معركة قطرية تركية لضرب مصر.. الغاز يكشف أهداف أنقرة والدوحة

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 03:30 م
معركة قطرية تركية لضرب مصر.. الغاز يكشف أهداف أنقرة والدوحة

«الصراخ على قدر الألم».. هذا هو حال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى لم يترك مناسبة أو فعالية ليظهر من خلالها حانقًا حاقدًا على مصر، محاولًا التدخل فى شؤونها الداخلية وسياساتها وهو ما لن تقبله الإدارة المصرية، مُعبرة عن ذلك فى أكثر من مرة ولعل آخرها بيان وزارة الخارجية الذى صدر مساء الثلاثاء، بعد مساس «أردوغان» بالسيادة المصرية من خلال كلمته عبر منصة الأمم المتحدة.
 
النظام التركى الذى يحاول الإساءة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب مصر يمارس سياسات قمعية بالداخل التركى بشكل صارخ؛ ويبدو أنه يحاول إلهاء المجتمع التركى عبر اختلاق وافعتال الأزمات بعيدًا عما يعانى منه الأتراك من حياة معيشية سيئة جراء ما تشهده تركيا من انهيار اقتصادى وقمع للحريات، وما إلى ذلك من سياسات منافية لقوانين وأعراف حقوق الإنسان حول العالم.
 
من خلال المواقف والأفعال السابقة التى يتبعها النظام التركى تجاه مصر يظهر الحقد الدفين، وبالعودة لشهور قليلة حيث مايو الماضى، نتذكر موقف «أردوغان» عند نجاح القمة العربية الأوروبية التى عُقدت فى شرم الشيخ، عندما جنّ جنونه إلى حد تهديد أوروبا بشكل مُبطن وعلى غرار مبدأ «إن عدتم عدنا»، حيث ذكر أن الشعوب الأوروبية تعيش اليوم بأمن وسلام بفضل ما وصفه من تضحيات تركيا.
 
وقال: «أنقرة لن تقدم هذه التضحيات إلى الأبد»، وهو ما رآه المتخصصون فى ذاك الوقت بمثابة تهديد لما للنظام التركى من علاقات وطيدة بالتنظيمات الإرهابية سواء جماعة الإخوان أو «داعش»، إضافة إلى دعمها وتمويلها من قبل تنظيم الحمدين - حكومة قطر.  ولا يخفى على أحد أن ملف الغاز يؤرق «أردوغان» وحليفه القطرى، فى ظل أن مصر أعلنت أنها حققت الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى فى مارس الماضى، ما يجعلها منافسا قويا بما يصب فى صالح مصر وحلفائها فى المنطقة.
 
فى هذا الإطار، أعرب المعارض والإعلامى التركى، تورجوت أوغلو عن تعجبه من الموقف التركى تجاه مصر واتفاقاتها بشأن الغاز فى منطقة «شرق المتوسط» قبالة سواحل قبرص، فى حين أن هناك تواجدا قطريا أيضًا من خلال شركة «قطر للبترول».
 
وتساءل مستنكرًا: «لماذا لا يهاجم أردوغان قطر؟ أو أى أحد من إعلامييها، لافتًا إلى رؤيته بأن قطر بهذه الشركة تتحرك ضد «أردوغان» وعلى الرغم من ذلك نراه يهاجم وأتباعه مصر وليس الدوحة.
 
ربما ما ذكره «أوغلو» يوضح أن ما يقوم به «أردوغان» تجاه مصر أمر مُعد ومرتب بينه والنظام القطرى مُسبقًا؛ فهما حليفان ويرغبان فى السيطرة على المنطقة وثرواتها ولا يقبلان ظهور أى منافس لهما. ويُمكن أن يُفسر أيضًا ما تشهده مصر حاليًا من حملة إعلامية مسعورة من خلال منابر الإخوان الإعلامية المدعومة من قطر وتركيا، إضافة إلى قناة «الجزيرة» القطرية التى لا تكُف عن بث الشائعات والأكاذيب ومحاولات تأليب الرأى العام. 
 
وأضاف «أوغلو» فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أن ما نشهده من تدخلات تركية فى شؤون مصر يأتى ضمن سياسات «أردوغان» التى تعتمد على محاولة افتعال الأزمات لملاعبة الشعب التركى ومحاولة إلهائه عن فشل سياسات وما تقوم به حكومته من قمع للحريات، وقال: «أرى أن حديث أردوغان عبر منصة الأمم المتحدة وإساءته لمصر والسعودية يعكس مخاوفه من التفات العالم لسياساته فهو تاجر الدم فى حين يحاول دائمًا تحسين صورته أمام الشعب التركى ولاسيما دول العالم، كما أن تركيا تعيش بالفعل أزمة سياسية حادة ويُمكن أن يكون هناك انتخابات مبكرة بنهاية العام الجارى أو مطلع العام المقبل 2021». 
 
وتابع المعارض والإعلامى التركى بأن أردوغان لا يريد الاستقرار فى المنطقة فهو يستفيد من الفوضى فى بعض المناطق، كما أنه يحرص على كسب جماعة الإخوان الإرهابية للحصول على تأييد أصوات الإسلاميين وتحقيق حلمه فى مشروع الخلافة الإسلامية فى المنطقة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق