السلطان الفاشى يترنح.. و«يتيم المجد» فى قفص الإتهام
السبت، 05 أكتوبر 2019 03:00 م
«سوف نواصل نضالنا الديمقراطى ضد تلك السلطة الفاشية الموجودة حاليا فى تركيا، سوف ننجح، سوف نربح المعركة فى النهاية».. بهذه الكلمات فضحت عائشة سوروجو، النائبة فى البرلمان التركى عن حزب «الشعوب الديمقراطى»، سياسة رجب طيب أردوغان، داعية إلى إسقاط سلطته الفاشية، مشيرة إلى مجموعة من الأخطاء الكارثية التى يرتكبها أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، منها دعم الإرهاب والتفرقة العنصرية بين الأتراك بسبب الدين واللغة والعرق.
ما قالته النائبة التركية، لم يكن سوى جزء قليل من تحركات كثيرة تقوم بها حاليا المعارضة التركية من أجل فضح سياسات وتجاوزات أردوغان، والعمل على إسقاطه بكل الطرق، فقد شرع على باباجان، وأحمد داود أوغلو، النائبان السابقان فى حزب أردوغان- وهما من القيادات المؤثرة فى الحياة السياسية التركية، إلى تأسيس حزبين، فى ضربة هى الأقوى الموجهة لأردوغان، بعدما أيقن الوزيران السابقان أن نهاية أردوغان اقتربت.
كل هذه التحركات زادت من شكوك أردوغان حول الدائرة المحيطة به، ولم يعد يثق فى أحد سوى نجله «بلال»، المتهم فى قضايا فساد مالى وسياسى أيضا، وتؤكد تقارير تركية أنه أحد الضالعين فى عملية إفساد الحياة السياسية التركية، وكان آخرها حركة التغيرات التى أجراها أردوغان بناء على نصيحة نجله، فى طاقم الحراسات الخاص به، وداخل رءوس الأجهزة الأمنية المختلفة فى البلاد، خاصة أن أردوغان ونجله يدركان أن الإطاحة بهما باتت قريبة، وأنهما يحاولان تأجيلها لبعض الوقت من خلال بعض التغيرات والإجراءات، وأيضا اعتقال عدد كبير من قادة الجيش والسياسيين.
وسائل إعلام تركية أشارت إلى أن أردوغان يخشى تعرضه لمحاولات اغتيال بعد تزايد حالة السخط العام بين المواطنين من حملات الاعتقالات العشوائية المفتوحة من جهة، والفساد المستشرى فى دوائر السلطة وصنع القرار من جهة أخرى، وهو ما دفعه إلى القيام بتغيرات أمنية واسعة داخل جهاز الشرطة والأجهزة الأمنية بشكل عام، بل تغيير حارسه الشخصى بشكل مفاجئ، ومن بين التعديلات، جاء قرار تعيين إبراهيم كولولار، مساعد مدير الأمن السابق بمحافظة قيصرية ليكون المسئول عن تأمين أردوغان شخصيا، بالإضافة إلى تأمين موكبه داخل تركيا وخارجها، علاوة على ذلك، رصدت وسائل إعلام تركية تكاليف تأمين أردوغان فى اليوم الواحد أثناء تنقله من مكان لآخر فى تركيا ما يعادل 20 مليون ليرة تركية، وفى حال تأمينه فى الخارج فإن المبلغ يتضاعف.
الهوس الأمنى والإفراط فى الإنفاق على الإجراءات الأمنية، صاحبه فى الوقت نفسه حالة من البذخ داخل أروقة السلطة، دفعت صحيفة «يانى تشاج» التركية إلى رصد نفقات الرئاسة خلال العام الماضى، مشيرة إلى أنها سجلت الأعلى فى تاريخ تركيا، بواقع 1.6 مليار ليرة، مشيرة إلى أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2018 بلغت النفقات الرئاسية مليارًا و490 مليون ليرة، وبنهاية شهر مايو الماضى تم استهلاك نصف مخصصات الرئاسة التى بلغت مطلع العام الجارى نحو مليارى و818 مليون ليرة لترتفع لاحقا إلى 3 مليارات و168 مليون ليرة، وفى بداية يناير الماضى، أنفقت الرئاسة التركية 303 ملايين ليرة، ليتراجع هذا المبلغ فى فبراير إلى 222 مليون ليرة، ويواصل تراجعه فى مارس ليسجل 191 مليون ليرة، ثم عاودت النفقات الارتفاع فى أبريل لتسجل 522 مليونًا، فى حين بلغت فى شهر مايو الماضى 250 مليونا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية تركية، وكشفت إحصاءات الموازنة أن عام 2019 الحالى سيشهد استمرار زيادة تلك النفقات التى تصاعدت عقب انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا.
علاقة «بلال أردوغان» بالفساد أصبحت الشغل الشاغل للإعلام والشارع السياسى التركى، خاصة بعد الكشف عن تعاونه مع تنظيم داعش الإرهابى، عبر وقف مؤسسة «تورجاف»، الذى يزعم تقديمه أعمالا خيرية فى إنحاء تركيا، وتعليم الشباب فى إسطنبول وتطوير قدراتهم، والذى تأسس فى عام 1996 بعد انتخاب أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول، وكان وقتها يعرف باسم مؤسسة إسطنبول لخدمة الشباب والتعليم «إسجاف»، ثم تحول إلى «تورجاف»، فى أغسطس عام 2012.
وأثبتت التقارير أن «بلال» يستخدم أموال الوقف للإنفاق على تنظيم داعش، وفى نفس الوقت دخل وسيطا فى بيع البترول الذى يحصل عليه التنظيم الإرهابى من سوريا والعراق، وتحقيق ثروة كبيرة.
تميم يخطو على نهج سيده أردوغان
وعلى نفس الطريقة، سار تميم بن حمد، أمير قطر، على نهج أردوغان فى تحويل الإمارة الخليجية إلى ما يشبه السجن، بعدما كشفت تقارير حقوق الإنسان عن حجم الانتهاكات التى تشهدها ملف العمالة الوافدة فى قطر خاصة العاملين فى ملاعب مونديال 2022، حيث رصدت التقارير ما يعانوه العمال فى الإمارة، حيث لا يتقاضون أجورهم، رغم وعود الحكومة إلا أن الأمر مازال خاضعا لتلاعب أصحاب الأعمال بلا ضمير، ورصدت التقارير إجبار 3 شركات قطرية تعمل فى مجال الإنشاءات والنظافة ما يقل عن 1600 عامل على إعادتهم إلى بلدانهم دون الحصول على أجورهم، فيما أشارت «الفيفا» إلى أنها تعمل على التأكد من أن ما ذكرته التقارير العالمية غير مرتبط بمنشآت كأس العالم.
جاء ذلك، فيما دشن القطريون هاشتاج «أرحل يا تميم»، الذى تصدر قائمة الأكثر تداولا فى عدة دول عربية، وذلك للتعبير عن غضب رواد الموقع من تصرفات أمير قطر وتدخله فى شئون غيره، كما ألمح بعض المواطنين بقطر عن وجود دعوات لثورة فى الدوحة يوم 24 أكتوبر، للتنديد بأفعال الأمير المراهق كما لقبوه، وجاءت التعليقات كالتالى: «يومك جه والثورة قادمة»، «أجمل تحية للشعب القطرى الأصيل اللى ماراح يسكت عن الظلم والفتنة»، كما قال آخر: «الشعب العربى ينتظر وقفة أهل قطر بثورة ضد هذا العميل الصهيونى، دمر وتآمر مع أمريكا وإسرائيل وجعل من قطر قواعد أمريكية وتركية، هل يستفيد من هذه القواعد مسلمون أو عرب؟».
وقال مغرد آخر: «جعل قطر فندقا يسكنه الإيرانى والتركى والمرتزقة والإرهابيون، آكلين شاربين مجانا.. هل يعقل سياسة الحمدين صح والعالم خطأ؟ هل يعقل أن المواطن القطرى لا يدرك الحقيقة؟.. ماذا حصد نظام الحمدين من المكابرة والغطرسة سوى العزلة والتقزيم الدولى والتهميش وانهيار الاقتصاد».
من جانبها أكدت المعارضة القطرية، عبر حسابها الرسمى، أن السياحة القطرية تعانى فى ظل السياسات التى ينتهجها نظام تميم بن حمد من خسائر فادحة، تسببت فى تدهور واسع، وتراجع فى مؤشرات الإشغال، الأمر الذى أثار مخاوف أصحاب الفنادق والعاملين بالقطاع السياحى، الذين يواجهون اليوم شبح الإفلاس بشكل متزايد.