بعد براءة ديك على صياحه.. كيف سبق العرب القضاء الفرنسي في إنصاف الحيوانات والطيور والحشرات؟

الأحد، 08 سبتمبر 2019 04:00 ص
بعد براءة ديك على صياحه.. كيف سبق العرب القضاء الفرنسي في إنصاف الحيوانات والطيور والحشرات؟
الديك يصيح
كتب ــ محمد أبو النور

أنقذ القضاء الفرنسي، حيوانات وطيور وزواحف وحشرات العالم من السجن والغرامة لأصحابها، بعد أن قضى برفض دعوى قضائية، ضد صياح الديك "موريس"، ولم يكتف القضاء برفض الدعوى فقط، بل قضى أيضا بتغريم صاحبة الدعوى مبلغ وقدره ألف يورو، وهو مايساوى 18 ألف و 120 جنيهاً مصرياً، وكانت قصّة هذه القضيّة الغريبة على العالم، قد بدأت بشكوى عادية، من جانب زوجين مزارعين متقاعدين أو على المعاش، في منطقة أوت فيين الفرنسية بجزيرة أوليرون، على خلفية الانزعاج من الصياح المبكر للديك "موريس"، بالقرب من مسكنهما، ثم تداولت القضيّة، حتى حسمها القضاء الفرنسى، وسمح للديك "موريس"أن يستمر فى صياحه المبكر، وهو مانسميه فى عالمنا العربى والإسلامى وعاداتنا وتقاليدنا الريفية، "أذان الديك" فى إشارة إلى أن الديكة تستيقظ مُبكراً حتى تُؤذّن لصلاة الفجر، وهناك حديثٌ متفقٌ عليه، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنه رأى شيطانًا).

ديك
ديك


أصوات الحيوانات والطيور والزواحف

من جمال وروعة وسِعة اللغة العربية، وهى لغة القرآن الكريم، أنها تحفل وتزخر بالكثير من أسماء الأصوات، للحيوانات والطيور والحشرات والزواحف وغيرها، ومن فضل العرب الأوائل على العالم، وضع القواميس والمعاجم العربية، التى ترصد مثل هذه الأصوات وغيرها، مثل الأرنب: ضغيب والأسد: الزئير، وهو صوت الأسد من صدره، أو صوته بشكل عام، والأفعى والثعبان والحيَّة : فحيح وهو صوتها من فيِّها، والكَشِيش هو صوتها من جلدها والبازي والصقر: الصرصرة والبطة: بطبطة و البقرة: خوار والبعوضة: طنين والبغل: شحيج والبلبل: تغريد وشدو والبومة: نعيق والثعلب: ضُباح والدب: قَهْقَاع، وهو صوت ضحك الدب و الدجاجة: نقنقة والديك: صقاع وصياح والذئب: عواء والذبابة:أزيز والجرادة: خترشة، وهو صوت أكله و الجمل: رغاء وهدير وبخبخة والخيل: صهيل والحمار: نهيق والحمامة: هديل وسجع، وهو ترديد صوتها و الخروف: مأمأة والخنزير: قُبَاع، وهو نخيره والسمان: سوفة والصرصور: عرير والصقر: غقغقة وقعقعة والضبع: زمجرة والضفدع: نقيق والظبي: نزيب و العجل: خوار والعصفور: زقزقة والعقرب: صئي والعندليب: عندلة والغراب: نعيق و نعيب والغزال: سليل والغنمة: ثغاء والفأر: صرير و الفيل: نهيم والقرد: ضحك والقط: مواء والقمري:سجع و الكلب: نباح واللقلاق: لقلقة والماعز: ثغاء والناقة: رغاء و حنين والنحلة: دوي، وهو صوتهن إذا تجمعن وطنين والنسر: صفير والنعامة: زمار والهدهد: هدهدة، وفى البداية، ظن البشر أن هذه الأصوات، التى تصدرها هذه المخلوقات، ماهى إلاّ أصوات لا معنى ولا هدف لها، سوى التنفيس عن الحيوان أو الطير أو الحشرة، غير أن التقدم العلمى والتكنولوجى فى شتى العلوم، ودراسة سلوك وطبائع هذه المخلوقات، أثبتت مفاجآت عديدة عن صدور هذه الأصوات، وأنها ذات أهداف ومعانٍ، يتم من خلالها التفاهم والحوار، بين كل نوع وفصيل من الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف وبنى جنسها، وهناك آلاف الأبحاث والدراسات، عن كل نوع من هذه المخلوقات، وسلوكها وعاداتها وطريقة تغذيتها وحفر جحورها وبناء عشوشها، إلى غير ذلك من التصرفات، وفى هذا المجال أيضا، كانت الحضارة المصرية القديمة، ثم المكتبة العربية سبّاقتان فى هذا المجال، ولهما الريادة فى ذلك، قبل أن تستيقظ الأمم، وتبدأ فى الدراسة والملاحظة والتسجيل.  

حمار ينهق
حمار ينهق

 

 

 

حوار النملة والهُدهُد مع سيدنا سليمان

وكان الاهتمام بأصوات الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات، قد بدأ منذ آلاف السنين، فى أكثر من مكان على وجه البسيطة، وسجلته آثار الحضارات القديمة، ومنها الفرعونية فى مصر، والبابلية والآشورية فى العراق، غير أن تفاصيل الأصوات وترجمتها إلى لغة وأحاديث، وكلامٌ مفيدٌ له دلالات ومعانى، وهناك عشرات المراجع والمجلدات، ومئات الكتب والدراسات والرسائل فى هذا المجال، غير أنّ القرآن الكريم كان سبّاقاً بهذا، فى قصّة سيدنا داوود وسليمان، عليهما السلام كما حكاها القرآن الكريم فى أكثر من سورة من سور القرآن، وأهمها وأكثرها ظهوراً ووضوحاً فى سورة الشعراء، (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) سورة النمل من الآية 15 وحتى الآية 22 ، فى هذه الآيات الثمانى، تحدّث سيّدُنا ونبيّنا ونبى الله سليمان، عليه السلام مع النمل وهو من الحشرات، كما تحدّث مع الهُدهُد وهو من الطيور، وقد فَهِمَ سيدنا سليمان هذا الكلام وهذا الحديث وهذا الحوار، وقام بالردّ عليه كما علّمه الله، مِصداقاً لقول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) سورة النمل، وقوله تعالى (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) سورة النمل.

ديك يصيح
ديك يصيح

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق