكتب اللواء عبد الغني الجمسي متوجها مباشرة إلى مركز الدراسات الإستراتيجية بغية الإطلاع على مواعيد الأعياد والعطلات الرسمية في إسرائيل، ثم توجه بعدها لهيئة الأرصاد لمعرفة حسابات ساعات الليل والنهار واتجاهات التيار فى قناة السويس، ثم توجه بعد ذلك إلي جهاز المخابرات العامة المصرية ليطالع خطط الدفاعات الإسرائيلية وتوقيتات تدخل الاحتياطي واستدعاء الجيش الإسرائيلي.
جمع العقيد صلاح فهمي كل المعلومات وأستخلص منها نتيجة مفادها أن أول رد فعل إسرائيلي سيكون بعد 6 ساعات وفقا لقواعد انعقاد مجلس الوزراء الإسرائيلي، ولهذا وذاك حدد موعد الهجوم المصري وساعة الصفر لحرب أكتوبر، الساعة 2 الظهر، لأنه بعد 6 ساعات سيكون الليل دخل وستعجز إسرائيل عن الرد في الظلام، وأيضا دعم اللواء صلاح فهمي الساعة 2 الظهر لأن الشمس تكون خلف رؤوس الجنود المصريين وليس أمامهم، وأيضا يوم 6 أكتوبر 1973 هو يوم عيد الغفران عند اليهود أجازة رسمية، وبدأ البطل العقيد صلاح فهمي يكتب التقرير النهائي في كراسة دراسية خاصة بابنته مكتوب عليها أسمها، حنان صلاح فهمي، فقلب العقيد صلاح فهمي الكراسة وكتب التقرير فيها، وثاني يوم ذهب إلي مكتب اللواء الجمسي وأعطاه الكراسة، الذى أعطاها بدوره إلى وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل، وبعد ساعتين كانت الكراسة عند الرئيس أنور السادات الذى وافق علي الموعد المقترح فورا.
البطل صلاح فهمي هو أيضا صاحب فكرة غلق مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، التي كانت أعظم مفاجآت حرب أكتوبر 1973 لإسرائيل، حيث سافر العقيد صلاح فهمي إلي اليمن كرجل أعمال قبل حرب أكتوبر 1973 بشهر، ووضع خطة تأمين عمل المدمرات والغواصات ولنشات الصواريخ المصرية في البحر الأحمر عند مضيق باب المندب، التي جعلت ميناء إيلات الإسرائيلي مهجورا فترة الحرب كلها وفقد الإسرائيليون أهم منفذ لهم علي البحر الأحمر.
ربما كثيرون لا يعرفون هذا البطل وقصة حياته التي تستحق إن تتحول إلى عمل درامي، حتى تعطي شبابنا قدوة طيبة بدلا من دراما البلطجة والتي تغزو منازلنا وعقولنا وغرست في نفوس أطفالنا كل القيم الفاسدة.
رحم الله البطل وغفر له، وتحيه احترام وتقدير لكل من ساهم في تحقيق النصر لحرب أكتوبر73 العظيمة من أبطالها، وشهداؤها الذين استعادوا كرامة الأمة العربية والأراضي المصرية، وحطموا أسطورة العدو الذي ظن أنه لن يقهر، وسوف تحيا مصر دائما في عزة ونصر.