يطبقها معهدى البحوث الزراعية والصحراء.. زراعة الأنسجة النباتية خطوة على طريق توفير الأمن الغذائى
الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 07:00 ص
تُعدّ تقنيات "زراعة الأنسجة النباتية"، واحدة من طُرق الزراعة الحديثة، التى تساهم فى زيادة الرقِعة والإنتاجية الزراعية، كمّاً وكيفاً، من خلال مساحات محدودة، ويُقصد بها ببساطة، نمو خلايا أو أنسجة أو أجزاء نباتية مختلفة، في أواني زجاجية، وأحياناً بلاستيكية، تحتوي على بيئات مُغذية صناعية، تتكون من العناصر الغذائية، التي يحتاجها النبات، ويتم ذلك تحت ظروف كاملة التعقيم، وكل هذا يهدف لزيادة الإنتاجية الزراعية والمحصولية، لمواكبة الزيادة السُكّانية العالمية، حيث تجاوز سُكان المعمورة الـ 7.67 مليار نسمة، فى مطلع عام 2019م الحالى، وإذا كانت هذه التقنية الزراعية الهامة، قد وصلت مصر منذ سنوات قليلة، وتم تطبيقها مُتأخراً، إلاّ أن بداية التطور التاريخي لعلم زراعة الأنسِجة، كان بين عامي 1838م و 1839م، وهذين العامين هما بداية التاريخ الحقيقي، لزراعة الأنسجة النباتية، حينما وضع العالمان" Shleiden and Schwann"، أُسس النظرية الخلوية بصورة مستقلة، مع التركيز على طبيعة الخلايا، وقدرتها على النمو بعد فصلها من النبات الأم، وقد توصَّل العالمان إلى نظرية، أُطُلِق عليها القدرة الكامنة للخلية "Cell Totipotency"، وهي قُدرة أي خلية نباتية حية، على تكوين نبات كامل، وكانت هذه النظرية، هى أساس زراعة الأنسجة النباتية فى العالم، ومنذ عام 1838م، وحتى عام 1988م، جرت تطورات وتحديثات على هذه التقنية، حتى صارت من أبجديات الزراعة فى مصر والعالم.
زراعة الأنسجة النباتية
مميزات زراعة الأنسجة النباتية
تشير الأبحاث والدراسات، فى الجامعات ومراكز البحوث العلمية والزراعية، إلى أن تقنيات زراعة الأنسجة النباتية، تتميز بعددٍ من الخصائص والمواصفات، ومنها أنها تتم في حيز مكاني صغير نسبياً، مقارنة بالزراعة التقليدية، و من الممكن توفير الظروف البيئية المُثلى لها، والتي يحتاجها النبات، وأنها تتم بعيداً عن جميع الكائنات الحية، من فطريات وبكتريا وفيروسات وحشرات، وأنها لا ترتبط بالنمط الطبيعي، لتطور النبات ودورة حياته، وكذلك سهولة التعامل مع مزارع الخلايا والأنسجة، لنباتات صعبة التداول أو المعالجة، ومن أهم الخصائص، أنها تتم في أواني زجاجية، وتحت ظروف كاملة التعقيم.
تقنية زراعة الأنسجة
استخدامات زراعة الأنسِجة
وفى حلقات السلسلة الطويلة للتقدم العلمى والتكنولوجى، فقد لجأت مراكز البحوث والجامعات، إلى هذه التقنيات، من أجل إكثار النباتات، التي يصعب إكثارها، بالطرق العادية، أو النباتات المُعرّضة للإنقراض، على نطاق تجاري، وإنتاج نباتات خالية من الفيروس" Virus Free Plants " وكذلك حفظ الأصول الوراثية (Germplasm Conservation).، مع إنتاج العديد من المركبات العضوية والأمصال، والحصول على النباتات الكاملة، للخلايا المُعدّلة وراثياً، وزيادة التباينات الوراثية، عن طريق الاستفادة من التغيرات الكروموسومية، الناتجة عن الزراعة النسيجية، أوما يُعرف بـ" Somaclonal Variation "، والحصول على هُجُن جسمية، باستخدام تقنية دمج البروتوبلاست.
طفرة فى تقنية زراعة الأنسجة فى مصر
التكنولوجيا الحيوية النباتية
وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد اهتمت منذ سنوات، بكل ما يتعلق بالزراعة الحديثة وتقنياتها، سواء على مستوى مركز البحوث الزراعية، والمعاهد البحثية، وكذلك بمركز بحوث الصحراء، حيث تم إنشاء معاهد خاصة، بالهندسة الوراثية، والزراعة العضوية، وبنك الجينات الزراعية، ومن ناحيته، كان الدكتور نعيم مصيلحى، رئيس مركز بحوث الصحراء، قد افتتح اليوم الأحد فاعليات الدورة التدريبية، التى تنفذها شعبة البيئة، وزراعات المناطق الجافة بالمركز، فى الفترة من 23- 27 سبتمبر 2019، تحت عنوان "تقنيات زراعة الأنسجة النباتية"، برعاية الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، للنهوض بالزراعة المصرية، وقال الدكتور نعيم مصيلحى، فى كلمته الإفتتاحية، أن هذه الدورة التدريبية، تهدف إلى تنمية مهارات طلبة وخريجى كليات الزراعة والعلوم والصيدلة، والراغبون في إنشاء معمل زراعة الأنسجة، كمشروع اقتصادي، وأضاف "مصيلحي":أن الدورة تهدف أيضا إلى التعريف بمجالات التكنولوجيا الحيوية النباتية، والتعرف على تقنيات زراعة الأنسجة المختلفة، وأهم تطبيقاتها، بجانب التعرف على مكونات معمل زراعة الأنسجة، وكيفية تصميم وإنشاء معمل نموذجي، لإجراء البحوث، وكمشروع اقتصادي، من خلال التدريب العملى والنظرى، بالمعامل المتخصصة بزراعة الأنسجة، ومعامل شعبة البيئة، وزراعات المناطق الجافة بمُجمّع المعامل.
زراعة الأنسجة فى مصر تشهد تطوراً سنوياً
ومن جانبها، قالت الدكتورة فاطمة أحمد، رئيس شعبة البيئة، وزراعات المناطق الجافة بالمركز، فى كلمتها، خلال افتتاح الدورة، بأن برنامج الدورة التدريبيبة يستمر لمدة 4 أيام، تشتمل على المحاضرات النظرية، والتدريب العملي، على أهم تطبيقات زراعة الأنسجة، من طرق ومراحل الإكثار النباتية، وطرق الحفظ المعملي، للأنسجة النباتية، والإنتاج المعملي، لمركبات الأيض الثانوية، وإلقاء الضوء على أهمية تقنية زراعة الأنسجة، في صون الأصول الوراثية النباتية، وخاصة النادرة والمستوطنة، والتأكيد على أهمية زراعة الأنسجة، في التغلب على بعض المشاكل، التي تواجه بساتين الفاكهة، وخاصة نخيل البلح، وكذلك بعض النباتات الاقتصادية، تحت الظروف الصحراوية.
زراعات
زيادة الرقعة الإنتاجية
من جانبه، أثنى الدكتور محمد عبادى، الخبير الزراعى، وأمين عام نقابة الفلاحين الزراعيين، على مثل هذه الندوات وموضوعاتها، وخاصة زراعة الأنسجة النباتية، التى تُعتبر حلقة، فى منظومة و سلسلة تقنيات الزراعات الحديثة، والتى يأخذ بها مركز البحوث الزراعية ومعاهد أبحاثه، منذ سنوات طوال، فى العديد من النباتات والحاصلات، وكذلك مركز بحوث الصحراء، من أجل تقدم الزراعة المصرية، وزيادة رقعتها الإنتاجية، لتوفير الأمن الغذائى، لأكثر من 100 مليون نسمة، مع رفع حصة التصدير سنوياً للمحاصيل التصديرية، التى تعود بالعُملة الصعبة على خزانة الدولة.