السادات تابع تنفيذه بنفسه

النصب التذكارى للجندى المجهول .. حكاية الرمز الذي خلد انتصارات حرب أكتوبر

الأحد، 06 أكتوبر 2019 12:00 ص
النصب التذكارى للجندى المجهول .. حكاية الرمز الذي خلد انتصارات حرب أكتوبر
النصب التذكارى للجندى المجهول

يُوثق أسماء المصريين فى 71 اسماً ورمزاً.. ويبرز تضحيات "الصعيدى والبورسعيدى والمحلاوى والإسكندرانى"

علي الرغم من مرور 44 عاما علي إنشاء النصب التذكاري للجندي المجهول، والذي يعد أحد أبرز الرموز التي تخلد ذكري شهداء حرب أكتوبر، علاوة علي دفن فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد حادث المنصة ، إلا أن الكثيرين لا يعرفون تفاصيل النصب التذكارى.

تم إشاء النصب التذكاري عام 1975، وهو عبارة عن مبنى خرسانى على هيئة هرم مجوف من الداخل يصل ارتفاعه 33.64 متر، ويبلغ عرض القوائم عند القاعدة 14.30 متر، ويبلغ سمك القوائم الأربعة 1.9 متر، حيث كان الغرض منه تخليد ذكري الشهداء وانتصارات حرب أكتوبر ، وهو ما جعله رمزا للاحتفالات السنوية ويشهد وضع أكاليل الزهور عليه من رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع، وكبار قادة القوات المسلحة.

تصوير-محمود-حفناوي-(14)
 
وقد صاحب انشاء النصب التذكاري الذي وضعه العالم المصري الكبير سامي رافع والذي توفي منذ عدة أشهر، وللوهلة الأولى قد تظن أن النصب التذكارى، يحمل أشكالًا هندسية، إلا أن المفاجأة الكبرى، أن جسم الهرم، يحمل أسماء الكثير من المواطنين، حيث خلد أسماءهم مصمم العمل، بل يعتبر الرمز الأشهر، وهو أول من وثق أغنية «بشرة خير»، فنجد أسماء «الصعيدى والبورسعيدى والمحلاوى والإسكندرانى»، وكل الأسماء التى وردت فى الأغنية الشهيرة عقب ذلك، وكل تلك القصص وغيرها، التى دفعت الدكتور مها عبد الرحمن، لتسجيل تاريخ سامى رافع، فى كتاب بعنوان: «الفنان سامى رافع والفن الجماهيرى»، يسرد فيه أهم أعمال المهندس الراحل، وصاحب الإنشاءات والديكورات، التى وثقت تاريخ مصر المعاصر.
 
WhatsApp-Image-2019-08-27-at-6.20.23-PM-copy
 
ويحمل جسم النصب التذكارى، 71 اسما ورمزا منهم: «مصطفى، وعمر، وناجى، والسويسى، وسعيد، وموسى، وعبد الله، وهلال، وحلمى، والشرقاوى، وابراهيم، ومحمد، وحمدى، وقاسم، وأسعد، وعثمان، وعاطف، وشوقى، وبسيونى، وشادى، وزكى، وسامى، وصابر» وغيرها من الأسماء.
 
وكان الفنان التشكيلي الراحل سامى رافع، قد قال فى أحد اللقاءات النادرة له، عن قصة النصب التذكارى: «المفاجأة التى لايعرفها الكثيرون، أنى لم أكلف بتصميم قبر الجندى المجهول مباشرة، بل كان هناك مسابقة من وزارة الإسكان فى الجرائد، وتقدم لهم 50 فنانا تشكيليا وفنانة، وفزت من بينهم، وكانت الجائزة 3 آلاف جنيه عام 1975، وكانت المكافأة الأكبر فى تلك الفترة، حتى أنى شككت أنى سأحصل عليها».
 
 
WhatsApp-Image-2019-08-27-at-6.20.21-PM-copy
 
ويشرح الفنان سامى رافع، أنه عرف النتيجة من الجرائد، حينما أعلنت نتائج المسابقة، قائلًا: «حتى أنى ظللت أنظر للجريدة، وأتحقق من الاسم ورقم المكافأة، مرة تلو المرة»، ويضيف أنه بعد إعلان المسابقة بثلاثة أيام، ذهبت لوزارة الإسكان، وكنت من «الخضة» فى الاستقبال، شعرت أنهم سيأخذون المكافأة مرة أخرى.
 
ويضيف  قائلا: أن الرئيس أنور السادات، حينما رأى «الماكيت» الخاص بالنصب التذكارى، فى الجرائد، اتصل بوزير الإسكان، وقال له: «هل قرأت أهرام اليوم، شاهد ما صممه سامى رافع، ونفذ النصب التذكارى فى مدينة نصر»، ليعود له وزير الإسكان بضرورة تنفيذ التصميم، لافتتاحه فى ذكرى أكتوبر 1974.
 
وأضاف، كان الاتصال حينها فى شهر يونيو، فرد عليه قائلا: « تريد تصميم النصب التذكارى فى أربعة شهور فقط»، ليرد عليه الوزير: «نعم، سنحتفل مع مصر كلها بذلك العمل التاريخى، وأنا من سأنفذه»، وكان الوزير حينها هو عثمان أحمد عثمان، مؤسس شركة المقاولون العرب.
 
WhatsApp-Image-2019-08-27-at-6.20.46-PM-copy
 
ويقول سامى رافع، فى أحد الحوارات الصحفية قبل وفاته، المكتوب على النصب أسماء رمزية وافتراضية من قبيل على وحسين ومحمد وسيد ومحمود وبطرس وجرجس ويعقوب وجورج، مما يجسد وحدة هذا الشعب فى الدفاع عن الوطن.
 
وأشار إلي  أن هناك أسماء أشخاص مشتقة من أسماء مدن ومحافظات، مما يعكس وحدة الوطن أيضا فى اللحظات الفارقة، أعنى أسماء مثل الدسوقى والسويسى والفيومى والبحيرى والإسكندرانى، والأسماء من الخط الكوفى من مكعب من حجر البازلت الصلب.
 
الجدير بالذكر أن الدكتور سامى رافع،
 
على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم ديكور 1948، ودبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفيينا قسم ديكور المسرح، وشغل منصب وكيل نقابة الفنانين التشكيليين، بالإضافة لتصميمه 14 رسما لمترو الأنفاق، وعدة هيئات ومؤسسات مصرية مختلفة.
 
WhatsApp-Image-2019-08-27-at-6.20.24-PM-copy
 
 
السيسى.السيسى
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق