بعد 18 عاما.. حكاية مصرية نجت من أحداث 11 سبتمبر وشاركت في إعادة بناء البنتاجون

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 03:17 م
بعد 18 عاما.. حكاية مصرية نجت من أحداث 11 سبتمبر وشاركت في إعادة بناء البنتاجون
المهندسة الأمريكية المصرية منال عزت
أمل غريب

مر 18 عاما على ذكرى تفجير برجي التجارة العالمي، ومبنى البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية»، الذان اشتعلا في الحادث الإرهابي الأليم في 11 سبتمبر 2011، وأودى بحياة المئات من المواطنين.

وعلى الرغم مما تحمله ذكرى 11 سبتمبر في نفوس البشرية حول العالم بشكل عام، والمواطنين الأمريكيين بشكل خاص، إلا أن صورة السيدة المصرية «منال عزت»، لاتزال هي المشهد الوحيد الذي يرسم البسمة على وجوه سالت عليها الدموع وسيطرت عليها مشاعر الخوف والرعب والفزع.

السيد المصرية «منال عزت»، كانت أحد المتواجدين داخل مبنى البنتاجون الأمريكي، أثناء عملية احتراقة على إثر اصتدام طائرة ركاب به، والتقطتها عدسات المصورين أثناء فرارها من المبنى المحترق وعلى وجهها علامات الزعر والفزع، حتى أنها لم تشعر بحجابها وهو يسقط عن رأسها، من شدة الرعب، لكنها في اليوم التالي للحادث الأليم، حيث كانت النيران لا تزال مشتعلة، لكنها لم تمنع هذه السيدة المصرية الأصيلة، من التوجه والمشاركة في إعادة إعمار مبنى وزارة الدفاع الأمريكية.

المهندسة الأمريكية ذات الأصول المصرية، كانت لها دورا بارزا داخل البنتاجون، حيث أن مشهد رؤيتها إلى جانب فريق عمل ضخم من العاملين لإعادة بناء المبنى الأهم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيظل دائما رمزا لمأساة إرهابية أودت بحياة 184 شخصا، ففي نفس المكان الذي صدمته الطائرة منذ 18 عاما، بُنيت «كنيسة»، يجتمع فيها الموظفون المدنيون من العاملين بالجيش الأمريكي، من كافة الديانات، يوميا من أجل الصلاة.

هاجرت المهندسة الأمريكية، من مصر خلال فترة طفولتها، وتدرجت في السنوات الدراسية إلى الجامعة، حتى استطاعت الحصول شهادة الدكتوراة في الهندسة الإنشائية، فالتحقت للعمل في شركة خاصة قبل انضمامها إلى فيلق المهندسين بالجيش الأمريكي، فكانت أول مهمة عمل لها مديرا لمشروع ترميم البنتاجون، وكانت تجري تنفيذه أثناء هجمات 11 سبتمبر، وعندما انتهى المشروع طلبت النقل خارج البنتاجون، بسبب ما يمثله المكان لها من ذكريات مؤلمة على زملائها الذين فقدتهم في الحادث، وهو ما حدث، وهي الآن تعمل مدير برنامج بمدارس وزارة الدفاع الأمريكية.

وتحكي المهندسة المصرية، عن ذكرى مأساة البنتاجون، هذا العام: «كان هناك الكثير من المشاعر في هذا المجهود، وأردنا جعله مكانا سلميا ليساهم في إبعاد ذكرى المأساة، أزعجني كثيرا إلقاء اللوم على الإسلام في هذا الحادث الإرهابيي، بسبب أن المنفذين مسلمين متطرفين، بينما رؤية مسلمين يعملون في الجيش الأمريكي ويصلون في الكنيسة أمرا يبعث على السعادة، وعلى المستوى الشخصي سمعت أشياء سلبية، مثل (هؤلاء البلهاء فعلوا ذلك)، وهو ما جعلني أشعر بالألم، وأرادت أن أرد بأن الإرهابيين عدد قليل من الأشخاص المروعين، وهم ليسوا ممثلين لديننا، كما أن يؤدي المسلمون العاملين بالبنتاجون، صلاتهم في الكنيسة الجديدة، التي تجمع بين مختلف الأديان، فنحن أمة واحدة تحت الرب، وعندما تمشي وترى هذا، وتجد الناس تحترم دين بعضها البعض، فإن هذا نعمة».

البنتاجون فى 11 سبتمبر
البنتاجون فى 11 سبتمبر
 

وتابعت: «كانت عملية إعادة بناء مبنى البنتاجون، أمرا شاقا للغاية، وهو ما جعل رجال الخدمة الشباب الذين يتجولون بزوار البنتاجون، يتفاخرون بهذا الأمر، هقد طُلب من فريق العمل، إعادة بناء المكان في 3 سنوات، إلا أنهم استطاعوا إنجازه في أقل من عام، فكانوا يعملون على مدار الساعة لإنجاز المبنى، كذلك تبرعوا بكل أجور العمل الإضافي مقابل 3 مليون دولار، لدفع ثمن الكنيسة التذكارية، دعما أسر ضحايا الحادث الإرهابي».

 نهاية عام 2011، وبعد انتهاء المهندسة منال عزت، من إعادة بناء البنتاجون والكنيسة الجديدة، كانت قد أُرهقت وغمرها الحزن على زملائها الذين فقدتهم، فكانت بحاجة للخروج من المبنى، لكنها كانت دائما تشعر بالتقدير لأن فريقها أقام مساحة للصلاة، يستطيع المسلمون الذين يكرسون حياتهم المهنية لأمن أمريكا، أن يتعبدوا في نفس المكان الذي هاجمه الإرهابيون.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق