قصة معلمات متقاعدات ينافسن في سوق الدروس الخصوصية بالإمارات بأجور مخفضة (صور)
الجمعة، 20 سبتمبر 2019 08:00 م
قررت مجموعة من المعلمات المتقاعدات دخول سوق الدروس الخصوصية بالإمارات، لشغل أوقات فراغهن بتطوير مستويات الطلبة الدراسية وتقديم الدعم التربوى لهم، من خلال دعمهم بخبراتهن التى اكتسبوها على مدى سنوات عملهن فى المجال التربوى، بالإضافة لضمان مصدر دخل لهن، فى خطوة كان لها ردود فعل إيجابية ومشجعة من أولياء الأمور، حيث أكدو أن عمل المعلمة فى مجال الدروس الخصوصية يخلق فارقا إيجابيا، يصب فى مصلحة الطالب، لافتين إلى أن المعلمات المتقاعدات يطلبن أجراً مخفضا، ويركزن على رفع مستوى الطالب، بدلاً من البحث عن الأجر فقط.
وقالت، ولى أمر طالبة إنها علمت بأن هناك معلمات يقدمن دروساً خصوصية، فسارعت بتسجيل ابنتها عند معلمة متقاعدة فى مادة الرياضيات، وفوجئت بأن سعر الحصص الشهرية منخفض مقارنة مع الأسعار السائدة فى سوق الدروس الخصوصية وفق "الإمارات اليوم".
وأيدتها فى الرأى ولية أمر أخرى، وقالت إن الدروس الخصوصية أصبحت أمراً لابد منه لدعم مستوى الطلبة، فكل الأسر تقريبا تستعين بها، مشيرة إلى أن وجود معلم يعطى الدروس الخصوصية سينمى لدى الطالب بعض النواحى التربوية، فضلاً عن الفائدة التى يمكن أن نجنيها من خبرته الكبيرة فى هذا المجال، وتابعت أنها ترى المتقاعدة مختلفة وأكثر تنظيما، كما أنها تتصف بالحزم فى أسلوب التدريس.
أطفال المدارس في أبو ظبى
وأضافت ولية الأمر، أن المعلمة حددت مكانا للدروس الخصوصية فى غرف ملحقة بمنزلها، مخصصة لهذا الغرض تحديداً، ويتوزع الطلبة والطالبات فيها على حسب فئاتهم العمرية، لأنها تمنع اختلاط الطلبة الأكبر سناً بالأصغر، خلال الساعة المحددة لكل فئة.
وتوالى تشجيع أولياء الأمور، حيث أكدوا، ثقتهم بالمعلمة الخصوصية المتقاعدة أكثر من أى معلمة أخرى، معتبراً أنها ستركز على مستوى الطالب بدلاً من البحث عن الأجر فقط، كما أنها وصلت فى تدرجها الوظيفى إلى مراحل متقدمة، ما يعنى أن لها خبرة كبيرة بالمادة، وتوصيل المعلومة إلى جميع مستويات الطلبة.
من جانبها، قالت معلمة متقاعدة تعطى الدروس الخصوصية، إن فكرة الدروس الخصوصية لم تكن حاضرة فى ذهنها، لكنها بدأتها حينما رأت ضعف أبناء العائلة فى بعض المواد، كاللغة العربية، بحكم دراستهم فى مدارس خاصة، ما جعلها تتطوع لتدريسهم خلال إجازات نهاية الأسبوع، إلا أنها توسعت بحكم زيادة عدد الطلبة الذين يرغبون بالانضمام، ما جعلها تنظم عملية التدريس بآلية معينة، وتخصص مكاناً لتدريسهم.
وأشارت إلى أنها لم تستطع الجلوس من دون عمل، أو إنتاج، فقد وجدت فراغاً كبيراً خلال الفترة الأولى من تقاعدها، مضيفة أن الدروس الخصوصية حققت لها أحد أكبر أهدافها، وهو مواصلة تعليم الطلبة حتى فى فترة ما بعد التقاعد.
وأيدتها فى الرأى معلمة أخرى قائلة إنها تقاعدت من عملها منذ أكثر من عام، وجلست طوال تلك الفترة دون عمل، الأمر الذى جعلها تشعر بالضيق والملل، مضيفة أنها حاولت إخراج هذا الضيق من خلال عودتها للتدريس، خلال فترة المساء، ولقيت ردود فعل إيجابية. وطلب عدد كبير من الطلبة الالتحاق بالصفوف التى روجت لها عن طريق تطبيق (واتس أب).
وقالت معلمة أخرى إن الطالب يحتاج إلى معلم ذى خبرة، سبق له العمل بالمجال التربوي، ليحل بعض مشكلاته، خصوصاً أن كثيراً من الطلبة بمستوى تعليمى أقل من المتوسط، ما يجعل الدرس الخصوصى مادة معززة لثقته بنفسه، إضافة إلى أنها تحسن مستواه الدراسى، مؤكدة أن «لكل طالب خصوصية فى التعامل مع المادة التى يحتاج إلى تقوية فيها، حسب فهمه ودرجة استيعابه لها، لذلك نضع خريطة ذهنية لكل طالب، موضحةً أن بعض الدروس الخصوصية تعطى لعدد كبير من الطلبة دون مراعاة لاختلاف مستوياتهم فى المادة، ما يسبب تفاوتاً ملحوظاً فى المستويات.