مقال عن قاضٍ أمريكي يضع «نيويورك تايمز» في مهب الريح
الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 11:00 م
انتقادات شديدة تواجهها الصحيفة الأمريكية «نيويورك تايمز»، عقب نشرها مقالا في صفحة الرأي قبل أيام، يسرد مزاعم سوء سلوك جنسي جديدة ضد قاضى المحكمة العليا الأمريكية بريت كافانو، والذى افتقر لأبسط القواعد المهنية التى ينبغى على صحيفة بثقل «نيويورك تايمز» أن تتبعها، تضمن مزاعم سوء سلوك من قبل القاضى أثناء دراسته الجامعية، دون أن يقدم تفاصيل مهمة فى مثل هذه النوعية من التقارير مثل تعليق الضحية، لاسيما وأن الواقعة رواها طرف ثالث لم يتم الكشف عن هويته.
وقالت شبكة «فوكس نيوز» إن صحفيتي «نيويورك تايمز» اللتين كتبتا المقال المثير للجدل عن «كافانو» زعمتا أن التفاصيل الرئيسية الخاصة بالمزاعم الموجهة ضد القاضى ربما تم إزالتها من النسخة الأصلية فى عملية التحرير، وكانت الصحيفة قد تراجعت عن التقرير الأولى، الذى يوجه فيه زميل سابق بكافانو بجامعة «يال» اتهامًا للأخير بارتكاب فعل جنسى أثناء حفل أقيم خلال دراستهما الجامعية، واستند التقرير إلى الكتاب المقرر صدوره للكاتبيتن بالجريدة روبين بوجريبين، وكيت كيلى، والذى يحمل عنوان «تعليم بريت كافانو: تحقيق».
واضطرت «نيويورك تايمز» إلى إصدار تحديث شمل تفاصيل مهمة من بينه أن أصدقاء عديدين للضحية المزعومة فى تلك الواقعة يقولون إنها لا تتذكر هذا الاعتداء المزعوم، كما ذكرت الصحيفة ولأول مرة أن الضحية رفضت إجراء مقابلة معها، ولم تدلِ بتعليقات أخرى على القصة، وقالت الصحفيتان «بوجربين»، و«كيلى» فى مقابلة معهما، إن المعلومات كانت موجودة فى نسختهما الأصلية من المقال، وأوضحت «بوجربين»، أن التايمز عادة لا تذكر أسماء الضحايا، وأنها تعتقد أنه عندما يوقف المحررون الاسم، فإن المعلومات الحاسمة التى لا تستطيع تذكرها يتم إزالتها أيضًا، وأضافت أنها تعتقد أن عملية التحرير تمت على عَجل.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد هاجم «نيويورك تايمز» بمجرد نشرها القصة، وجدد الهجوم عليها مرة أخرى بعد التحديث الذى قامت به، وعند نشر التقرير لأول مرة، قال الرئيس إن على كافانو أن يبدأ فى مقاضاة هؤلاء الناس أو ينبغى أن تبدأ وزارة العدل فى التدخل لإنقاذه، وأضاف، فى تغريدة، «إن الأكاذيب التى تقال عنه لا يمكن تصديقها»، متسائلا: «فمتى يتوقف هذا؟ إنهم يحاولون التأثير على آرائه. لا تسمحوا بحدوث ذلك».
ونشر ترامب، سلسلة من التغريدات التى شن فيها هجومًا حادًا على الصحفية، وقال: «لقد تراجعت نيويورك تايمز فى تقرير عن مزاعم اعتداء كافانو، الشخص الذى وقع الاعتداء عليه هو القاضى كافانو.. تم الاعتداء عليه بأكاذيب وأخبار كاذبة.. كل هذا الأمر يتعلق بالإعلام الأعرج الذى يعمل مع شركائهم الديمقراطيين».
ونقل فى تغريدة أخرى ما قاله دان بون جينو فى «فوكس أند فرندز»: «إن ما يحدث للقاضى كافانو أمر مشين فهذا الرجل ليس فقط جيدًا، بل هو رجل عظيم، فيجب عليه أن يذهب إلى كنيسته مع عائلته فى حين أن هذه التقارير المروعة يتم كتابتها عنه، إنه أمر مشين».
ولم يقتصر الهجوم على نيويورك تايمز من وسائل الإعلام المحسوبة على الرئيس ترامب مثل «فوكس نيوز»، بل إن شبكة «سى إن إن» هاجمت بدورها الصحيفة، ونقلت عن القصة الخاصة بكافانو هى أحدث حلقة فى سلسلة أخطاء بارزة من قسم الرأى بالصحيفة والتى سببت إحراجا للمسئول عنه جيمس بسنت منذ تعيينه فى عام 2016. حيث شهد توليه لهذه المسئولية عدة سقطات أدت إلى جدل وانتقادات بل ودعوى قضائية واحدة على الأقل.
وكان عدد من المتسابقين الديمقراطيين قد طالب بعزل كافانو بعد نشر تقرير صحيفة «نيويورك تايمز»، فقالت السيناتور كامالا هاريس على تويتر: «لقد كذب بريت كافانو على مجلس الشيوخ الأمريكى والأكثر أهمية على الشعب الأمريكى وتم وضعه فى المحكمة من خلال عملية مخزية ووجوده فى المحكمة إهانة للسعى وراء الحقيقة والعدالة»، ورغم أن جو بايدن، الأوفر حظًا حتى الآن لنيل ترشيح الحزب، لم يصل إلى حد المطالبة بعزل كافانو، إلا أنه أثار المخاوف بشأن سلامة عملية تأكيد تعيينه فى مجلس الشيوخ.