في الوقت الذى خرجت تسريبات للرئيس التركى رجب طيب أردوغان ونجله تكشف مدى الفساد والسرقة لأموال الشعب التركي الذى بات يشعر بتدهور الحالة الاقتصادية بسبب سياسة أردوغان بالإضافة إلى قمع الحريات واعتقال الآلاف من المواطنين والموظفين بعد الانقلاب المزعوم ،فقد دفعت الأوضاع الاقتصادية المتردية فى تركيا وارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة على خلفية الإقالات التعسفية للعاملين بالوظائف الأتراك للانتحار فقد شهد مبنى محافظة ملاطيا إشعال مواطن تركى النيران فى جسده ، بسبب عدم قدرته علي دفع إيجار منزله.
وتراكم على المواطن الإيجار لصاحب المنزل ووصل لـ 2000 ليرة وأصبح مهددا بالطرد، وفقا لما نشرته صحيفة جمهوريت التركية.
الانتحار فى تركيا بات ظاهرة طالت 9 آلاف شاب فى الفئة العمرية من بين 14 إلى 34 عاماً، فى الفترة ما بين 2014 إلى 2017، بسبب البطالة وتردى الأوضاع الاقتصادية حسبما أكدت صحيفة جمهوريت التركية.
وأضافت الصحيفة أن هذا نتيجة النمو الخادع المبنى على القروض والصعود السريع غير الحقيقى الذى يتبعه هبوط قاسي يرجع الحال أسوأ مما كان، فانهيار العملة التركية جعل الأسعار ترتفع بشكل كبير.
وتداول الأتراك الفيديو على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، وقد حاول عدد من الأشخاص إنقاذ الرجل ومحاولة إطفاء المارة للنيران وتم توثيق الحدث وتسجيل حديثه قبل إشعال النار في جسده.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى تدفع فيها الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الشعب التركى للانتحار، ففى سبتمبر الماضى كشفت وسائل إعلام تركية عن قيام رجل تركيا يبلغ من العمر 45 عاما بإشعال النار في جسده أيضا بعد أن صب على نفسه مادة البنزين في ساحة ” كيزيلايي ” في العاصمة التركية أنقرة .
وجاء ذلك إثر ما يعانيه من أزمات إقتصادية على حد قوله ، حيث قال لمن كانوا متواجدين في المكان حينذاك :"أنا عاطل عن العمل وجائع .. أطالب بالعدالة" .
كما سبق و توفي مواطن تركي يدعى "أولاش أكن" يبلغ من العمر 32 عاما متأثرا بجروح أصيب بها بعد أن أضرم النار في نفسه، حيث سكب البنزين على جسده، قبل أن يشعل النار في نفسه، احتجاجا على طرده من العمل، وذلك أمام مبنى بلدية حي "مدحت باشا" في مدينة أنطاليا الساحلية جنوبي البلاد.
وقال ذووا الضحية إن ابنهم توجه للبلدية بغية طلب مساعدة مالية من رئيسها، كونه متزوج وأب لطفل، لكنه سرعان ما أحرق نفسه بمجرد وصوله للمكان.
بطالة الشباب تدفعهم للموت
ولفتت صحيفة زمان التركية المعارضة إلى أن حالات الانتحار في تركيا شهدت زيادة في الآونة الأخيرة جراء الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وذكرت الصحيفة التركية، أن شابا يبلغ من العمر 35 عامًا أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الدور الثامن بمنزله في مدينة أضنة جنوب تركيا، موضحة أن الشاب المدعو "أجامين . ش" كان يعاني فى الآونة الأخيرة من حالة روحية سيئة بعدما عجز عن سداد ديونه جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد.
وتابعت الصحيفة التركية المعارضة: "لقى الشاب حتفه في موقع الحادث، الأمر الذي تسبب في إصاببة والدته وأقربائه بانهيار عصبي، كما طلبت الوالدة رؤية وجه ابنه للمرة الأخيرة إلا أن الشرطة لم تسمح لها بذلك".
ومن جهة أخرى بثت قناة العربية تقريرا أشارت فيه إلى انتحار فتاة تبلغ من العمر 19 عام مؤخراً بمدينة أورفا جنوب التركية، ولم يتم إعلان أسباب الانتحار، ولفت التقرير إلى حجم البطالة فى تركيا تخطى الـ13%، فى الوقت الذى تشهد البلاد أزمة اقتصادية حادة.
وأكدت صحيفة "زمان" المعارضة التركية، أن 46 مواطنا غالبيتهم من الشباب أنهوا حياتهم بعد فصلهم من أعمالهم .
كما لفتت الصحيفة إن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض ونائب الحزب عن مدينة ملاطيا، ولي أغبابا، أعد تقريرا بشأن حالة الطوارئ التي شهدتها تركيا، وأن اللجنة التي تم تشكيلها لبحث انتهاكات الطوارئ أشبه بمقر شهر عقاري يصدق على الظلم الذي وقع على المواطنين، مفيدا أن اللجنة أصدرت قرارات في 77 ألف و900 طلب من بين 126 ألف و200 طلب تلقتهم حتى الثامن والعشرين من يونيو هذا العام ولم تقبل سوى 6 آلاف طلب فقط، ما يعني أن معدلات الرفض بلغت 93 %.
ولفتت صحيفة "زمان"، إلى أنه تمت مصادرة جوازات سفرِ مَن وردت أسماؤهم في مراسيم الطوارئ بدون أي سند قانوني وتقييد حريتهم في التنقل، مشيرا إلى استمرار هذا الإجراء التعسفي رغم انقضاء عام على إلغاء الطوارئ، موضحة أن الأشخاص الذين ورد ذكرهم في مراسيم الطوارئ فُصلوا من أعمالهم بشكل جائر، بجانب ما يتعرضون له من ضغوط في حياتهم اليومية، وهؤلاء الأشخاص يعجزون حاليا عن إيجاد عمل أو يعملون في ظل أوضاع شاقة، وأن العيش في ظل هذه الأوضاع الصعبة والبائسة يدفعهم إلى الانتحار.