من خلال معامل الأنسجة النباتية..
«الطفرات الوراثية» خطر يهدد زراعة النخيل فى مصر
الخميس، 26 سبتمبر 2019 08:00 ص
أطلس نخيل البلح والتمور
ومن خلال موسوعة "أطلس نخيل البلح والتمور في مصر"، والذى أصدرته، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، من إعداد وتأليف الخبيرين الزراعيين الكبيرين، الأستاذ الدكتور، رضا محمد رزق، خبير الموارد الوراثية النباتية والتنوع البيولوجي، مركز البحوث الزراعية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعة، جامعة الدول العربية، والدكتور شريف فتحي الشرباصي، الخبير الوطني لإنتاج التمور، بمكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر، غير أن المؤسف فى الأمر، أنه على الرغـم مـن المكانـة العالميـة المرموقـة التـي تتبوأهـا مصـر فى كميـة إنتـاج التمـور، والـذي يصـل سـنوياً إلى مـا يزيـد عـن 1.7 مليـون طـن، وهو مـا يعـادل حـوالى 21% مــن الإنتــاج العالمــي، المقــدر بـــحوالى 8 ملايين طــن، إلاّ أن مرتبتهــا فى المشاركة، بأســواق تصديــر التمــور العالميــة لم تحــظ بنفــس المكانــة، نتيجــة العديــد مــن العوامــل المرتبطــة بسلســلة القيمــة للتمــور، والتــي تبــدأ مــن عمليــات زراعــة وخدمــة النخيــل، وتنتهــي بعمليــات التصنيــع والتعبئــة والتغليــف والتوزيــع للأســواق المحليــة أو التصديــر، وتهـدف الاسـراتيجية إلى رفـع سقف التصديـر، مـن 38 ألف طـن فى عـام 2016، إلى 120 ألـف طـن، خـلال الخمـس سـنوات التاليـة، ورفـع متوسـط سـعر التصديـر، مـن ألف دولار للطـن فى عام 2016 إلى 1,500 دولار للطـن، خـلال 5 سـنوات، نتيجـة عمليـات التطويـر والنهـوض بالقطـاع، وتحقيـق زيـادة فى الـموارد الماليـة، بالعملـة الصعبـة، للميزانيـة العامـة للدولــة، مــن 40 مليــون فى 2016م، لتصــل إلى 180 مليــون دولار، مع زيــادة التســويق عـلـى المســتوى المحلــي، مــن التمــر المجمــد والطــازج والمصنعــات، ورفــع قيمــة الصــادرات مـن التمـور غيـر المُصّنعـة، للاسـتفادة مـن المنتجـات الثانويـة ومخلفـات التمـور والنخيـل وتعظيـم القيمـة المضافـة، وتنشـيط قطـاع صناعـي واسـع، يعتمـد عـى النخيـل مثل الدبـس و الخـل و الكحـول والحـرف اليدويـة، مع خلـق فـرص عمـل جديـدة، نتيجـة الانتعـاش فى قطـاع إنتـاج وتعبئـة وتصنيـع وتسـويق التمـور.
من ناحيته، قال المهندس شوقى أبو نخلة، خبير زراعة النخيل، فى تصريحات صحفية، إن مصر تسعى من خلال المشروع القومى للنخيل، إلى زيادة حجم الإنتاج، والوصول إلى مُعدّلات إنتاجية أكبر، خاصة فى الأصناف، ذات العائد الاقتصادى الكبير، وأن التكاثر يتم بأكثر من طريقة، كالبذرة وهى غير مُفضّلة، وبالفسائل، وهى الطريقة التى انتشرت مؤخراً، وهى زراعة الأنسجة، وتمتاز هذه الطريقة، بِأن عدد الفسائل، التى يمكن الحصول عليها كبيراً جداً، وخالى من الآفات الحشرية والفطرية، ومُنتخبة من أمهات، ذات مواصفات ممتازة، ولكن الأهم فى زراعتنا الآن، هو كيفية الحصول عليها، ولعل أغلب المعامل الموجودة فى الساحة، تعمل بالطريقة الغير مباشرة فى الإكثار وهى "الكالس"، وهنا يكمُن الخطر الحقيقى، الذى يكاد أن يلحق بنا وبدولتنا الضرر، فمن خلال البحوث والدراسات، وما هو ثابت، أنه إذا ارتفعت كفاءة المعمل، يكون هناك نسبة طفرات وراثية فى الفسائل، تتراوح ما بين 5% إلى 7% من الانتاج الكُلّى، وهذا يعنى أن إنشاء وبناء مشروعات قومية ضخمة، تقتصر على معامل الأنسجة فقط، فى الحصول على الفسائل، وهو ما يترتب عليه، وجود طفرات وراثية، ليس لها أى جدود.