«المهزوم دائماً مغرم بتقليد المنتصر».. هكذا تكتشف صفات العقل الفارغ

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 10:00 ص
 «المهزوم دائماً مغرم بتقليد المنتصر».. هكذا تكتشف صفات العقل الفارغ
شخص فارغ
كتب مايكل فارس

العقل الفارغ هو كارثة لمن حوله، وهناك فرق بين الفارغ وصاحب العقل الفارغ، والأخطر هو الثاني، الذي يستقبل الكلام الفارغ، بمعنى قد تجد نجماً من نجوم السوشيال ميديا فارغاً، ولكنه ذكي استطاع أن يملأ العقول الفارغة بأمور فارغة، وأصبح لديه جيش من الفارغين! وربما كسب من خلفهم من خلال بيع وترويج فراغه، ومع الوقت يتحسن هذا "الفارغ "من خلال المال الذي اكتسبه والنقد الذي حصل عليه! بينما صاحب العقلية الفارغة بدأ في البحث عن فارغ جديد يملأ فراغ عقله.

ولنفهم الشخص ذو العقلية الفارغة، عليك فهم ما قاله ابن خلدون: "المهزوم دائماً مغرم بتقليد المنتصر"، كما يقول الفيلسوف العالمي Bertrand Russell: "، لذا فإن  العقول الفارغة تقود للغباء، ومن الغباء أن لا يكون لديك تحكم ذاتي"، لذا صاحب هذه العقلية هو مريض ومدمن على الفراغ والفارغين، ولهذا الإدمان عواقب كثيرة، أبرزها أن صاحبها لا يدرك أنه فارغ .

 

وأصحاب العقلية الفارغة  لهم صفات عديدة من أبرزها أنه يؤجر عقله لغيره، فيتحول صاحب هذه العقلية من صفة المالك إلى صفة المستأجر ويخضع لقوانين وتحكم المالك، ويكون بهذا فرط بملكية عقله ،ويتحول إلى أسير ومستعبد بعدما كان حراً يملك حكمه وقراره، ويتحول مثل الريموت كنترول في أيدي الآخرين يتحكمون به تماماً، لذا لا عجب أن تجد أصحاب العقول الفارغة أداة تستخدم من قبل متطرفي اليمين واليسار، وفي ذات الوقت هم أفضل زبائن للمسوق، وأكبر شريحة للمحرض.

 

ودائما تجده منشغلا بغيرة لا بنفسه، فصاحب هذه العقلية لا ينشغل بتطوير معارفه ومهاراته وتحسين سلوكياته، بل ينشغل وبشكل يومي بالآخرين! ينبهر بالصالح منهم، ويتابع القفزات والعثرات، ومع الوقت يتحول إلى حاسد لهذا وشامت بهذا، ومحور حياته هو حياة الآخرين لا حياته، فيعيش بجسده ولكن بروح الآخرين.

 

كما أن  أحكامه وقراراته مصدرها غيره، فتجد مصدر حاجاته ما يُمْلَى عليه من الآخرين، وتتبدل قراراته بناء على ما يراه الآخرون، وتتقلب أحكامه بناء على توجهات الآخرين، وتتأرجح قيمه ومبادئه بناء على ما يؤمن به الآخرون. يتحول من شخص قائد لحياته منحه الله كل الأدوات لبناء كيانه الخاص إلى عامل ومستخدم من قبل الآخرين، ومن خلاله يحقق الجميع أهدافهم إلا هو.

 

وتجده موجها من غيره وليس مبادرا، فلن تجده مبادراً في أي مجال من مجالات الحياة، بل متردداً وإمعة لهذا وهذا، بل إمعة حتى للفارغ، ويتحول إلى نسخة مشوهة لهذا الفارغ. يقوم بنسخ ولصق حياة الآخرين، وإذا لم يستطع يتحول إلى شخص مهزوم معدوم الحيلة مسلوب السعادة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق