سيدة تونس الأولى المحتملة تتحدث عن فرص زوجها في الانتخابات.. ومؤامرة حبسه
الأحد، 06 أكتوبر 2019 04:00 م
في ظل غياب نبيل القروي أحد المرشحين الرئاسيين والذي يخوض الجولة الثانية، بعد نجاحه في الجولة الأولى محققا نسبة 15.58%، واستمرار بقائه في السجن، مازالت الانتخابات الرئاسية بتونس تحمل الكثير من المفاجآت، ما خلق حالة من الترقب لنتائج الجولة الثانية التى ستنطلق فى 13 أكتوبر المقبل.
وما يضفي غموضا على المشهد السياسى في تونس خلال هذه الأيام، هو ما يتعلق بوضعه القانوني حال فوزه بالرئاسة، بعد إعلان مروره إلى الجولة الثانية، رفقة المرشح المستقل قيس سعيد الذي نجح في الجولة الأولى بنسبة 18.4%.
دفعتنا النتائج التى كانت مفاجأة من العيار الثقيل، لمحاولة الحديث مع سلوى السماوى، زوجة المرشح نبيل القروى، فهى امرأة نجحت أن تصل بزوجها للدور الثانى من الانتخابات الرئاسية التونسية رغم كونه حبيس القضبان، وقادت حملته الانتخابية رغم إيقافه التحفظى منذ أغسطس الماضى، فرغم كونها مديرة لشركة مايكروسوفت بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فإنها لم تكن قريبة الصلة بعالم السياسة، حتى لمع نجمها منذ بدء الدعاية الانتخابية بتونس، حيث قررت أن تحل محل زوجها وتقوم هى بالدور المنوط بالمرشح الرئاسى.. سلوى السماوى شرحت وضع زوجها والخطوات التى تنتوى اتخاذها خلال الجولة الثانية في تصريحات صحفية.
وبدأت سلوى السماوى حديثها، في تصريحات صحفية، عن أوضاع نبيل القروى خلف القضبان وتوقعات الجولة الثانية، معبرة عن مشاعرها بالفرحة بنتائج الدور الأول، قائلة إن مرور نبيل إلى الدور الثانى أعتبره انتصارا هاما جدّا رغم الظروف الصعبة التى مرت بها حملته التى تم وضع كل العراقيل لإفشالها بدءا بسجنه وانتهاء بعدم إعطائه الحقّ فى التواصل مع ناخبيه وضرب مبدأ تكافؤ الفرص.
وأضافت : «أنا أعتبر أن نبيل القروى ضحية تحالف عديد الأطراف وظفت كل شىء بما فى ذلك الدولة حتى لا ينجح ومع ذلك نجح، وهو تحد كبير كان حزب قلب تونس وأنصار نبيل فى حجمها وقاموا بكل شىء رغم ضعف الإمكانيات، انتصار نبيل هو انتصار إرادة الشعب وأنصاره وحزبه، وهذا سيخفف عليه إحساسه بالظلم، وهو فى السجن بسبب محاكمة سياسية لا علاقة لها بالقانون».
وعن تجربة زوجها الانتخابية وهو خلف القضبان، قالت سلوى السماوى إنه تحول لظاهرة وطنيّة ودوليّة، يكفى أن نرى ما يكتب حوله فى العالم، هذه وضعيّة فريدة ونادرة فى التاريخ، مترشّح هو الأوّل فى نوايا التصويت يتم وضع كل العراقيل أمامه ويودع السجن ومع ذلك ينجح فى الدور الأول، فالشعب التونسى قال كلمته ورسالته «لا للظلم لا للتهميش».
وأكدت سلوى السماوى أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات متسقة مع استطلاعات الرأى التى أجرتها مراكز أبحاث «سيجما كونسيه» و«إمرودكونسيلتنج» و«إليكا» فى مارس الماضى أكدت تقدم «القروى» على منافسه ، لأنه يرتكز على قاعدة شعبية كبيرة حصدها من خلال علاقته المباشرة مع التونسيين ومساعدة الفقراء عبر جمعيته «خليل تونس»، فالقروى رجل شارع بالأساس.
وأضافت سلوى: الأكيد أن الظلم لا يرضاه الله ولا مبادئ حقوق الإنسان ولا أى مواطن ديمقراطى، الكل يعلم أن سجن نبيل القروى المودع حاليا بسجن المرناقية ظلم ومحاولة لإيقاف نجاحه الواضح وتقدمه على كل منافسيه فى كل عمليات سبر الآراء، وقد زاد الائتلاف الحاكم من خلال كل أجهزته من تضييق الخناق على نبيل بتغييبه عن حملته وحبسه خلف القضبان ورفض إسناده حقه فى الحضور التليفزيونى ومن خلال المناظرات التى أجريت بين المترشحين، ممّا أعطى أسبقية نسبية لمنافسه المباشر، ويمنع الائتلاف الحاكم بين يوسف الشاهد وحركة النهضة نبيل القروى من حقوقه رغم عدم ممانعة الهيئة العليا للانتخابات، فخوفهم وارتباكهم من نبيل واحتمال فوزه جعلهم يرتكبون الخطأ تلو الآخر، والبعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات نددت مما يحدث.
وأكدت سلوى السماوى أن الفرص المقدمة للمترشحين لابد أن تكون متساوية، وفقاً لما ينص عليه القانون الانتخابى التونسى وطبقاً لمقتضيات الأحكام التّرتيبيّة الجارى العمل بها، وذلك بتمكين القروى من القيام بحملته الانتخابية، باعتبار أنه فقط متحفظ عليه من قبل العدالة لكن دون جدوى، إذن ما يحدث لزوجى يمثل خرقا لجميع القوانين الانتخابية.
وتابعت: «هذا جعل نبيل يشعر بالمرارة، لكنه كعادته ظل قوى الإرادة وهو ينسق مع حزبه قلب تونس وحملته من خلال محامييه للتخطيط والاستعداد للجولة الثانية وهو متفائل جدا، لكنه يطالب بإيقاف هذه المظلمة القضائية حتى يتمكن من مواصلة الدور الثانى بكامل حقوقه وحظوظه، لذلك أدعو لتحريره فورا من هذا الإيقاف الجائر».
وعن الأسباب التى جعلت القروى يصل للجولة الثانية، قالت سلوى السماوى إن نبيل أمضى ثلاث سنوات فى خدمة قطاعات مهمشة لم يصل إليها أحد من قبل حتى الرئيس بورقيبه، فالقروى اقترب من تلك الفئات واستمع لمشكلاتهم وتعرف على أوضاعهم وقدم لهم كل المساعدات من خلال جمعيته «خليل تونس»، وتواصل أيضا مع الشباب الذين يعانون البطالة حتى إن انطلاق حملته الانتخابية كان من تجمع شعبى نظمته فى مدينة قفصة والمحسوبة على المناطق المهمشة، وهى كبرى مدن الجنوب الغربى التونسى، وكل هذا النشاط للقروى فضح فشل الائتلاف الحاكم. وعن مدى صحة الأخبار الخاصة بالسماح للقروى بالمشاركة فى المناظرات الانتخابية بالجولة الثانية علقت سلوى قائلة: السماح لنبيل القروى بالمشاركة فى المناظرة لا يمكن أن يكون إلا من طرف القضاء، والذى مازال يواصل رفض السماح له بالمشاركة فى المناظرات، مشيرة إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، كانت قد راسلت فى الدور الأول كلا من وزارة العدل، والإدارة العامة للسجون والإصلاح، للسماح لنبيل بالالتقاء مع الإعلام، لكن القضاء رفض الإذن لقناة الحوار بإجراء حوار معه.
وحول قرار منع الإعلام من محاورة زوجها المرشح للانتخابات الرئاسية من داخل السجن، قالت سلوى السماوى: للأسف لم يسمح له بخوض المناظرات التليفزيونية مثل باقى المرشحين، وقرار بمثابة «خرق للقانون» لأنه يحرم المرشح للرئاسة من أبسط حقوقه الدستورية، ومن إيصال صوته للشعب التونسى ولناخبيه، رغم موافقة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على إمكانية محاورته من داخل السجن. وأضافت سلوى السماوى، نتوقع مشاركة أكبر من الناخبين فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والتنافس سيكون على قوة البرامج المقدمة من المرشحين ونثق فى الشعب التونسى الذى نجح فى جعل تونس على طريق الديمقراطية وعمل دستور جديد لبلاده وقطع أشواطا فى طريق الاستقرار، ولا يزال أمامه معركة لتحرير القضاء وجعله العمود الفقرى للجمهورية الجديدة وهى المعركة التى يدفع ثمنها نبيل اليوم وبالنهاية الوطن سيبقى فوق الجميع.
وأكدت أن زوجها مسجون دون إثبات أو حكم قضائى واضح، مشيرة الى أن ملف التهرب الضريبى مجرد أداة لوضعه بالسجن وعرقلته عن استكمال مشواره الانتخابى، وهم فشلوا فى ذلك لأن نبيل مستمر.
وعن سبب احتجاز «القروى»، قالت : تقدمت إحدى منظمات المجتمع المدنى بشكوى ضد القروى فى 2016 تتهمه بالتهرب الضريبى وقدم ما يثبت عدم صحة التهم لموجهة إليه، وفى أغسطس الماضى تم استدعاؤه واستجوابه مدة 16 ساعة، ثم أخلى سبيله ويوم 26 من الشهر نفسه فوجئنا بإيداعه الحبس.
وأشارت زوجة القروى إلى تعرضه لمضايقات طيلة 6 أشهر، وكان يتوقع الأسوأ منذ صدور التحقيقات فى القانون الانتخابى، التى كانت تستهدفه وتهدف بدرجة أولى إلى إقصائه من السباق الانتخابى، وبعد فشل تمرير القانون زجوا به فى السجن.
وأشارت سلوى إلى أن زوجها سبق وأن أضرب عن الطعام، احتجاجا على منعه من التوجه بكلمة إلى الناخبين، فى إطار حملته الانتخابية، ولحرمانه من حقه الدستورى فى القيام بعملية الاقتراع، ورغم شعوره بالظلم، لكنه الآن فى حالة صحية ونفسية جيدة بفضل ثقة شعب تونس فيه.
وناشدت زوجة القروى كل من فى القضاء حماة العدل والحريات فى البلاد، ألا يصمتوا على هذه المظلمة على حد قولها، وهذه ليست معركة شخصية، لكنها معركة عدالة وحرية، مشيرة إلى أن زوجها أول سجين سياسى منذ ثورة الياسمين فى 2011، وهى الثورة التى قام بها الشعب التونسى، من أجل القضاء على الديكتاتورية وآثار ممارسات النظام السابق الذى كان يقصى خصومه السياسيين بالزج بهم فى السجون أو بتلفيق ملفات لهم.
وعن الخطوات التى ستقوم بها حملته الفترة المقبلة وتوقعاتها بشأن نتائج الجولة الثانية، قالت السماوى إن الخطوة الأولى إيقاف هذه المظلمة وإخراج نبيل من السجن، دون ذلك نحن نعتبر أن هذه الانتخابات غير نزيهة ولا شفافة ولا ديمقراطية، ومع ذلك نحن نحيى كل أنصار نبيل وناخبيه ونقول لهم، إن المعركة مازالت طويلة ولدينا التزام مع الشعب فى الانتخابات التشريعية بقوائم حزب قلب تونس والرئاسية فى الدور الثانى، وأنا متأكدة من نجاحنا فى المحطتين.
وأكدت سلوى السماوى أن محاميه تقدم بطلب لدائرة الاتهام التابعة لمحكمة الاستئناف للإفراج عن نبيل القروى، عقب إعلان النتائج وفوزه بالمرتبة الثانية، ليمارس حقه الدستورى فى قيادة حملته الانتخابية والتواصل مع ناخبيه وهو الحق الذى حرم منه فى الجولة الأولى فلم يسمح له بخوض المناظرات التليفزيونية مثل باقى المرشحين، والمحكمة رفضت الطلب.
وأضافت السماوى، أن فريق الدفاع الخاص بالقروى يسعى بكل الوسائل لإطلاق سراحه، خاصة أنه موقوف بشكل تحفظى بدون حكم قضائى. وقالت سلوى السماوى، إنها بعيدة عن عالم السياسة، حتى إنها غير منخرطة فى الحزب، ولكنها مثل كل امرأة وزوجة وأمّ تونسية، ستقف إلى جانب زوجها فى محنته وتدافع عنه وعن الظلم الذى يتعرض له، وتتكلم على لسانه وتدير حملته الانتخابية، مضيفة أن حرصها الأول حاليا هو خروجه من السجن فى أقرب وقت ممكن لاستكمال الطريق الذى بدأه، مؤكدة على براءة زوجها الذى وصفته بـ«السجين السياسى»، واتهمت رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزب حركة النهضة بتلفيق التهم له والوقوف وراء سجنه، من أجل إقصائه من السباق الرئاسى، بعد تصدّره استطلاعات الرأى.