العالم يتحدث عن مصر.. كيف وجه رؤساء دول العالم لطمة للجماعة الإرهابية؟
السبت، 28 سبتمبر 2019 03:00 م
«شرف لى أن أكون مع صديقى رئيس مصر، وهو قائد حقيقى وعظيم، فعل أشياء مذهلة حقا فى فترة زمنية قصيرة.. عندما تولى السلطة قبل وقت قصير، كانت هناك فوضى ثم لم تعد فوضى الآن».. تلك كانت الرسالة التى وجهها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال استقباله الاثنين الماضى بنيويورك، الرئيس عبدالفتاح السيسى، ففى حين كان دعاة الفوضى ينتظرون أن ينضم ترامب إلى صفوفهم، جدد ترامب تأكيداته بالوقوف خلف مصر ورئيسها الذى استطاع أن يقضى على الفوضى ليس فى مصر وحدها وإنما فى دول المنطقة.
لم يكتف ترامب بهذه الرسالة القوية، بل أكد حرص الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائى المشترك بين مصر والولايات المتحدة، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجى القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما فى ضوء الدور المصرى المحورى بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها دعامة رئيسية لصون السلم والأمن لجميع شعوب المنطقة.
فى هذا اللقاء، الذى يعد الثانى فى أقل من شهرين بين الرئيسين، حيث سبق والتقيا على هامش قمة السبع الكبار بفرنسا، أكد الرئيس السيسى، حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين، مشيرا إلى أهمية دور تلك الشراكة فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.
اللقاء تطرق أيضا إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكى بالجهود المصرية الناجحة فى التصدى بحزم لخطر الإرهاب، باعتباره الخطر الأكبر الذى يهدد استقرار المنطقة والعالم ويمثل تهديدا جسيما للسلم والأمن الدوليين، مؤكدا أن مصر تعد شريكا محوريا فى الحرب على الإرهاب، ومعربا عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية فى هذا الصدد، فى حين أكد الرئيس السيسى، أهمية مواصلة التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لتقويض خطر التنظيمات الإرهابية ومنع وصول الدعم لها سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، مستعرضا الجهود التى تبذلها مصر على كل المستويات، العسكرية والأمنية والتنموية والفكرية، للقضاء على ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، ومشيرا إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى للتعامل مع تفشى تلك الظاهرة.
وكانت القضايا الإقليمية حاضرة بقوة على طاولة المباحثات بين الرئيسين، السيسى وترامب، خاصة الوضع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس السيسى موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربا عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما عرض السيد الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها خطوة رئيسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، كما تطرق اللقاء أيضا إلى متابعة التطورات الجارية بالسودان، حيث أكد الرئيس حرص مصر على استقراره ودعم خيارات شعبه، وكذا أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة السودان على استعادة الاستقرار.
وأشاد الرئيس الأمريكى بالإنجازات التى تحققت خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، لاسيما فى الملفات التنموية والاقتصادية، بما فيها تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، معربا عن التطلع لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين فى هذا الصدد، حيث ستمثل هذه المنطقة خطوة مهمة تفتح أمام الشركات الأمريكية آفاقا غير مسبوقة فى السوق الأفريقية.
ولم يقتصر اللقاء على الملفات الإقليمية أو التحديات الأمنية التى تواجهها مصر والمنطقة، بل تطرق إلى التعاون الاقتصادى، حيث تم التباحث حول سبل تعظيم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية فى مصر، لاسيما فى ضوء التقدم المحرز فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، والتى أشاد الرئيس الأمريكى بها وبمجمل الخطوات الناجحة التى تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصرى وزيادة تنافسيته، مؤكدا رغبة بلاده فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.
ويحرص الرئيسان السيسى وترامب، على اللقاء لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبق أن التقى الرئيسان فى نهاية أغسطس الماضى على هامش قمة الدول السبع الكبار فى فرنسا، وهو اللقاء الذى خرج بعدها ترامب ليقول إنه التقى الرئيس السيسى قبل حملته الانتخابية، وأضاف «لقد فهمنا بعضنا البعض جيدا.. إنه رجل قوى وقام بعمل رائع فى مصر»، مؤكدا أن مصر حققت تقدما هائلا تحت قيادة قائد عظيم، وأشاد بالفريق المعاون للرئيس السيسى واصفا إياهم بالرائعين.
تطوير العلاقات الثنائية
تطوير علاقات مصر الخارجية كان أحد المحاور الرئيسية المهمة على أجندة الرئيس السيسى خلال تواجده فى نيويورك، وهو ما ظهر من اللقاءات الكثيرة التى عقدها مع عدد من قادة أوروبا، وتركزت على تطوير العلاقات الثنائية، فقد التقى الرئيس مع رئيس وزراء إيطاليا «جوزيبى كونتى»، الذى أكد عزم بلاده مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع مصر حول تطورات القضايا الإقليمية وسبل تسوية الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، فى ضوء جهود مصر فى مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وكانت التحقيقات فى قضية الطالب الإيطالى «ريجينى»، حاضرة فى لقاء السيسى وكونتى، خاصة فى ضوء الجهود المصرية للكشف عن ملابسات القضية للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة، كما كان ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية حاضرا بقوة فى اللقاء، حيث أكد الرئيس السيسى أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التى تمر بها بعض دول المنطقة، ودعم تماسك مؤسساتها الوطنية، بما يضمن الحفاظ على وحدة هذه الدول وسلامتها الإقليمية، وينهى معاناة شعوبها ويصون مصالحها العليا.
من جانبه أشاد رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، بالأداء الاقتصادى المصرى وما شهده من تطورات إيجابية خلال المرحلة الماضية، مؤكدا حرصه على الالتقاء بالرئيس مجددا بعد اللقاء فى أغسطس الماضى فى فرنسا لمواصلة التشاور والتنسيق إزاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث المستجدات الإقليمية والدولية، كما أكد «بوريس جونسون» تقديره للدور الذى تقوم به مصر لدعم وترسيخ السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس وزراء بلجيكا «شارل ميشيل»، وقدم له التهنئة على انتخابه فى يوليو الماضى رئيسا للمجلس الأوروبى خلفا للرئيس الحالى «دونالد توسك»، وأشاد الرئيس بالعلاقات الوثيقة والمتشعبة بين مصر والاتحاد الأوروبى، مؤكدا تطلع مصر إلى مزيد من تطويرها فى شتى المجالات سواء على الصعيد الثنائى أو اتصالا بالتشاور حول القضايا والموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل.
وفى لقاء آخر أكدت إرنا سولبرج، رئيسة وزراء النرويج، حرص بلادها على تعزيز العلاقات مع مصر، مشيرة إلى محورية الدور المصرى فى الحفاظ على الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، ومعربة عن تطلعها لتكثيف وتعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدين فى ضوء العلاقات المتميزة التى تجمع البلدين.
وللمرة الثانية فى أقل من شهر، التقى الرئيس السيسى، نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى أكد أن العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا تتميز بالمتانة والرسوخ مدعومة بالروابط الحضارية والثقافية التى تربط بين الشعبين المصرى والفرنسى الصديقين.
وخلال لقائه مع رئيس المجر «يانوش أدير»، أعرب الرئيس السيسى، عن ارتياح مصر لتطور العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، والتى انعكست على عقد 3 قمم رئاسية بين البلدين منذ عام 2015، كان آخرها زيارة الرئيس إلى بودابست فى يوليو 2017 للمشاركة فى قمة دول «الفيشجراد» ومصر.
وأثنى الرئيس المجرى على علاقات الصداقة الوطيدة والتاريخية التى تجمع بين البلدين، وما شهدته تلك العلاقات الممتدة من تفاهم مستمر ودعم متبادل، مؤكدا تطلع المجر لمواصلة تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب فى مختلف المجالات، كما أشاد الرئيس المجرى بالاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى الذى حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا أهمية الدور المصرى الفاعل فى استعادة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وإسهاماتها فى دفع مسارات التسوية السياسية للأزمات القائمة فى المنطقة.
وفى لقاء آخر أكد رئيس وزراء إسبانيا «بيدرو سانشيز» للرئيس السيسى، دعم بلاده للجهود التى تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بالبلاد، كما أعرب عن تطلع إسبانيا لمواصلة التشاور مع مصر إزاء سبل تعزيز الاستقرار فى الشرق الأوسط وتسوية الأزمات القائمة بها، فى ضوء دور مصر المحورى كركيزة أساسية للاستقرار والأمن فى المنطقة.
كما أشاد رئيس وزراء باكستان «عمران خان» بما تحقق فى مصر من إنجازات خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى النموذج المصرى الناجح فى تمويل بعض المشاريع القومية الكبرى من التبرعات الشعبية، وأن باكستان استلهمت ذلك النموذج فى تمويل إقامة سدود نهرية لتوليد الطاقة، كما أكد «خان» أن باكستان تقدر دور مصر المهم فى العالمين العربى والإسلامى على صعيد ترسيخ الاستقرار والأمن ودفع جهود إرساء السلام وإنهاء النزاعات.
وبحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع «ليو فارادكار» رئيس وزراء أيرلندا، سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على صعيد التعاون فى مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى الصعيد الاقتصادى فى ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والفرص التى توفرها المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، لا سيما محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن مناقشة عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية وسبل التوصل لحلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، فضلا عن جهود مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأكد رئيس الوزراء الأيرلندى سعادته بلقاء الرئيس، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر، لا سيما مع ما تمثله كركيزة محورية لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فضلا عن تطلعها لمواصلة التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير مظاهر التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين بما يسهم فى تحقيق مصالحهما.