وداعاً لمشاكل الحيازات الورقية..

الكارت الذكى.. طوق النجاة للفلاح فى عصر الزراعة الرقمية

الأحد، 22 سبتمبر 2019 09:00 ص
الكارت الذكى.. طوق النجاة للفلاح فى عصر الزراعة الرقمية
الكارت الذكى للفلاح
كتب ــ محمد أبو النور

قطعت الزراعة الرقمية، فى مصر والعالم، شوطاً كبيراً، فى مجال الأمن الغذائى، شمِل عدة نواحى وقطاعات، يُعدّ كلٌ منها، حلقة فى سلسلة طويلة، من الحلقات المتعددة، فى مفاصل ومنظومة الزراعة المصرية، ومنها ما يتّصل بالبذور والتقاوى، ومياه الرى، والفلاح والمُزارِع نفسه، الذى تبذل الحكومة مُمثّلة فى وزارة الزراعة، جهوداً متواصلة لدعم وتطوير مستلزمات إنتاجه وخدماته، بطريقة تواكب أحدث النُّظم التكنولوجية فى العالم، ومنها استبدال الحيازة الزراعية الورقية، بالكارت الذكى، أو مايُسمّى بكارت الفلاح الذكى، أو الكارت الذكى للفلاح، أو الحيازة الذكية.

hjyu77889999
الكارت الذكى سيكون داعما للمزارعين 

 

الوصول لـ 5,5 مليون فلاح

كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ممثلة فى قطاع الخدمات الزراعية، قد كثّفت لجانها منذ عام 2016م، للتواصل مع كل المزارعين فى كل القرى والنجوع والوحدات والجمعيات الزراعية، لسرعة استيفاء البيانات الخاصة بهم، فى الجمعيات الزراعية القريبة منهم، لاستكمال منظومة كارت الفلاح، بما سيساهم فى ضبط منظومة الخدمات وتقديم الدعم الفنى للفلاح الذى يستحق الدعم، وكشف تقرير لوزارة الزراعة، أنه تم الانتهاء من إصدار 2 مليون و250 ألف كارت ذكى، والمستهدف وصوله إلى 5.5 مليون كارت، وهو عبارة عن عدد الحائزين، الذين تم حصرهم، من خلال المنظومة حتى الآن، وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد شدد على أهمية تفعيل، منظومة كارت الفلاح، فى أسرع وقت ممكن، بما يساهم فى وصول الدعم لمستحقيه من المزارعين، وبالاعتماد على قاعدة بيانات مُدققة، تُسهّل من مهمة مُتخذ القرار، وأشار الوزير إلى ضرورة وضع آلية لتشجيع المزارعين، لسرعة تسجيل بياناتهم فى المنظومة الجديدة، والتى يُجرى حالياً النظر فى تقديم خدمات أوسع وأشمل لهم، من خلال الكارت الذكى، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة، و دعماً للفلاح، والذى يُعدّ العمود الفقرى للإنتاج والاقتصاد القومى فى مصر.

الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين
الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين

 

الكارت غير الذكى

من ناحيته، كان الحاج حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، قد أشار إلى أن فكرة إصدار منظومة الكارت الذكي للفلاح، قد بدأت منذ عام 2016م، وقد انعقدت النيّة على انطلاقه في الربع الأول من عام 2018م، حيث أن هذه المنظومة تُعدّ من الأساليب الحديثة، التي تجعل الفلاح موكباً للتكنولوجيا، ولفت نقيب الفلاحين إلى إصدار ما يزيد عن 2700 كارت ذكي، تم توزيعها بمحافظتي السويس والإسماعيلية، كمرحلة تجريبية للتدريب على استعمال الكارت، وأضاف أبو صدام، أن الكارت ما هو إلا استبدال لبطاقات الحيازات الزراعية الورقية بأخرى مميكنة، مشيراً إلى أن هذا الكارت يتميز بتحديد المساحات الزراعية تحديداً دقيقًاً، وكافة الأصناف التي يقوم الفلاح بزراعتها، وصرف كافة مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وتقاوي للفلاح، وعدم التلاعب بكميات الأسمدة حال ارتباط المنظومة، بتوزيع كميات السماد لكل حيازة زراعية، وضمان عدم بيعها بالسوق السوداء.

حصاد القمح
حصاد القمح

حصاد محصول القمح

 

وشدد أبو صدام، على ضرورة ربط الكارت بالحجر الزراعي، حيث يمكن التعرّف على التُجّار أو المصّدرين للشحنات غير المطابقة للمواصفات بسهولة، ومحاسبته على ذلك، كما يوفر هذا النظام جهداً وتعباً للمزارعين، ويقضي علي الحيازات الوهمية وفساد الدفاتر.

وكان نقيب الفلاحين، قد أثار مخاوف من سوء استخدام كارت الفلاح الذكي، وتحويله إلى "كارت غبي"، في حالة عدم متابعته بالحذف والإضافة، للحائزين علي الأراضي الزراعية، عند نقل الحيازة من شخص لآخر، وتحول الأرض من زراعية إلى سكنية تجارية، أو من أرض صحراء إلى زراعية، مشيراً إلى أنه لا يتوقف نجاح المشروع علي مجرد انطلاقه، لكن يجب الاستمرار في تطويره ومتابعته، بحيث لا يصبح الهدف منه جمع أموال الفلاحين دون تقديم أية فائدة لهم، وطالب أبو صدام، بتنظيم حملة إرشاد وتوعية للفلاحين بمميزات وطريقة استعمال الكارت الذكي بأدوات تدريبية وتعريفية، بالإضافة إلى تدريب موظفي الجمعيات الذين يقومون بالتعامل مع الفلاح والتيسير عليه، مضيفًا إلى ضرورة ربط الكارت بالبنك الزراعي المصري، لضمان وصرف قروض ميسرة للفلاح.

ghjjjkkkkkk
مزارع ينتظر دعمه حتى يواصل الإنتاج

 

طريقة تسجيل الحيازات

من جنبها، كانت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكيّة، قد تفقدت بصحبة اللواء هشام السعيد، محافظ الغربية، منذ أيام أعمال تطبيق منظومة كارت الفلاح الذكي، وإجراءات استخراجه وتسليمه للمزارعين، جاء ذلك، خلال زيارة نائب وزير الزراعة ومحافظ الغربية إلى مبنى مديرية الزراعة بطنطا، والاستماع إلى شرح مفصل عن طريقة تسجيل الحيازات على المنظومة، واستخراج التقارير اللازمة، التي تحدد المساحات المنزرعة وأنواع الزراعات، وتحدد أيضا المساحات الغير منزرعة سواء كانت متعدى عليها بالبناء أو أرض بور أو أرض تم دخولها داخل الحيز العمراني و أرض تم إدراجها ضمن مشروعات النفع العام.

الكارت الذكى للفلاح
الكارت الذكى للفلاح

 

ويمر تسجيل حيازة المزارع على المنظومة، بعدة مراحل، تتمثل في التسجيل بالجمعيات الزراعية والتأكيد والمراجعة بالإدارات الزراعية و المراقبة وإعداد التقارير بمديرية الزراعة و تسليم الكروت الذكية من بنوك الائتمان بعد تدقيق البيانات، وتستهدف هذه المنظومة بالمحافظة، استخراج كروت ذكية لعدد 500 ألف مواطن، بإجمالي مساحة 400 ألف فدان، وقد تفقّد المحافظ ونائب وزير الزراعة، مبنى الإدارة الزراعية بطنطا، لمتابعة أعمال تدقيق ومراجعة البيانات المسجلة، من قبل الجمعيات ومطابقتها بالمستندات المعتمدة، كما تفقدا أيضا البنك الزراعي المصري بقرية القرشية، حيث شهدا أعمال تسليم الكروت للمزارعين، الذين أشادوا بتسهيل إجراءات استخراجها، وفى إطار متابعة أعمال تسجيل بيانات الحيازات على المنظومة، بالجمعيات الزراعية، تفقدا الجمعية الزراعية بالقرشية، حيث التقيا بالمواطنين أثناء عمليات تسجيل البيانات، كما تطرقا أيضا إلى دور الجمعية، في الإعلان الواضح عن الأوراق المطلوبة لأعمال التسجيل، وخلال الزيارة، أكدت الدكتورة منى محرز أن تسجيل البيانات، على منظومة إلكترونية يمثل نقطة تحول كبيرة، تساعد في المراقبة الجيدة للأوضاع، وكذلك أخذ القرارات، التي تناسب الوضع الفعلي على أسس علمية، وأوضحت أيضا أنه تم تسجيل 336 ألف حيازة على المنظومة، ومتبقى 177 ألف حيازة فقط بالغربية،  وهو ما يعكس وعى مزارعي الغربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق