104 عامًا مرت على واحدة من أكبر مجازر فى تاريخ البشرية فى القرن العشرين، نفذتها تركيا وبالتحديد الدولة العثمانية وراح ضحيتها بحسب تقديرات الباحثين نحو 1.5 مليون أرميني.
وانطلقت مأساة الأرمن، في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي كانت الدولة العثمانية طرف أساسى فيها، مرتكبة خلالها مجزرة فى حق الأرمن، قتلا وتشريدًا.
قام ضباط الدولة العثمانية بقتل عدد كبير من الأرمن عن طريق عمليات إطلاق نار جماعية، ووفقًا لرئيس الهيئة الوطنية الأرمنية أرمن مظلوميان فأن مذابح الأرمن تضمنت 3 مراحل، أول مرحلة بدأت من عهد السلطان عبد الحميد من 1894إلى 1896 والتي تسمى بالمذابح الحميدية والتي كانت سببها أن الأرمن طالبوا بإصلاحات اقتصادية وسياسية لرفع مستوى المعيشة في تلك الفترة ما أدى إلى ارتكاب هذه المذبحة ، وراح ضحيتها أكثر من 300 ألف أرميني .
المرحلة الثانية مذابح أضنه عام 1909 وراح ضحيتها 20 ألف أرميني و10 الآلاف من جنسيات أخرى، وبالمناسبة هذه المذبحة أثارت انتقادات الأزهر في ذلك الوقت عندما رد الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر حين ذاك على الشيخ العثماني بفتوى أدان فيها قتل الأرمن وقتل المسيحيين في أضنه التي كانت طريق للمذابح الكبرى 1915.
المرحلة الثالثة هي مذابح عام 1915 حيث جمع القادة العثمانيون أهم الشخصيات الأرمنية من سياسين ونخبة إعلامية ورجال أعمال و رجال دين، ليتم أعدامهم في ساحات المدينة، بعدها تم ترحيل وتهجير مئات الآلاف الأسر الأرمينية دون ممتلكاتهم وأكلهم وشربهم إلى طرق جبلية وعرة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 57% خلال حملات التهجير، وانتهت هذه المذابح في 1923 بتصفية أكثر من مليون ونصف أرميني بأبشع الطرق.
وتعتبرالحكومة التركية الحالية هي الوريث الشرعي للدولة العثمانية وهي المسئولة عن الاعتذار للشعب الارميني وتعويضه ماديا ومعنويا، كما انها استمرت في انتهاج سياسة الإنكار، حيث اعتمدت على مصادر وراويات تركية ماضية تنكر وجود مذابح بحق الأرمن وأن سبب وفاة الأرمن كان ظروف الحرب والتهجير، مكتفية بالاعتراف بأن ضحايا الأرمن لا يتعدوا 300000.
وقال مظلوميان إن هناك وثائق وأرشيفات رسمية للدول، و البعثات الدبلوماسية و السفراء، و شهود عيان وإرساليات، وثقت الجرائم التركية في أحق الأرمن، مؤكدًا أن أهم الوثائق أيضا كتاب “قتل أمة ” للسفير الأمريكي هنري مورجنتاو، فضلًا عن مذكرات شاهد العيان السوري فائز الغصين التي اصبحت ذو أهمية بالغة لأنه عاش الأحداث و تعتبر مذكراته أصدق وثيقة باعتبارها من أقدم وأهم الشهادات العربية لما جرى مع الشعب الأرمني في كنف الإمبراطورية العثمانية.، و تمت طباعتها في مصر عام ١٩١٨.